ليبيا: "داعش" يحرق نفط راس لانوف

ليبيا: "داعش" يحرق نفط راس لانوف

طرابلس

أحمد الخميسي

أحمد الخميسي
23 يناير 2016
+ الخط -



قالت مصادر مطلعة في ليبيا، إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تمكن منذ مساء أول من أمس الخميس، من شن هجمات واسعة على ميناء رأس لانوف النفطي الذي يبعد بنحو 650 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس، مما تسبب في اندلاع النيران في صهاريج خزانات النفط بالميناء، واستمراها حتى صباح اليوم السبت.

وقال الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط محمد الحراري في تصريح لـ "العربي الجديد"، اليوم السبت، إن: "النيران لا تزال تشتعل في خمسة خزانات نفطية، سعة كل واحدة منها نحو 450 ألف برميل، فضلاً عن تسرب نحو مليوني برميل من الخام خارج الحظيرة".

وأضاف: "هناك خزانين  تحت الصيانة وهناك آخرين فيهم مشاكل فنية سابقة إضافة إلى وجود ثلاثة خزانات سليمة حتى الآن.. السعة الإجمالية للخزانات تبلغ 3.2 مليون برميل من النفط".

ويشن تنظيم الدولة، منذ أسبوعين، هجوماً مسلحاً على مرفأي النفط الرئيسيين السدر وراس لانوف، وهما أكبر ميناءين نفطيين في البلاد، اللذين يقعان بين مدينة سرت، التي يسيطر عليها التنظيم، ومدينة بنغازي في شرق ليبيا، مما دفع بالمؤسسة الوطنية للنفط إلى تفريغ أغلب صهاريج تخزين النفط في راس لانوف كإجراء احترازي.

وقال الحراري: "فرق الإطفاء لم تتمكن من القيام بدورها بفعل كثافة النيران، لكنهم يقومون بسواتر ترابية لمنع وصول النيران لمجمع رأس لانوف والمناطق المجاورة".

وأوضح أن البنية التحتية لميناء راس لانوف انهارت بفعل الحريق، فضلاً عن تعطل شبكة المياه بالميناء.

اقرأ أيضاً: داعش يحبس نفط ليبيا

وذكر أن إصلاح ما تلتهمه النيران في الميناء، يحتاج، في حالة توفر موارد مالية، بين سنة وسنة ونصف لكي يتم تشغليه.

وتنتج ليبيا حالياً 360 ألف برميل يومياً من الإنتاج الطبيعي البالغ 1.6 مليون برميل.

ويقتصر التصدير حالياً على ميناء الحريقة شرقي البلاد وحقل الوفاء الذي ينتج الغاز والمكتفات.

وفي سياق متصل، قال مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط خلال مؤتمر صحافي أمس، إن المنطقة تواجه "كارثة بيئية" وإن المواطنين يحاولون منع وصول النيران إلى أنابيب الغاز والماء والطريق الرئيس.

وتوجد في ليبيا مؤسستان للنفط إحداهما في غرب البلاد يرأسها مصطفى صنع الله والأخرى في البيضاء يرأسها ناجي المغربي.

ويوجد بميناء رأس لانوف 13 خزاناً، ويحصل على النفط الخام من حقول الصباح، زلة، الحكيم، الفداء وماجد، التابعة لشركة الزويتينة، وكذلك حقول أم الفرود، البيضاء والنافورة، التابعة لشركة الخليج العربي، وكذلك حقول شركة ونترشيل الألمانية.

ويتم تزويد مصفاة التكرير بمجمع رأس لانوف بنحو 140 ألف برميل يومياً، من تلك الحقول، فيما تصل السعة التصديرية اليومية له إلى 200 ألف برميل يومياً من النفط الخام.

وخلال العام الماضي، قام تنظيم الدولة الإسلامية بعمليات تخريبية لبعض الحقول النفطية الواقعة في منطقة الهلال النفطي، ومنها حقل المبروك، مما استدعى مؤسسة النفط لإعلان فرض حالة القوة القاهرة على 11 عشر حقلاً نفطياً في تلك المنطقة.



اقرأ أيضاً:
"فايننشال تايمز": تشكيل حكومة آخر فرص ليبيا لإنقاذ اقتصادها
النيران تلتهم 4 صهاريج نفط بميناءين ليبيين بعد اشتباكات

ذات صلة

الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.
الصورة
دمر الفيضان عشرات المنازل كلياً في درنة (عبد الله بونغا/الأناضول)

مجتمع

ترك الفيضان كارثة كبيرة في مدينة درنة الليبية، كما خلف آلاف الضحايا، وقد تدوم تداعياته الإنسانية لسنوات، فالناجون تعرضوا لصدمات نفسية عميقة، وبعضهم فقد أفراداً من عائلته، أو العائلة كلها.

المساهمون