أحلام تنقضي... منكوبو الزلزال يبحثون عن حياة جديدة
من العبارات التي يردّدها بعض الناس بعد حدوث كوارث طبيعية وسقوط ضحايا، هي أن الأشخاص الذين قضوا ربما عرفوا الراحة. أما أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة، وقد فقدوا أحباءهم، فلن يعرفوا الراحة على عكسهم. سيجلسون فوق ركام ماضيهم وأحلامهم، ويستذكرون من قضوا معهم أوقاتاً وأياماً كثيرة بحلوها ومرّها.
ليس من السهل الاستيقاظ على واقع جديد ناقصٍ بناسه وتفاصيله. كان هؤلاء قد خطّطوا ليومهم التالي وربما للأيام الأخرى. جهّز البعض أغراض الطبخة التي سيعدونها يوم الإثنين (وقع الزلزال فجر الإثنين)، فيما حضّر الأطفال حقائبهم المدرسية. هذه مجرد تفاصيل صغيرة. إلا أن لهؤلاء أحلاما أكبر بعيدة المدى، تعكس رغبة في الحياة وتحقيق الذات والكثير من التفاصيل الأخرى. إلا أن الطبيعة غدرت بهم، وحلّت عليهم بواحد من أقسى وجوهها.
ماذا حلّ بأحلام هؤلاء الذين ما زالوا على قيد الحياة؟ هل يصنعون أحلاماً جديدة أم أن جلّ ما يرغبون به هو التخلّص من وقع الصدمة والحزن والخوف؟ ربما يحلمون بالسكن في بيوت بعدما تشرّدوا لدى الأقارب وفي الخيام وغير ذلك. ربما يحلمون بحياةٍ بسيطة وإن مرّت الساعات فيها ببطء. يدركون أن الحياة تستمرّ. لكنّهم يحتاجون إلى وقت طويل قبل أن يستعيدوا وعيهم مما حصل ويعودوا إلى الحياة التي كانت بكل نواقصها، أو يخلقون واقعاً جديداً بمن بقي.
(العربي الجديد)