طوابع فلسطين: معرض التاريخ والشعب ينفي الرواية الصهيونية

طوابع فلسطيني: معرض يوثّق لتاريخ فلسطين كأرض وشعب عبر التاريخ

11 يوليو 2017
واجهة من المعرض في العاصمة الأردنية عمّان (العربي الجديد)
+ الخط -
تتكفل مساحة لا تتعدى السنتيمترات المربعة، بدحض ادعاء "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" الذي روّج له زعماء الصهاينة وأنفقوا الملايين، وربما المليارات، لشراء أبواق تروّج لافتراءاتهم.
لم تكن فلسطين يوماً أرضاً بلا شعب، ويتعدى الأمر ذلك، فهي مركز ثقافي وحضاري، كما تؤكد الوقائع التاريخية التي سبقت احتلالها على دفعتين في عام 1948 وعام 1967 من قبل الصهاينة، الذين يفشلون حتى اليوم في محاولاتهم تزييف وطمس التاريخ الفلسطيني، وصناعة تاريخ زائف، يسمونه "التاريخ الإسرائيلي".
داخل مقر جمعية هواة الطوابع والعملات الأردنية، عرضَ جامِعُ الطوابع الأردني، جليل طنّوس، 2017 طابعاً بريدياً، توثق للتاريخ الفلسطيني ما قبل الاحتلال الصهيوني، وتظهر التضامن العربي والعالمي مع الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية ما بعد احتلالها.
يقول طنّوس "نحن في العام 2017، والمعرض يحتوي على 2017 طابعاً بريدياً (..) فلسطين أرض وحضارة وشعب منذ فجر التاريخ".
معرض "تاريخ وشعب" احتوى، إلى جانب الطوابع البريدية، على العملات الفلسطينية، وعدد من الميداليات والأوسمة العسكرية الخاصة بفلسطين.
"هذا المعرض هو الأول من نوعه في الأردن" يبيّن طنّوس، عضو الهيئة الإدارية في الجمعية، ويقول "المعرض فرصة للمهتمين، للاطلاع على تاريخ نشأة الطوابع البريدية في فلسطين والتي سبقت احتلالها، وكذلك للنظر إلى تاريخ فلسطين وحضارتها وشعبها والمتضامنين مع قضيته من خلال الطوابع".
احتوى المعرض نسخاً أصلية عن أول طابع بريد خاص بفلسطين، وكان ذلك في العام 1918، إبان الانتداب البريطاني، وهو طابع الـ "EEF" الخاص بتخليص المراسلات الداخلية، والموثق بشهادة من لندن.
يبيّن طنّوس: "بعد طابع الـ "EEF"، أصدرت سلطات الانتداب البريطاني العديد من الطوابع الخاصة بفلسطين، والتي كُتب عليها فلسطين بلغاتٍ، هي العربية والإنجليزية والعبرية"، واشتمل المعرض على مجموعة من تلك الطوابع التي تظهر عليها صور المسجد الأقصى ومسجد الصخرة المشرفة.
وفيما وثق المعرض في مجموعة "طوابع فلسطين تحت الانتداب البريطاني" للدور التاريخي الذي لعبه الطابع البريدي بدحض الروايات الصهيونية، اشتمل على مجموعات تُظهر التضامن العربي والعالمي مع القضية الفلسطينية، وتؤرخ لجهود الدول العربية في الدفاع عن فلسطين، وأخرى توثّق للانتهاكات والمجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى طوابع صدرت في ذكرى رموز وشخصيات فلسطينية.
الطوابع المعروضة وثّقت للجرائم الصهيونية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، فعُرضت طوابع صدرت في ذكرى مذبحة دير ياسين ومذبحة صبرا وشاتيلا، وكذلك اشتمل المعرض على إصدارات خاصة بنكبة 1948 ونكسة 1967، إضافة إلى طوابع أصدرتها دول عربية تخلّد فيها لدخول جيوشها إلى فلسطين دفاعاً عنها ضد الصهاينة، وذلك في مجموعة خاصة بعنوان "إغاثة وإنقاذ فلسطين".
وإضافة إلى مجموعة "ذكرى اللاجئين" التي تحاكي واقع معاناة الفلسطينيين في دول اللجوء، وتؤكد إصرارهم وتمسكهم بحق العودة، اشتمل المعرض على مجموعات أصدرتها دول أجنبية للتضامن مع قضية الشعب الفلسطيني وثورته التحررية.
وبحسب طنّوس، فـ "المجموعات تضم طوابع بريدية صدرت عن 34 دولة، فإضافة إلى طوابع من جميع الدول العربية، توجد طوابع من دول غربية، صدرت بمناسبات وطنية فلسطينية دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني".
يرى مدير البريد الأردني، خالد اللحام، أن "الطابع يوثق حالة سياسية ومواقف وتفاعلات اجتماعية (...) للدول التي أصدرت طوابع تتضامن فيها مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، عبّرت بذلك عن موقف سياسي، كما أن الدول التي لم تصدر طوابع عبّرت كذلك عن موقف سياسي".
وتابع "المعرض وثّق لتاريخ فلسطين كأرض وشعب عبر التاريخ، ومواقف أمة تجاه الأحداث التي مرت على القضية الفلسطينية، وتجارب الحياة التي عاشها اللاجئون الفلسطينيون".
واستقطب المعرض، الذي استمر يوماً واحداً (السبت الماضي)، المهتمين بالطوابع البريدية، كما حظي بمتابعة بعض المناضلين التاريخيين، أمثال تريز هلسة، التي شاركت في العام 1972 مع ثلاثة من رفاقها في خطف طائرة بلجيكية تعود لشركة رأس مالها بلجيكي-إسرائيلي.
السياسي وعضو البرلمان الأردني السابق، المهتم بالطوابع البريدية، عاطف قعوار، رأى في المعرض "حالة نضالية مميزة". وقال "المعرض في توقيته، حيث تردّي الأوضاع العربية وتراجع أولوية القضية الفلسطينية، جاء ليؤكد على الهوية الفلسطينية والتاريخ النضالي للشعب الفلسطيني".



المساهمون