خيبات وواقع مرير لصحافة اليمن

خيبات وواقع مرير لصحافة اليمن

03 مايو 2021
خلال وداع الصحافي أديب الجناني (أحمد الباشا/فرانس برس)
+ الخط -

لا تمثل المناسبات الدولية المرتبطة بالإعلام، بالنسبة للصحافيين في اليمن شيئاً، سوى أنّها تذكير بمرارة ما يحدث. إذ يجد الصحافيون أنفسهم، أمام معترك للبقاء في بلد بات منذ انطلاق الرصاصة الأولى للانقلاب والحرب، في صدارة الأخبار التي تروي مأساة ما تعرضت له الصحافة اليمنية. 

على مدى السنوات الماضية، ظلّت قوائم الموت والانتهاكات تطارد الصحافيين، فيما لم تكن بيانات التنديد والاستنكار المحلي والدولي، سوى صرخة في واد. أخلت مليشيات الحوثيين مناطق سيطرتها من أي آراء مختلفة. وبات خطابها هو الصوت الأوحد بعد أن أحكمت سلطتها على وسائل الإعلام الحكومية والخاصة. 

منذ سبتمبر/ أيلول 2014، أطلقت المليشيات عشرات من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بعد حملات نهب ومصادرة، ودفعت بأنصارها لإدارة المؤسسات الإعلامية، ضمن خطة بروباغندا لمواجهة الإعلام المناهض للانقلاب. وضمن عمليات الترهيب التي قادتها خلال السنوات الماضية، أصدرت محكمة خاضعة لسيطرتها في صنعاء، حكماً بإعدام أربعة صحافيين في 11 إبريل/ نيسان من العام الماضي. تحولت المدن التي تسيطر عليها، إلى معتقلات للصحافة الحرة، وما زال أحد عشر صحافياً مختطفين بحسب ما نشرته آخر إحصاءات نقابة الصحافيين اليمنيين. 

إعلام وحريات
التحديثات الحية

في الجانب الآخر، لا يخفي مسؤولون في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات العداء للصحافيين، وتضييق الخناق على تغطية الأحداث من مناطقهم.

لم تخلُ التقارير الحقوقية الدورية بشأن الحريات الصحافية في اليمن من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الحكومة أو التابعة للمجلس الانتقالي الانفصالي. فقد تعرض صحافيون للسجن والاعتداء ومصادرة معداتهم، ومُنعوا من مزاولة أعمالهم تحت مزاعم فرض الأمن ومواجهة "الإعلام المروّج للفوضى". 

يمرّ اليوم العالمي لحرية الصحافة في حياة الصحافيين اليمنيين كباقي الأيام. لكنّه ورغم ما يمثله من هامش بالنسبة لهم ما زال محطة لرفع صوت الوجع وكشفاً لذاكرة باتت فائضة بالخيبات.

المساهمون