هجرة الصحافيين الفلسطينيين من فيسبوك إلى تيليغرام

هجرة الصحافيين الفلسطينيين من فيسبوك إلى تيليغرام

16 يونيو 2022
صحافيون فلسطينيون في وقفة احتجاجية ضد سياسة فيسبوك (محمد تلاتنة/الأناضول)
+ الخط -

يواجه الصحافيون الفلسطينيون صعوبة واضحة في نقل الأحداث الميدانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عموماً وعبر موقع فيسبوك الذي يعد الأوسع انتشاراً في صفوف الفلسطينيين، على وجه الخصوص، بفعل الإجراءات التي تتخذ ضدهم تحت ذريعة مخالفة المعايير. وخلال السنوات الأخيرة، حُذفت مئات الحسابات والصفحات التي كان يديرها صحافيون وناشطون شباب على خلفية تغطية الأحداث والتطورات في فلسطين، بالرغم من أن منشوراتهم كانت خبرية لتوثيق ما يحصل خلال جولات التصعيد الإسرائيلي أو العمليات في الضفة الغربية والداخل المحتل.
وسعى الصحافيون للتغلب على هذه الإجراءات عبر محاولة التحايل على الخوارزمية التي تلاحق المنشورات المتضمّنة بعض الكلمات المحظور استخدامها من خلال دمج الحروف العربية بالإنكليزية أو تقطيع الكلمات أو وضع نقاط وحذفها.
ورغم هذه الإجراءات إلا أن فيسبوك واصل حذف الحسابات والمنشورات وتعطيلها كلياً ومنع بعضاً من أصحابها من إعادة فتح حسابات جديدة بأسمائهم المعروفة لدى متابعيهم، حيث يعمل على حذف حساباتهم فور محاولتهم إنشاء صفحة جديدة.
وانعكست هذه الإجراءات بالسلب على التغطية الصحافية، بالذات للصحافيين الذين يعتمدون على نقل المعلومات إلى متابعيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لجأ البعض منهم إلى تطبيقات بديلة مثل تطبيق التراسل الفوري تيليغرام أو موقع تويتر.
ورغم استخدام البدائل من قبل الصحافيين والناشطين والإعلاميين إلا أن حساباتهم لم تسلم في هذه التطبيقات من التعرض للمخالفات والحجب في بعض الأحيان، وإن كانت بدرجة أقل مما عليه الحال في موقع فيسبوك وتطبيق واتساب.
الصحافي حسن أصليح يعتبر أحد الذين تعرضت حساباتهم للحذف بين 18 إلى 20 مرة. ويقول أصليح لـ"العربي الجديد" إن فيسبوك يحرمه من إنشاء حساب شخصي خاص به منذ 5 سنوات تقريباً بعدما قام بحذف كل الحسابات والصفحات التي أنشأها لتغطية ونقل الأحداث في فلسطين عموماً وقطاع غزة على وجه الخصوص، وهو ما دفعه للانتقال إلى استخدام تطبيقات بديلة مثل تيليغرام. ويرى أن هذه الإجراءات التي تقوم بها مواقع التواصل الاجتماعي تشكل تحدياً حقيقاً بالنسبة للصحافي الفلسطيني نتيجة لصعوبة إيصال الرسالة والتغطية الإعلامية للعالم الخارجي.
ويضع فيسبوك قائمة طويلة من أسماء الشخصيات والتنظيمات الفلسطينية المقاومة على قائمة المحظورات التي قد تعرض منشورك وحسابك للحذف في حال استخدامها. ومن بين هذه الكلمات: "حركة حماس"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"سرايا القدس"، و"الجهاد الإسلامي"، و"كتائب القسام"، وإسماعيل هنية، وزياد النخالة، إلى جانب مروان البرغوثي، وزكريا الزبيدي، وشخصيات فلسطينية أخرى.
من جانبه، يقول الصحافي هاني الشاعر إن القيود وحظر المصطلحات والكلمات انعكسا على حرية النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما انعكس بدروه سلبياً عليه وعلى تغطيته للأحداث. ويضيف الشاعر لـ"العربي الجديد" أن الأمر لا يقتصر فقط على استخدام المصطلحات بل طاولت الملاحقة بالحذف أو التعطيل استخدام الصور لذات الفصائل والأذرع العسكرية التي يضعها فيسبوك على قائمة الحظر ضمن خوارزميته. ويقدر الصحافي الفلسطيني عدد الحسابات التي أغلقت له عبر فيسبوك بـ 10 حسابات، ومن بينها حسابات مر عليها 5 سنوات، وحصلت أولى عمليات الحذف عام 2018.
ولم تقتصر الانتهاكات التي تعرض لها الشاعر من قبل مواقع التواصل الاجتماعي على التعطيل، بل تلجأ هذه المواقع إلى وقف النشر لفترات أو منعه من خاصية البث المباشر أو الإعلانات الخاصة بترويج الحسابات إلى جانب إجراءات أخرى متنوعة.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ولجأ الصحافي الفلسطيني لاستخدام تطبيق تيليغرام كبديل وحيد على اعتبار أنه لا يقوم بمخالفة المنشورات الفلسطينية أو حذفها أو ملاحقتها مقارنة ببقية التطبيقات التي تفرض قيوداً على عمليات النشر والصور والفيديو.
في موازاة ذلك، يقول مدير مركز صدى سوشال المختص في رصد الانتهاكات الرقمية إياد الرفاعي لـ "العربي الجديد" إن سياسات فيسبوك لم تتغير رغم كل المخاطبات والمطالبات بشأن المحتوى الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة. ويضيف الرفاعي أن إجمالي الانتهاكات الرقمية التي رصدت خلال شهر مايو/ أيار من قبل مواقع التواصل الاجتماعي كانت 130 انتهاكاً كانت غالبيتهم من قبل فيسبوك، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات خلال 2021 1500 انتهاك. ويربط مدير مركز صدى سوشال بين تزايد الانتهاكات التي تتم بحق المحتوى الرقمي الفلسطيني وتصاعد الأحداث الميدانية، كما جرى خلال شهر رمضان الماضي والذي تزامن مع سلسلة عمليات في الداخل المحتل ومسيرة الأعلام واقتحامات الأقصى.

المساهمون