"سي أن أن": الاستخبارات الأميركية رصدت محتوى أنشئ بتقنيات التزييف العميق في 2020

15 مايو 2024
مركز اقتراع في بنسلفانيا، 4 نوفمبر 2020 (لينسي أداريو/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مشغلون يعملون لصالح الحكومتين الصينية والإيرانية استخدموا الذكاء الاصطناعي لإعداد محتوى مفبرك بهدف التأثير على الناخبين الأمريكيين خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية لعام 2020، دون نشر المقاطع الصوتية أو الفيديوهات المفبركة.
- وكالة الأمن القومي الأمريكية جمعت معلومات استخباراتية تكشف عن قدرات الصين وإيران في إنتاج محتوى يعتمد على التزييف العميق، مما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين بشأن استغلال الذكاء الاصطناعي في التأثير على الانتخابات.
- الباحثون يخشون من انتشار سوء استخدام التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي في الانتخابات، خاصةً مع سهولة صناعة ونشر المحتوى الصوتي المزيف، مما يعقد المشهد السياسي ويقوض الثقة في العملية الانتخابية.

أعدّ مشغلون يعملون لمصلحة الحكومتين الصينية والإيرانية محتوى مفبركاً بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، جزءاً من حملة للتأثير على الناخبين الأميركيين في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية لعام 2020، وفقاً لما صرّح به مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لشبكة سي أن أن.

لم ينشر المشغلون الصينيون والإيرانيون المقطع الصوتي أو الفيديو المفبرك، لكن المعلومات الاستخبارية التي لم يكشف عنها سابقاً "توضح المخاوف التي انتابت المسؤولين الأميركيين قبل أربع سنوات بشأن استعداد القوى الأجنبية لتأجيج المعلومات الكاذبة حول عملية التصويت"، وفق ما أشارت إليه "سي أن أن" اليوم الأربعاء.

وقال أحد المصادر، لـ"سي أن أن"، إن وكالة الأمن القومي جمعت المعلومات الاستخبارية التي "أعطت المسؤولين الأميركيين نظرة ثاقبة إلى قدرات الصين وإيران في إنتاج المحتوى الذي يعتمد التزييف العميق (Deepfake)". وهؤلاء المسؤولون "أصبحوا أكثر قلقاً بشأن كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي من قبل الأجانب للتأثير على الانتخابات الرئاسية" المرتقبة بعد ستة أشهر فقط.

وليس واضحاً مضمون المحتوى المفبرك الذي أعده المشغلون الصينيون والإيرانيون عام 2020، كما أن سبب إحجامهم عن نشره ليس واضحاً، وفقاً للمصادر التي استندت إليها شبكة سي أن أن. وأشارت المصادر نفسها إلى عدم وجود أي دليل على التنسيق بين البلدين.

وأفاد مسؤول كبير سابق، لم تكشف "سي أن أن" هويته، بأن وكالة الأمن القومي الأميركية "واصلت جمع المعلومات الاستخبارية عن الخصوم الأجانب الذين ينشئون محتوى يعتمد على التزييف العميق والتهديد المحتمل الذي يشكلونه على الانتخابات الأميركية، وخاصة بعد التقدم الكبير الذي شهدته هذه التكنولوجيا خلال السنوات الأربع الماضية"، وذكر أنه عام 2020، لم يكن هناك على سبيل المثال، نموذج ذكاء اصطناعي متطور وسهل الاستخدام مثل "تشات جي بي تي".

يواجه السباق للفوز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة هذا العام خطر التعرّض لسيل من التضليل الذي يقف الذكاء الاصطناعي خلفه. ويخشى الباحثون المتخصصون في التضليل انتشار سوء استخدام التطبيقات التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي في عام انتخابات حاسمة، بفضل انتشار أدوات استنساخ الأصوات زهيدة الثمن، والتي يسهل استخدامها ويصعب تعقّبها.

ويخشى باحثون تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي التي تُنتج تسجيلات مصورة ونصوصاً تبدو حقيقية إلى الحد الذي يصعّب على الناخبين التفريق بين الحقيقة والخيال، ممّا يقوّض الثقة في العملية الانتخابية. لكن المقاطع الصوتية المزيفة المستخدمة لانتحال هويات شخصيات معروفة أو سياسيين حول العالم تعدّ الأكثر إثارة للقلق.

تعقّد سهولة صناعة ونشر محتوى صوتي مزيّف مشهداً سياسياً يعاني أساساً من الاستقطاب الشديد، ممّا يقوّض الثقة في الإعلام ويمكن أيّ شخص من زعم أن الأدلة المبنية على حقائق "هي مفبركة". وتسود هذه المخاوف في وقت تنتشر أدوات الذكاء الاصطناعي الصوتية بسرعة أكبر من البرامج المخصصة لرصدها.

المساهمون