وزير الاقتصاد الأردني لـ "العربي الجديد": تركيز على الشراكة والنمو

وزير الاقتصاد الأردني لـ "العربي الجديد": تركيز على الشراكة والنمو

21 يونيو 2022
مساع لزيادة النمو (Getty)
+ الخط -

قال وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني يوسف الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إن الأردن يعمل ضمن أجندة متكاملة لتطوير وضعه الاقتصادي وزيادة معدلات النمو، مشيرا إلى أهمية رؤية التحديث الاقتصادي التي أُطلقت أخيراً وتمثل برنامج عمل للسنوات العشر المقبلة على عدة محاور.

وأضاف الشمالي أن العمل أيضا يتركز على تعزيز الشراكة الاقتصادية مع الخارج، وخاصة على المستوى العربي، من خلال المبادرات والشراكات التي تستهدف تأطير التعاون الاقتصادي ووضع الآليات اللازمة لتحقيق التكامل في العديد من القطاعات، بخاصة الصناعية منها، في ضوء الفرص والإمكانات المتاحة.

وتتمحور رؤية التحديث الاقتصادي حول شعار "مستقبل أفضل"، وتقوم على ركيزتين استراتيجيتين: النمو المتسارع من خلال إطلاق كامل للإمكانات الاقتصادية والارتقاء بنوعية حياة المواطنين.

وقال الشمالي إن مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية التي وُقّعت في أبوظبي، وتضم الأردن والإمارات ومصر، تعد نموذجا عمليا للتعاون الاقتصادي في الإطار العربي، وتؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين البلدان الثلاثة، كما تتيح دخول بلدان عربية أخرى فيها خلال الفترة المقبلة لتعظيم الاستفادة من هذه الشراكة وتوسيع دائرتها.

وأضاف أن المبادرة جاءت في توقيت مهم من ناحية الحاجة الى التنسيق والتعاون في مجالات تعزيز الأمن الغذائي وإقامة الاستثمارات المختلفة وتوفير فرص العمل ومواجهة التحديات، لا سيما الناتجة عن جائحة كورونا وتداعياتها والعوامل الدولية الطارئة.

وبين الشمالي أن الأردن يركز على العمق العربي لتحقيق التكامل الذي يخدم مصالح البلاد العربية وينعكس على العالم العربي بشكل عام، ذلك أن مواجهة التحديات الراهنة تتطلب ولادة مثل تلك الشراكة وغيرها من مجالات التعاون في نطاق أوسع من التعاون الثنائي.

وقال إن هذه المبادرة تشكل نموذجاً ريادياً في المنطقة لتعزيز العلاقات العربية وتنمية اقتصادية مستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوطين الصناعة وتكامل سلاسل القيمة ودعم وتعزيز الصناعات المتكاملة ذات القيمة المضافة، ودعم التنمية الاقتصادية والتنويع الاقتصادي وخلق فرص عمل للحد من ارتفاع نسبة البطالة.

وفي ما يتعلق بالمخاطر التي تحدق بالأمن الغذائي على المستوى العالمي، قال وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني إن هذه مشكلة تؤرق العالم أجمع، وإن هنالك تحركا واسعا لمواجهة المشكلات التي تواجه واقع الغذاء من قبل مختلف البلدان.

وأشار إلى أن هذا الموضوع في غاية الأهمية، وهو بالفعل من أكثر الملفات إلحاحا وحساسية على المستوى العالمي بشكل عام، وخاصة في ضوء التداعيات الناتجة عن جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية والتغير المناخي وعوامل أخرى رفعت درجة المخاوف دوليا حيال الأمن الغذائي.

وتابع أنه: "من هنا، فإن أحد الأركان الأساسية للشراكة الصناعية هو التعاون في مجال الأمن الغذائي من خلال تكاتف الجهود لتعزيزه لدى البلدان الثلاثة، ووضع وتنفيذ الخطط والآليات اللازمة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، وإمكانية المساهمة في دعم ومساندة الأمن الغذائي للبلاد العربية قدر المستطاع".

وعن أولويات عمل الأردن والدول الأعضاء في الشراكة بشأن تحقيق الأمن الغذائي، قال الشمالي إنه سيُجرى العمل خلال المرحلة المقبلة للتعاون في مجال زراعة وإنتاج محاصيل أساسية، وبشكل خاص القمح والذرة بسب بارتفاع أسعارهما وارتفاع الطلب عالميا.

وقال إن أمامنا فرصة كبلدان ثلاثة لزيادة إنتاج القمح والذرة في الدول الثلاث من 16.5 مليون طن إلى حوالي 30 مليون طن سنوياً. ويسعى الأردن لأن يكون مركزا إقليميا للأمن الغذائي خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن القطاع الصناعي في الأردن أحد الروافد الرئيسية للاقتصاد الأردني ويساهم بما نسبته 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمال، وبلغ الإنتاج السنوي من القطاع الصناعي 25 مليار دولار ويشغل حوالي 250 ألف عامل.

وأشار إلى شراكات اقتصادية يجرى العمل على تنفيذها بين الأردن ومصر والعراق، وأهمها مشروع المدينة الاقتصادي المقررة إقامتها على الحدود الأردنية العراقية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وإحداث التنمية المطلوبة، إلى جانب التعاون في المجالات الصناعية حيث وُقعت مذكرة ثلاثية مؤخرا بهذا الشأن.

المساهمون