"بالنسياغا" تدفع ثمن استفزازاتها

"بالنسياغا" تدفع ثمن استفزازاتها

02 ديسمبر 2022
كيم كارداشيان في إطلالة بتوقيع "بالنسياغا" (مايك كوبولا/Getty)
+ الخط -

منذ أصبح مصمم الأزياء الجورجي، دِمنا، مديراً فنياً لـ"بالنسياغا"، لم تتوقف الدار الفرنسية عن إثارة الجدل، وفي معظم الأحيان عن قصد؛ أعادت تصميم حقيبة تسوق من أيكيا لا تساوي دولاراً واحداً، وطرحتها على شكل منتج فاخر. أضافت كعوباً لأحذية كروكس. باعت أحذية رياضية مهترئة مقابل 1850 دولاراً. وتولت إطلالة نجمة تلفزيون الواقع، كيم كارداشيان، خلال حفل مِت غالا العام الماضي، فألبستها رداءً أسود من الرأس حتى أخمص القدمين. سارت عارضاتها على المدرج بأزياء تشبه ما يرتديه اللاجئون وهن يحملن أكياس قمامة صنعت من الجلد الثمين.

لكن الموقف الأخير الذي وضعت نفسها فيه الدار، المملوكة لمجموعة كيرينغ الفرنسية التي تملك أيضاً علامات تجارية بينها غوتشي وسان لوران، تجاوز كل ما أقدمت عليه سابقاً. إذ إنّ حملتها الترويجية الأخيرة ظهر فيها أطفال مع إكسسوارات ذات دلالات جنسية، وشملت صورة طفلة تقف على سرير وتحمل حقيبة على شكل دب أبيض مربوط بحزام أسود.

اشتعل الجدل سريعاً، واتهمت "بالنسياغا" بالتغاضي عن استغلال الأطفال. أصبح الجدل أحد أكثر التصادمات وضوحاً لثقافة الإنترنت والسياسة والأزياء ونظريات المؤامرة حتى الآن، كما وصفته صحيفة نيويورك تايمز.

أثار الموقف سخط كيم كارداشيان التي تمثّل أحد وجوه "بالنسياغا" الإعلامية، مما دفع الماركة إلى تقديم اعتذار واللجوء إلى شنّ هجوم مضاد من خلال القضاء. واعترفت "بالنسياغا"، في اعتذار تقدّمت به، الاثنين، بعد أيام على حذفها صور الحملة، بأنّ "البعض يعتبر أنّ هذه الإكسسوارات ذات دلالات جنسية، أو توحي بممارسات جنسية تنطوي على السادية المازوشية". وأقرّت في بيانها بأنّ هذه الإكسسوارات "لم يكن ينبغي أن تُعرض مع أطفال"، مؤكدةً أنّ ما حصل كان نتيجة قرار سيئ من قبلها، وأنها تتحمّل "كامل المسؤولية".

إلا أنّ مستخدمي الإنترنت لفتوا إلى أنّ إحدى الصور تظهر حقيبة أُنتجت بالتعاون بين "بالنسياغا" و"أديداس" موضوعة فوق وثائق عليها مقتطفات من قرار للمحكمة العليا الأميركية في شأن الاستغلال الجنسي للأطفال. ورأى بعض متصفحي مواقع التواصل أنّ هناك صلة بين الصورتين، معتبرين أنّهما تشيران إلى رغبة متعمدة من الماركة في توجيه رسالة مبطّنة، وهو ما نفته "بالنسياغا" التي دانت الاثنين "إساءة معاملة الأطفال"، مشددةً على عدم نيّتها قط "إبراز هذه الفكرة ضمن الحملة الدعائية". وأكدت أنها تتحمل مسؤولية غياب الرقابة في ما يتعلق بالصورة الثانية.

وأشارت الماركة إلى أنها رفعت دعوى في شأن تضمين حملتها "هذه المستندات غير الموافق عليها، نتيجة إهمال غير مسؤول". وذكرت صحيفة نيويورك بوست أنّ الدعوى رُفعت أمام إحدى محاكم نيويورك ضد شركة نورث سيكس للإنتاج ومصمم الديكور نيكولاس دي جاردان، وتطالب بتعويض قيمته 25 مليون دولار. ولم تؤكد "بالنسياغا" هذه الأنباء في بيانها. وسبق أن اعتذرت "بالنسياغا" الأسبوع الفائت.

لايف ستايل
التحديثات الحية

وعلى الرغم من بياني الدار، فإن رد الفعل العنيف على الإعلانات المثيرة للجدل تواصل، وظهرت انتقادات ركزت على إدراج كتاب عن مايكل بورمانس، الفنان البلجيكي الذي تضمنت أعماله السابقة صوراً لأطفال مخصيين، في حملة ربيع عام 2023.

ووسط هذه الفوضى، نفت كايلي جينر المزاعم بأنها نشرت صوراً لم تكن متاحة سابقاً لعائلتها لصرف الانتباه عن الفضيحة. نجل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، دونالد ترامب جونيور، علّق أيضاً على المسألة، عبر حسابه في "تويتر" حيث كتب: "يبدو أن الغضب إزاء إيلون ماسك وسعيه لتخليص منصة تويتر من المحتوى الإباحي المتعلق بالأطفال أكبر من الغضب إزاء فضيحة بالنسياغا التي تشتمل على إباحية وعبودية الأطفال. ولا تنسوا صمت جميع المشاهير تقريباً الذين يمثلون تلك العلامة التجارية المريضة. ما يحدث يكشف لنا الكثير".

المساهمون