ساعة واحدة

ساعة واحدة

26 أكتوبر 2017
لا نحسن التقاط ولو نتفة منها (موقع شاترستوك)
+ الخط -

"عملاً بقرار مجلس الوزراء رقم 5 تاريخ 20 أغسطس/ آب من عام 1998، القاضي بتقديم التوقيت المحليّ ساعة واحدة خلال فصل الصيف اعتباراً من منتصف ليل آخر سبت - أحد من شهر مارس/ آذار ولغاية منتصف ليل آخر سبت - أحد من شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل من كلّ عام، يذكّر أمين عام مجلس الوزراء (في لبنان) بوجوب تأخير الساعة ساعة واحدة اعتباراً من منتصف ليل السبت 28 - الأحد 29 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2017، تاريخ انتهاء العمل بالتوقيت الصيفيّ".

يومان فقط يفصلاننا عن تطبيق المذكّرة الوزاريّة، أو ثمان وأربعون ساعة نحصل بعدها - سريعاً - على ساعة واحدة "إكراميّة" أو "مكافأة". هي مكافأة على صمودنا ساعات وساعات في هذا العالم الذي ينهش ثوانينا. فالأيام تمرّ وكذلك الأعوام والعقود ونحن - كثيرون منّا - لا نحسن التقاط ولو نتفة منها.

هي ساعة واحدة كاملة، بدقائقها الستّين وثوانيها الثلاثة آلاف وستّمائة. ماذا نفعل لو قُدّر لنا إكراميّة بقيمة ساعة واحدة؟ كيف نقضي تلك الساعة؟ دعونا نستقطع - كلّ واحد منّا - ثلاث دقائق من جداول أعمالنا الطافحة، ونأخذ نفساً عميقاً، ونفكّر مليّاً. لا بدّ من التأمّل في ذلك. لا نحظى في كلّ يوم بإكراميّة من هذا النوع. دعونا لا نضيّع فرصتنا. ساعاتنا، نشعر وكأنّها تذهب هدراً. هي تنقضي في بضع ثوان.. في لمحة بصر قبل أن نجد أنفسنا وقد رحنا نلهث وراءها، علّنا نُوفَّق بنُتفٍ منها نضيفها إلى رصيدنا. مراكمتها - على الأرجح - من المحال، فلا ضير من استثمار اللحظة.

تلك فرصة لا تُعوَّض. هي ساعة كاملة، حاول بعضنا عدم تضييعها في السبات قبل زمن. ذلك الزمن انقضى. خلال تلك الساعة في ذلك الزمن، كنّا نحتفل بمنتصف الليل الذي يحلّ في مرّتَين متتاليتَين. كنّا نشهد تلك "الظاهرة" ونسجّل انتصاراً تلو آخر، وإن امتدّ الفارق الزمنيّ بينهما على 365 يوماً أو 366. ربّما، لكثرة الأهداف التي سجّلناها في مرمى الغفو، راح هو اليوم يناكفنا. ألسنا نحن الذين عاديناه في ذلك الزمن. لا يهمّ إن كنّا حينها مراهقين طائشين أو في سنيّ شبابنا الأولى فيما الواقع لا يتّسع لحماسة وحيويّة أفعمتانا. نحن البادئون بتلك العداوة، وها هي تنقلب علينا. ونرى أنفسنا نشكو من الأرق. ربّما نستثمر تلك الساعة في الغفو، إذا ارتضى هو مصالحتنا.

مهلاً. تلك الساعة الواحدة الكاملة التي نمنّن أنفسنا بها، ليست إكراميّة ولا مكافأة. هي مجرّد عامل في معادلة حسابيّة هدفها استواء التوقيت الشتويّ وذلك الصيفيّ كذلك. الساعة التي لطالما أوهمنا أنفسنا بـ"ربحها"، تأتي لتسدّ النقص الذي سبق وأحدثته تلك التي نخسرها في كلّ عام عند بدء العمل بالتوقيت الصيفيّ. فلنضبط ساعاتنا.


دلالات

المساهمون