"وصايا الصبار": شيء أفضل كان ممكناً

"وصايا الصبار": شيء أفضل كان ممكناً

21 ابريل 2024
أمل عرفة وعبد المنعم عمايري (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- لعقود، استلهمت الدراما التلفزيونية من الروايات والمسرحيات العالمية والعربية، لكن العقد الأخير شهد تراجعًا لصالح الأعمال المقتبسة من مسلسلات غربية وتركية. "وصايا الصبار"، مسلسل سوري مقتبس من "ليدي ماكبث" لشكسبير، يجمع بين أمل عرفة وعبد المنعم عمايري في قصة تحكم وجنون.
- العمل يعيد تطويع قصة شكسبير لتناسب الواقع الحالي، مع أداء مميز من الثنائي الرئيسي والفريق الداعم، رغم الثغرات في النص وعدم وضوح بعض الخطط والانتصارات للجمهور، مما يشير إلى حاجة العمل لإعادة هيكلة.
- الإخراج قدم برؤية بسيطة وغير مبهرة، مع تنفيذ ضعيف لمشاهد الجرائم واقتطاعات بسبب سياسة العنف، لكن أمل عرفة برزت كالبطاقة الرابحة للمسلسل بأدائها القوي، مما يلقي الضوء على إمكانية تحسين الحكاية والإخراج.

لعقود شكلت الروايات والمسرحيات العالمية والعربية مادة دسمة للمنتجين والكتّاب، لإعادة صياغتها درامياً وتقديمها في مسلسلات تلفزيونية. لكن في العقد الأخير تراجعت هذه النوعية من الأعمال، لصالح تلك المقتبسة من مسلسلات غربية أو تركية.
في موسم رمضان الماضي، قدمَت الدراما السورية مسلسلا بعنوان "وصايا الصبار"، مؤلف من 17 حلقة، كتبها فادي حسين وأخرجها سمير حسين. العمل مقتبس بشكل مباشر من مسرحية ويليام شكسبير الشهيرة "ليدي ماكبث"، وقد لعب دور البطولة في المسلسل الممثلان السوريان أمل عرفة وعبد المنعم عمايري إلى جانب الفنانين صفاء سلطان، وعامر علي، وروبين عيسى، وفايز قزق، وعاصم حواط، ورنا العضم.
اجتمع عبد المنعم عمايري وأمل عرفة في أعمال عدة قبل وبعد زواجهما وبعد طلاقهما، ليضاف "وصايا الصبار" إلى قائمة التعاون بينهما. وقدمت عرفة شخصية ليدي ماكبث التي تتحكم بزوجها كي يحتال على العائلة الثرية التي ربته، ليصبح أغنى منها ويستولي على أموالها.
قدم الفنانان ثنائية مميزة من ناحية الأداء، واستطاعت شخصية نديمة التي لعبتها عرفة أن تستفز مشاعر المتابعين بجبروتها وقوتها وجنونها، كذلك فعل عبد المنعم عمايري الذي برز بشخصية الرجل المطيع لزوجته لينفذ بسببها جرائم قتل عدة، ويتحول من شخص بسيط مسالم إلى شخص شرير حاقد بسببها. كما أدى الممثلون الآخرون أدوارهم بطريقة جيدة ليكون عامر علي حاضراً بقوة وكذلك صفاء سلطان وروبين عيسى. ولعلّ نقطة الضعف والوحيدة كانت لدى الشابين نسيم أبو دان وميخائيل صليبي، حيث بدا أداؤهما هشاً.
رغم أن القصة مأخوذة عن مسرحية شكسبير، أعاد الكاتب تطويعها لتناسب الواقع الحالي. إلا أن الثغرات كانت واضحة في العمل من خلال نص بحاجة لإعادة هيكلة قبل تقديمه، فرغم أن الصراع كان واضحاً بين عائلة الملاح وشخصية خلدون التي يلعبها عمايري، إلا أن تنفيذ الخطط التي أوقعت بالشركة لم تكن واضحة للجمهور بشكل كامل، وبحاجة لشرح.
كذلك حين قرر أولاد الملاح (صفاء سلطان وعامر علي) العودة إلى الشركة والبلاد منتصرَين لم توضح الأحداث كيف انتصرا وعلى أي أساس استندا في انتصارهما.

وجاءت نقطة الضعف الثانية في الإخراج الذي قدمَ فيه سمير حسين رؤية بسيطة تخلو من الإبهار، كانت قائمة فقط على تصوير المشاهد بطريقة عامة من دون تنفيذ متقَن أو أسلوب جديد يتناسب مع قصة العمل المليئة بالجرائم والأكشن، ليقدم المخرج رؤيته وكأنها عالقة في عام 2008 بلا تجديد يذكَر. كما أن تنفيذ مشاهد الجرائم جاء ضعيفاً مع اقتطاع مقاطع منها بسبب سياسة قناة أبوظبي التي ترفض عرض العنف في رمضان، لكن يمكن القول إن المخرج استطاع إدارة الممثلين بشكل جيد فقدموا أداءً مهماً، متربعةً على رأسهم أمل عرفة التي استطاعت أن تكون البطاقة الرابحة للمسلسل في مشاهدها.
كان من الممكن أن يكون "وصايا الصبار" أفضل من ذلك بكثير على صعيد الحكاية والإخراج، لا سيما أن النص مأخوذ من مسرحية مليئة بالتفاصيل المثيرة.

المساهمون