هل انتهت أزمة البنوك؟

هل انتهت أزمة البنوك؟ نظرة سريعة على أهم تطورات القطاع المصرفي الأخيرة

27 مارس 2023
أحد مقار دويتشه بنك في ألمانيا (Getty)
+ الخط -

مع الإعلان عن صفقة شراء بنك "فيرست سيتيزنز" لبنك "سيليكون فالي" المنهار، وإمهال بنك "فيرست ريببليك" بعض الوقت قبل اتخاذ قرار بإغلاقه، ومع بدء سريان صفقة شراء بنك "يو بس إس" لبنك "كريدي سويس" المتردي، بدأت ملامح الاستقرار تعود إلى القطاع المصرفي في أميركا وأوروبا، على الأقل في الوقت الحالي، بينما يتوقع البعض تحرك مشكلات الائتمان إلى صدارة المشهد.

"دويتشه بنك"

جدد "دويتشه بنك" المخاوف من انتشار عدوى تأزم البنوك، يوم الجمعة، حيث ارتفعت بصورة مفاجئة كلفة التأمين على ديونه، وتراجع سهمه بنسبة تجاوزت 15% في بعض تعاملات آخر أيام الأسبوع، إلا أن أغلب المحللين أكدوا أن ظروف البنك الألماني تختلف عن ظروف بنك "كريدي سويس"، الذي اقترب من الانهيار، قبل أن ينتشله منافسه، في صفقة مدعومة حكومياً.

ويوم الإثنين، قال موقع Factset.com المتخصص في البيانات المالية وتحليلاتها، إن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بين البنكين، بدءًا من حقيقة أن "دويتشه بنك" يحقق أرباحًا جيدة، بشكل إجمالي، وأيضاً في كل مكون من المكونات الرئيسية لهذه الأرباح.

أيضاً أوضح الموقع أن البنك الألماني، الذي يعد الأكبر في بلده، لديه معدل "أسهم عادية متداولة CET1" يصل إلى 13.4%، ونسبة تغطية للسيولة 135%، وكلها مقاييس تعكس قوة البنك، على الأقل في الظروف العادية.

وقال محللو الشركة إنه "في حين أن دويتشه بنك لديه محفظة ضخمة من المشتقات المالية، ولديه انكشاف ملموس لسوق العقارات التجارية في الولايات المتحدة، وهو سوق يتعين مراقبته عن كثب، ولكن إذا كان ذلك يمثل تهديدًا واضحًا للسيولة لدى دويتشه بنك، فسيكون الوضع أكثر حدة في العديد من البنوك الأميركية، وهو ما لم نشهد له أي علامات حتى الآن".

بنك "فيرست ريببليك" 

بعد مرور أكثر من أسبوعين على إغلاق بنكي "سيليكون فالي" و"سيغنيتشر"، ما زال بنك "فيرست ريببليك" يصارع الأمواج، بعدما فشل في العثور على مشترٍ أو وضع ولو إحدى قدميه على الشاطئ.

لكن من الواضح أن هناك محاولات لتقديم دعم حكومي، من خلال إقناع بنك "جي بي مورغان"، أكبر البنوك الأميركية، بشرائه.

وعززت الحكومة الأميركية، الأسبوع الماضي، البنك بفرق إنقاذ من شركتي "لازارد" و"ماكينزي"، وهما من أكبر شركات الاستشارات المالية، ولهما خبرات واسعة في إعادة هيكلة البنوك والشركات، ووضعها على المسار الصحيح، وهو ما يضيف لأعباء البنك فاتورة باهظة، لم يكن هناك مفر منها.

وأظهرت تطورات الأمور خلال الأسبوعين الأخيرين مع البنك المأزوم نقطة لافتة، حيث أظهرت البيانات المالية وجود نسبة غير قليلة من العملاء الذين أصروا على الاحتفاظ بودائعهم لديه، رغم إدراكهم لخطورة الموقف.

وقال بعض العملاء لقناة "سي إن بي سي" المختصة بالاقتصاد والأسواق إنهم فضلوا الإبقاء على ودائعهم لدى البنك "لأنهم سعداء جدًا بالخدمة التي يتلقونها هناك". 

"فيرست سيتيزنز"

اتفق البنك على الاستحواذ على الأصول والالتزامات الخاصة ببنك "سيليكون فالي" المنهار، في صفقة يتوقع لها أن تضاعف الميزانية العمومية للبنك المشتري، لتصل بأصوله إلى أكثر من 220 مليار دولار. وقال "فيرست سيتيزنز" إن "الصفقة تهدف للحفاظ على مركزه المالي القوي، وإن البنك الجديد الناشئ عن عملية الاستحواذ سيظل قادرا على مواجهة المشكلات، وتملّك محفظة قروض متنوعة وقاعدة ودائع".

بيانات البنك الفيدرالي تشير إلى استقرار

تشير أحدث بيانات بنك الاحتياط الفيدرالي، الصادرة قرب نهاية الأسبوع الماضي، إلى قدر من الاستقرار في البنوك الأميركية، بعد ارتفاع اقتراض البنوك من نافذة حسم البنك الفيدرالي، خلال الأسبوع السابق، الذي كان أول أسابيع الأزمة.

واقترب الانخفاض في استخدام نافذة الحسم للبنك الفيدرالي من الارتفاع في استخدام برنامج تمويل البنوك على المدى الطويل، الذي قدمه البنك الفيدرالي قبل أسبوعين، للمساهمة في تخفيف أعباء البنوك، والذي تقل كلفة الاقتراض من خلاله بنحو 62 نقطة أساس. وتقول بيانات "Factset" إن المجموع الإجمالي انخفض بنسبة 1%، أو حوال 1 مليار دولار، ليصل إلى 164 مليار دولار.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت تسهيلات البنك الفيدرالي الأخرى، وهي في الأساس قروض للبنوك الفاشلة أو التي اقتربت من الفشل، بنسبة 26%، أو 37 مليار دولار، وصولاً إلى 180 مليار دولار.

وأظهرت بيانات البنك الفيدرالي انخفاض إجمالي الودائع المصرفية بأكثر من 120 مليار دولار، خلال الأسبوعين الأخيرين.

ووفقاً لأرقام البنك الفيدرالي، أدت عمليات السحب إلى انخفاض إجمالي الودائع إلى أقل من 18 تريليون دولار، رغم أنها لم تتجاوز 0.6% من إجمالي الودائع. 

وأشارت البيانات إلى أن الجزء الأكبر من السحوبات جاء من البنوك الصغيرة، بينما شهدت المؤسسات الكبيرة زيادة في الودائع، بلغت 67 مليار دولار.

ويوم السبت، نقلت قناة "سي أن بي سي" الاقتصادية عن مصادر تأكيدها أن تحويل الودائع من البنوك الصغيرة إلى الكبيرة، مثل بنكي جي بي مورغان تشيس وويلز فارغو، قد تباطأ في الأيام الأخيرة.

المساهمون