بدء فعاليات الدورة الـ21 من مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى

بدء فعاليات الدورة الـ21 من مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
28 يونيو 2022
+ الخط -

لوحةٌ فنية تظهر وجه الشهيدة شيرين أبو عاقلة بألوان الفرح، وثوبٌ فلاحيّ ارتدته الصحافية جيفارا البديري قدمته نساء قطاع غزة عن روح أبوعاقلة، إضافة إلى أغاني الثورة والوطن والحب لجوليا بطرس، وملصق يحمل رسومات حجارة كبيرة تسندها أخرى صغيرة ليجسد المثل الفلسطيني "صرارة بتسند حجر"... هكذا بدا مشهد الحفل الافتتاحي لمهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى في رام الله لعام 2022، والذي يعود بعد غياب سنتين بسبب جائحة كورونا، وبعد أزمات مالية مرتبطة باشتراطات التمويل على المؤسسات الفلسطينية.

ومن قرية معليا في الجليل الأعلى الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، جاء 35 فناناً من جمعية بيات الموسيقية لإحياء حفل افتتاح المهرجان الذي ينظمه مركز الفن الشعبي، وليقدّموا عرض "جوليا"، نسبة للفنانة اللبنانية جوليا بطرس.

وقال مدير إنتاج جمعية بيات ومدير إنتاج عرض "جوليا" عماد مداح، لـ"العربي الجديد"، إن المميز في العرض هو تقديم الأغاني الوطنية التي غنتها بطرس للحب والثورة والوطن، معبراً عن الفخر بالمشاركة في المهرجان للمرة الثانية، بعدما شاركت فيه الجمعية عام 2019.

وأكدت مديرة المهرجان إيمان حموري، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الافتتاح من فرقة بيات من الداخل الفلسطيني جاء لنقول إننا فلسطينيون أينما وجدنا سواء في الشتات أو في فلسطين التاريخية"، مشيرة إلى أن المنظمين اختاروا أن يكون المهرجان في أربعة مواقع، هي رام الله وغزة وجنين وبيت لحم، مشددة على أهمية الاستمرار في المهرجان في غزة، وقالت: "هذا دورنا، لنساهم في كسر الحصار عن غزة؛ ليس فقط الحصار السياسي، بل أيضاً الحصار الثقافي"، وعبرت عن أهمية موقع جنين أيضاً للتأكيد على المقاومة الثقافية الفلسطينية في ظل هجمة الاحتلال.

"صرارة بتسند حجر"، هو شعار المهرجان، لكنه حمل وراءه الكثير، خصوصاً في ظل أزمات التمويل التي أتت بالتزامن مع جائحة كورونا التي غيبت المهرجان قسراً لعامين. المهرجان استلهم موضوعه هذا من الرغبة في التأكيد على أهمية الحفاظ على الحالة الفلسطينية الجمعية ودفعها إلى الأمام، وإيماناً بفكرة الحضن الجامع والداعم لمختلف أشكال التقارب الاجتماعي المعنوية، بمشاركة الفنون والثقافة باعتبارها حاملة للهم الجمعي.

ويغوص المهرجان، بحسب منظميه، في البحث عن أشكال الإسناد والدعم غير المحدودة في هياكله المجتمعية المتعددة، في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض هيمنته على المؤسسات الثقافية والوطنية.

وقالت الحموري: "عدنا بعد انقطاع، وكانت جائحة كورونا من الأسباب الرئيسية، وكذلك العدوان على غزة والقدس، ولكن أصرينا على تنظيم المهرجان رغم الأوضاع السياسية الصعبة، ورغم صعوبة التمويل أيضاً وفرض الممولين الشروط السياسية"، في إشارة إلى شروط تمويل أوروبية جديدة فرضت عام 2020 تجرّم النضال الفلسطيني.

وأضافت أن تلك الشروط مرفوضة، ولا يمكن القبول بتجريم نضال الشعب الفلسطيني لأن الفنون جزء من ذلك النضال، مؤكدة أن الفنون والثقافة ستبقى جزءاً من المشروع التحرري، ولذا تم البحث عن أبواب تمويلية أخرى، من خلال المتضامنين مع الفلسطينيين، وأيضاً من خلال المؤسسات المحلية التي دعمت المهرجان.

وحول الشعار والملصق، قال عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان حازم أبو هلال، لـ"العربي الجديد"، إن الملصق حاول التعبير كقيمة فنية عن الشعار، من خلال رسم صخور كبيرة على شكل خريطة فلسطين، ولكن رغم أهمية هذه الصخور الكبيرة بتشكيل الخريطة كانت "الصرارة" الصغيرة جزءاً أساسياً منها وجزءاً لتثبيتها من ناحية البناء، ليعبر عن قدرة المبادرات الصغيرة على إحداث الفرق في السياق الفلسطيني.

وعلى المنصة في قصر رام الله الثقافي، قدمت حفل الافتتاح الصحافية جيفارا البديري مرتدية ثوباً فلاحياً، قالت إنه وصل إلى مخيم جنين حيث استشهدت الصحافية شيرين أبو عاقلة في 11 مايو/ أيار الماضي برصاص الاحتلال.

أما على المقاعد، فكانت بطاقة أبو عاقلة حاضرة، كما أكدت مديرة المهرجان التي أهدتها دورة هذا العام، لأنها كانت جزءاً من عائلة مركز الفن الشعبي، كما قالت.

ويستمر المهرجان حتى 6 تموز/ يوليو المقبل، ببرنامج حافل في أربعة مواقع في رام الله، التي استضافت حفل الافتتاح بمشاركة جمعية بيات الموسيقية من الداخل المحتل بعرض "جوليا". وتستضيف رام الله أيضاً حفل تخريج مدرسة الدبكة التابعة لمركز الفن الشعبي، وحفلاً للفنان المصري حمزة نمرة، وعرض طلات الفنون لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، والفنانة المصرية دنيا مسعود.

وتستضيف جنين عرضاً لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، وفرقة الزبابدة للدبكة والفنون الشعبية، بينما تستضيف بيت لحم فرقة لدي "تَليدْ"، والفنانة نويل خرمان، وحفلاً لتخريج مدرسة الدبكة لمركز بلدي.

أما غزة فتقدم فيها ضمن المهرجان فرقة المركز الوطني شمس الكرامة، وفرقة وطن للفنون، وفرقة الفرسان للفنون عروض دبكة، كما تقدم فرقتا بديل وليلة باند عروض عزف وغناء.

وكان مركز الفن الشعبي قد تأسس عام 1987، سعياً لخلق مناخات ثقافية إبداعية، وبادر لتنظيم مهرجان فلسطين الدولي عام 1993 الذي يقول إنه كان وسيلة فنية إبداعية ثقافية للاتصال بالعالم، ساهمت في كسر الحصار الذي فرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني لعقود.

ذات صلة

الصورة
اتهام فريق العمل بـ"إفساد الأخلاق وخدش الحياء العام" (أحمد باشا/ فرانس برس)

منوعات

في مدينة تعز التي توصف بأنها عاصمة الثقافة اليمنية، رفعت مجموعة من المحامين دعوى قضائية ضد فريق عمل أغنية "مش غلط"، بتهمة "التعدي على الآداب العامة والقيم الأسرية في المجتمع اليمني وإفساد الأخلاق وخدش الحياء العام"
الصورة

مجتمع

كشفت دراسة جديدة أن تشغيل الموسيقى وتحديداً "الاستماع إلى موسيقى موزارت" قد يقلل من مستويات الألم لدى الأطفال حديثي الولادة الذين يخضعون لاختبارات الدم والوخز في الكعب.
الصورة
عازفة العود السودانية، أسماء حمزة

منوعات

احتفل محرك البحث غوغل بعازفة العود السودانية أسماء حمزة وخصّص لها رسمةً على شعاره الرسمي وصفحة معلومات مخصصة متاحة لكل الدول العربية. 
الصورة

منوعات

على وقع صوت الموسيقى الإلكترونية، تجمّع مئات الشباب الأوكرانيين فوق أنقاض منازل تعرضت للقصف في عدد من القرى في شمال البلاد في نهاية الأسبوع الماضي للاحتفال على طريقتهم.

المساهمون