أسامة المسلم يصدم النخبة المغربية في مواقع التواصل

أسامة المسلم يصدم النخبة المغربية في مواقع التواصل

13 مايو 2024
أسامة المسلم مع وزير الثقافة المغربي المهدي بنسعيد، 12 مايو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أسامة المسلم، كاتب سعودي متخصص في الفانتازيا والتشويق، لفت الأنظار بحفل توقيع كتبه في معرض الكتاب بالرباط، مما أدى إلى فوضى وتدخل الإدارة لوقف الفعاليات.
- حقق شهرة بإصدار 32 رواية، مثل "خوف" و"بساتين عربستان"، وتُرجمت أعماله للإنكليزية، معلنًا عن مسلسلات تلفزيونية مستوحاة من رواياته.
- الجدل حول حضوره في المغرب أثار نقاشات بين النخبة الثقافية على مواقع التواصل، مؤكدين على أهمية التكيف مع التغيرات واستخدام التكنولوجيا لترويج الثقافة.

شكّل الكاتب السعودي أسامة المسلم صدمة للنخبة الثقافية المغربية من خلال الإقبال الواسع على حفل التوقيع الخاص به في معرض الكتاب في العاصمة المغربية الرباط. وبينما تساءل كثر عن سبب هذا الإقبال، وانتقده بعضهم، اعتبره آخرون فأل خير على الكتاب، ودعوا إلى اتخاذه قدوة في الاستماع إلى الجمهور الشاب واستخدام التكنولوجيا للوصول إليهم.

والسبت الماضي تدخّلت إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة المغربية الرباط، لوقف فعاليات حفل توقيع كتب أسامة المسلم إثر حالة فوضى بلغت حد الإغماء، شلّت أجزاء من المعرض بسبب كثافة طوابير الحضور من الشباب المنتظرين دورهم للحصول على توقيع الكاتب.

وإثر الفوضى وحالات الإغماء الناتجة عن الازدحام تدخّلت الشرطة وطلبت من الكاتب إنهاء الحفل، ثم أعلن أسامة المسلم أن وزارة الثقافة المغربية سوف تنظم من أجله جولة لتوقيع رواياته في المدن المغربية.

من هو أسامة المسلم الروائي السعودي؟

أسامة المسلم روائي سعودي من مواليد 1977 حقّق الشهرة في عالم الفانتازيا وأسلوب التشويق. صدرت له 32 رواية أبرزها سلسلة "خوف" و"بساتين عربستان" و"لج"، وقد تُرجمت بعض أعماله مثل "بساتين عربستان" إلى الإنكليزية. وأعلن أسامة المسلم عن مسلسل تلفزيوني بعنوان Rise of the Witches سوف يعرض على منصة شاهد، وهو عمل مستوحى من "بساتين عربستان" حول "دعجاء" و"أفصار" وهما يحاولان أن يشقا طريقهما في عالم السحر، كما أعلن عن مسلسل سعودي يستند إلى سلسلة "خوف".

جدل أسامة المسلم في المغرب

انفضّت الحشود من أرض معرض الكتاب لكن آثار مشاهد الازدحام من أجل كاتب في المغرب انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ناقشت النخبة، كُتّاباً وفنانين وإعلاميين ومهتمين بالكتاب، هذا الحادث. دوّن الكاتب خالد أخازي عبر "فيسبوك" في حالة صدمة: "هل العيب فينا؟ أم نحن ضحايا زمن ملتبس اختلطت فيه الأوراق؟ القضية معقدة ومرتبطة ببنية تسويقية قوية، ما فتئت تصنع مرحلة بلا مرجعيات ثقافية ولا قيمية، الأمر مؤشر على اغتيال ناعم، وقهر خفي، إنها صراع بين الأمل واليأس، إنها رصاصة في قلب الأدب، ليس لنا إلا أن ننتظر تلاشي هذا الضباب، مهما حاولوا اغتيال العقل العربي. أسامة مسلم عندي غير متهم، ولكن المتهم من يطالبنا بأن نتماهى مع الصنم وننخرط في عالم لا ننتمي له. صعب أن تكتب وتحافظ على كبرياء الكاتب".

المخرج المسرحي أحمد ناسور، كان له رأي آخر، حيث كتب عبر حسابه في "فيسبوك": "دخلنا عصراً جديداً في الفكر والثقافة والأدب والفنون، فإما أن نواكبه ونكون فاعلين فيه، أو نسجن أنفسنا في أقفاص أمجاد سابقة عاشت زمنها ومَضَت.. شكراً للمعرض الدولي للكتاب الذي أسقط ورقة التوت".

وكتب الصحافي إسماعيل عزام: "الأمر لا يتعلق بنهضة للقراءة، بل بعملية ترويجية ناجحة جداً، لكن يمكن الاستفادة منها في رأيي. على الروائيين أن يستفيدوا مما حصل وأن يحاولوا التقرب من جيل يستهلك المحتوى من "إنستغرام" و"تيك توك" و"فيسبوك" بترويج أعمالهم بشكل رقمي".

ورأى الإعلامي عبد الله الترابي أنه "في نظري لا يجب أن نتعامل مع الأمر بنخبوية وتعالٍ، بل أن نفرح له ونشجّعه. كل من يحب القراءة والكتاب، لم يبتدئ مباشرة بدوستويفسكي ومارسيل بروست، ولا بمحمود درويش ونجيب محفوظ، بل هناك تسلسل في الذوق وكتاب يجرك لآخر وأديب يأخذك من يدك ويسلمك لأديب آخر"، متابعاً: "وكذلك الحال بالنسبة للأجيال الأخرى وضمنها الأجيال الصغيرة الحالية.. المهم هو أن يقرأوا، أما ماذا يقرأون فهم أحرار".

المساهمون