النكبة.. جرح عصي على الالتئام

النكبة.. جرح عصي على الالتئام

16 مايو 2015
+ الخط -

نصّت إحدى المقولات الصهيونية على أنه سيأتي يوماً "الكبار سيموتون والصّغار سينسون". لكنّ سبعاً وستّين عاماً من النكبة لم تكن كافية، ولا ما سيزيدها أعواما، كي ينسى الفلسطينيّون ما سلبتهم إسرائيل إيّاه. الأرض، "الأرض هي العرض، ونحن لا نفرّط في عرضنا حتّى ولو رويناها بدمنا، فهي تستحق وسنرويها إلى حين استعادتها" كلمات، تكاد الأجيال الفلسطينيّة تتوارثها تباعاً دون كلل أو ملل إيماناً منهم بأن فلسطين ستعود، بالدّم ستعود.

تباينت رؤى وأفعال الفلسطينيين في يوم النكبة في مختلف المحافظات الفلسطينيّة والشّتات، فمنهم من خرج في مظاهرات أدّت إلى عراك ومواجهات بينهم وبين قوّات الاحتلال الإسرائيلي في كلّ من قرية نعلين غرب رام الله وبلعين وقرية النبي صالح وكفر قدّوم وباب العامود في القدس المحتلّة، حاملين الأعلام الفلسطينيّة والرايات السوداء لينتهي هذا بإصابة العشرات منهم. بينما خرج شبّان آخرون في معظم المخيّمات في الشتات مؤكدين على حقّ العودة الذي بات قريباً وفق هتافاتهم. فيما انتفض آلاف الفلسطينيّين إلكترونياً متحدّثين عن ممارسات إسرائيل بحقّهم منذ يوم النكبة عام 1948 وحتّى يومنا هذا.

يقول أحمد هاشم (25 عاماً)  لـ"جيل العربي الجديد" لم يكفّ جدي يوماً عن رواية ما حدث معهم عام 1948، وعلى الرّغم من تقدمة بالسن، لا تزال ذاكرته تزدحم بذكريات الهجرة التي نعاني منها نحن وأبناؤنا في المستقبل. مضيفاً: "أنا الآن عنصر من عناصر المقاومة الفلسطينيّة، وهدفي الأساسي محاولة انتزاع أي من أراضينا المحتلّة ووضع حد للاحتلال الذي لا يكف عن مهاجمتنا ورغبته في محاولة ابتلاع المزيد من الأراضي لتوسيع المستوطنات".

ويُشير هاشم إلى أنّه لن يستسلم أو يترك العمل المقاوم ضد إسرائيل إلى يوم التحرير إن كتبت له الحياة، مؤكّداً على إيمانه بأن هذا اليوم بات أقرب من أي وقتٍ مضى.

فيما يرى حسن علي (18 عاماً) أن أضعف الإيمان وما يستطيع فعله في مدينة رام الله هو الخروج في مظاهرات ضدّ قوات الاحتلال وإن كانت نتيجتها معروفة مسبقاً، إلا أنّه يشعر براحة ضمير، حسب قوله، حتّى ولو أصيب أو تم اعتقاله، لافتاً: "يصعب على أي أحد أن يفهم حالة الاشتباك الدائم في مدن الضفّة الغربيّة وقمع السلطة لمعظم المظاهرات التي تخرج لتندّد بممارسات إسرائيل كما سعيها إلى المحافظة على المفاوضات التي أودت بنا أرضاً ولا تُقدّم سوى التنازلات للاحتلال وتوسيع عمليات الاستيطان وإضافة المزيد من النكبات إلى النكبة الأساسية وهي احتلال فلسطين.

بينما يعيش هؤلاء هنا، ولو كانوا مهجرّين من وإلى داخل فلسطين، إلا أنّ اللاجئين خارجها يعتصرون ألماً على ما حلّ ويحلّ بهم وفي قطعة الأرض التي تعلق بها أرواحهم. ظروف مأسوية قاسية ولجوء واضطهادات وعنصرية تمارس عليهم من العديد من الجهات في الدول التي لجأوا إليها. يعقّب ماهر إدريس: "أي كلام سيوصّف ما نمرّ به؟ لماذا تسألوننا عن يوم النكبة وما نتمنّاه في هذا اليوم؟ هذا حلمنا، أم واقعنا المتأخّر؟ لا ندري لكنّنا حتماً نعود".

ويضيف لـ"جيل العربي الجديد": "سنويّاً نحيي هذا اليوم بالمظاهرات وجلسات السمر في بعض الدواوين ليحدّثنا كبار السن عن يوم تهجيرهم، فنتبادل القصص ونُشحن بأمل الرجوع، كما نتوارث مفاتيح منازلنا في بلداتنا وأوراقنا التي تثبت بأن هذه المنازل كانت لنا وإسرائيل قامت بسلبها منّا".

يُذكر أن 15 مايو/أيار هو يوم إحياء الذكرى السنويّة لنكبة الفلسطينيّين، حيث يحاولون التعبير عن مآسيهم وما حلّ بهم من تهجير وقتل وسلب للأرض.

المساهمون