التركي حسين أوزدمير... صانع "أقفال يونسكو" الموثقة

التركي حسين أوزدمير... صانع "أقفال يونسكو" الموثقة

11 ديسمبر 2022
حسين شاهين أوزدمير يزاول مهنته في ورشته (الأناضول)
+ الخط -

حسين شاهين أوزدمير آخر حرفي تركي يعكف منذ 44 عاماً على مزاولة مهنته بصناعة أقفال للبيوت التاريخية في مدينة صفران بولو، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

تاريخ صفران بولو يعود إلى 3 آلاف عام، وتعدّ موطناً للعديد من الحضارات، وتضمّ العديد من الفنادق الصغيرة والحمّامات والمساجد والنوافير والجسور والقصور من العهد العثماني.

وظيفتي سعادتي

أوزدمير، الملقب بـ"صانع أقفال يونسكو"، بدأ مسيرته المهنية متدرباً في سنّ الـ16 في بازار ديميرجيلر التاريخي في صفران بولو.

مع مرور الزمن، أصبح حرفياً بارزاً في مجال صناعة الأقفال، من خلال تطوير نفسه منذ بدأ بتعلم مهنة صناعة أقفال للمنازل التاريخية قبل 44 عاماً.

واليوم، يعد أوزدمير آخر حرفيّ من نوعه في صفران بولو، حيث تزيّن منتجاته الأبواب الكبيرة والمزخرفة في القصور التاريخية، التي يبلغ ارتفاعها حوالي أربعة أمتار.

حسين أوزدمير
يعد أوزدمير آخر حرفيّ من نوعه في صفران بولو (الأناضول)

الأقفال التي يصنعها أوزدمير تجذب انتباه الزوار المحليين والأجانب، خاصة أنه يصنع الأقفال والأقسام المعدنية لمباني ومواقع "يونسكو" المنتشرة في المنطقة.

في حديث لـ"الأناضول"، قال أوزدمير إنه يشعر بالسعادة حين يزاول عمله لأنه يعشق حرفته كثيراً، موضحًا أنه تدرّج في تعلمها على يد أمهر الأساتذة في هذه المهنة. وقال: "لقد مر 44 عاماً، لو سألتني هل سئمت أو هل تعبت؟ أقول كلا أبداً، أنا أصبح سعيدًا عندما آتي إلى العمل، الناس يذهبون بعيداً ليكونوا سعداء لقضاء إجازة، وأنا آتي إلى وظيفتي لأكون سعيداً".

سينما ودراما
التحديثات الحية

من الجد إلى الحفيد

تحدث أوزدمير أن "هناك العديد من المناطق التاريخية في تركيا مدرجة على قائمة "يونسكو"، تُرمّم مبانيها من وقتٍ لآخر، وأنا أقوم بعمل القسم المعدنيّ منها".

في الماضي "اعتاد أسلافنا على تشكيل الأجزاء المعدنية من هذه المباني والصروح التاريخية في ورش العمل عندما لم تكن هناك تقنية خاصة لذلك". وأضاف: "شكلوا الحديد عبر الطرق عليه، وصنعوا الأقفال والمفاصل المعدنية على الأبواب، أما الآن عليك تثبيت الشيء نفسه الذي يزال من الأبواب بعمليات الترميم"، قال أوزدمير.

وقال: "يعود تاريخ ورشة حدادتنا إلى عام 1796، ما فعله أستاذنا في ذلك الوقت، يمكننا أن نفعله الآن، لأننا وصلنا إلى هذا اليوم عبر توارث المهنة والتعلم، حيث انتقلت الحرفة من الجد إلى الحفيد".

سأستمرّ رغم تراجع الطلب

قال أوزدمير: "أصنع أقفال أبواب النُزل والقصور والمباني وفقًا لحجم الأبواب، أصنع أقفالًا من الخردة أحادية أو مزدوجة الجناح، نقوم بذلك عبر ليّ الحديد بالطَرق عليه بالاستعانة بالنار، من دون استخدام التكنولوجيا والآلات في أي مرحلة".

ومع الوقت، تراجع الطلب على إنتاج أوزدمير، وعن ذلك أوضح: "اعتدت أن أصنع 3 أقفال في اليوم، لكن هذا انخفض إلى اثنين أو واحد، حتى لو كنت أفعل ذلك مرة كل يومين أو مرة في الأسبوع، أفعل ذلك بكل سرور، فأنا سعيد في عملي، سأمارس حرفتي ما بقيت على قيد الحياة".

وعبّر عن رغبته في نقل حرفته إلى الأجيال المقبلة قائلاً:" آمل أن تستمر مهنتنا بالطريقة نفسها، لكن لا يوجد مثل هذا الحماس لدى الشبّان في الوقت الحالي، هم يسعون وراء جني المال بالطرق السهلة، يجب أن يتعلموا حرفةً ويبدأوا أعمالهم التجارية الخاصة ويديروها بأنفسهم".

وفي 17 ديسمبر/ كانون الأول 1994، أدرجت منظمة يونسكو "صفران بولو" على قائمتها للتراث العالمي، لتكون واحدة من بين 20 مدينة حول العالم أعلنتها المنظمة أفضل المدن التاريخية المحمية.

ومنذ ذلك التاريخ باتت المدينة قِبلة مهمّة يتوجّه إليها ملايين السياح سنوياً، وبحسب أرقامٍ رسمية، جذبت المدينة أعدادًا كبيرة من السيّاح الأجانب والمحليين خلال الأعوام الماضية.

( الأناضول)

المساهمون