سياسي إسرائيلي يدعو لتعزيز تقسيم سورية بإنشاء دولة كردية

سياسي إسرائيلي يدعو لتعزيز فرص تقسيم سورية بدعم إنشاء دولة كردية

02 أكتوبر 2017
تقسيم المنطقة يحقق مصالح إسرائيل (حميد حسين/ الأناضول)
+ الخط -
في الوقت الذي رصدت فيه دراسة خارطة المصالح الإسرائيلية في سورية، دعا مسؤول إسرائيلي سابق وقيادي في حزب "الليكود" الحاكم إلى تجنيد دعم دولي لضمان قيام دولة كردية شمال شرق سورية، لتحسين البيئة الاستراتيجية لإسرائيل ونكاية في تركيا.

وفي مقال نشرته اليوم صحيفة "هآرتس"، قال السكرتير السابق للحكومة الإسرائيلية، تسفي هاوزر، إن السماح بقيام دولة كردية يعني زيادة فرص تقسيم سورية إلى دويلات "مما يحولها إلى بلاد منقسمة ومجزأة، وهو ما يقلص من المخاطر التي يمكن أن تشكلها في المستقبل على إسرائيل".

واعتبر هاوزر، القيادي في حزب الليكود، تشكيل دولة كردية تطورا مهما لأمن إسرائيل، لأنها ستمثل "خاصرة رخوة" لتركيا ستردعها عن المسّ بالمصالح الإسرائيلية. وادعى أن الأتراك الذين يتعمدون المسّ بمصالح إسرائيل من خلال التدخل في كل من قطاع غزة والضفة وشؤون فلسطينيي الداخل سيعون "أن لدى كل طرف خاصرة رخوة، وأن هناك ثمنا يجب أن تدفعه تركيا بسبب تخليها عن الغرب وقيمه ودورها في تعاظم مظاهر العدائية الإسلامية في الشرق الأوسط".

وأشار إلى أن تشكيل كيان كردي في سورية ينطوي على عوائد استراتيجية أخرى، أهمها دوره في إيجاد ثقل مكافئ لدور كل من إيران وتركيا. ونوه إلى أن كل القوى الدولية والإقليمية التي ترى في تعاظم نفوذ "حزب الله" وإيران في سورية خطرا على مصالحها سيكون من مصلحتها قيام دولة كردية، بوصفها ثقلا يوازن تعاظم هذا النفوذ.

وحذّر هاوزر من مغبة انسحاب الولايات المتحدة من سورية في أعقاب الإعلان عن هزيمة تنظيم "داعش"، معتبرا أن هذا التطور يعد تهديدا للأكراد السوريين، مشدداً على أنّ الانسحاب الأميركي سيوفر فرصة لكل من إيران ونظام بشار الأسد وتركيا للتعاون في محاربة الكرد.

ودعا "العالم الحر" إلى التيقظ لإحباط هذا الاحتمال، والتدخل لمنع القوات التي تقودها إيران من السيطرة على الأراضي التي يوجد فيها الأكراد. ودعا القوى الغربية إلى فرض منطقة "حظر طيران" في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، لمنع القوى المعادية لهم من تهديد مواصلة سيطرتهم على الأرض، وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم.

وأوضح هاوز أن ما يعزز الرهان على الأكراد السوريين حقيقة أنهم أثبتوا "تصميما في حربهم على التنظيمات الجهادية الإسلامية"، مشيرا إلى أنهم حلفاء للغرب وغير معادين لإسرائيل، عدا أن الاستثمار في دعم الأكراد السوريين مهم جدا لضمان "بلورة قوة توازن تأثير القوى الإسلامية المتطرفة".

ولفت الأنظار إلى أن مواجهة التطلعات النووية لإيران يتطلب أولا المسّ بقدرتها على التوسع الإقليمي، معتبرا أن محاصرة الوجود الإيراني في سورية يعد أهم المتطلبات الواجب ضمانها لاحتواء أطماع طهران في المنطقة. وأضاف أنّ "دعم قيام كيان كردي في سورية هو التحرك الاستراتيجي الأهم والفاعل الذي يمكن أن يسهم في مواجهة التوسع الإيراني".



في سياق متصل، أصدر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، اليوم الإثنين، دراسة شاملة حول خارطة المصالح الإسرائيلية في سورية. وحسب استنتاجات الدراسة التي تقع في 60 صفحة، وأعدها كل من الجنرال أودي ديكل والباحثتان كرميت فلنسي وعينات كورتس، فإن أية تسوية في سورية يجب أن تضمن عدم السماح لإيران والقوى الشيعية بالحفاظ على أي نفوذ سياسي وعسكري في سورية.

وشدد معدو الدراسة على أنه يتوجب على إسرائيل عدم الاكتفاء بالنشاطات السياسية والدبلوماسية في مواجهة الخطر الإيراني في سورية، حاثين على عدم التردد في استخدام "القوة العسكرية بحكمة" من أجل ضمان إحباط المخطط الإيراني لإيجاد تواصل إقليمي من طهران إلى دمشق، مرورا ببغداد وانتهاء ببيروت.

ودعت الدراسة، الحكومة الإسرائيلية، إلى تكثيف التنسيق مع الإدارة الأميركية في كل ما يتعلق بمستقبل التسوية في سورية، مشددة على وجوب أن تمارس تل أبيب ضغطا على إدارة الرئيس، دونالد ترامب، بحيث لا تنهي وجودها في سورية بمجرد القضاء على تهديد "داعش".
وحسب الدراسة، فإن إسرائيل مطالبة بمواصلة تكثيف التنسيق والتفاهم الاستراتيجي مع روسيا، مشددة على ضرورة أن يضمن هذا التنسيق تواصل تمتع إسرائيل بهامش حرية مطلق في كل ما يتعلق بالعمل العسكري في سورية.

وحثت الدراسة على مواصلة الأنشطة العسكرية الهادفة إلى إحباط جهود الأطراف المعادية في سورية ولبنان من مراكمة القوى العسكرية، مشددة على وجوب تمتع إسرائيل بهامش حرية للعمل داخل لبنان أيضا.

ورأى معدو الدراسة أن على تل أبيب تعزيز قدرتها على التأثير على مجريات الأحداث في جنوب سورية وفي هضبة الجولان تحديدا، لاسيما من خلال التنسيق مع الأردن. ودعت الدراسة إلى مواصلة تقديم الدعم للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربه ضد "داعش"، لاسيما من خلال تزويده بالمعلومات الاستخبارية الحيوية التي تملكها إسرائيل عن التنظيم.