تهاوي القدرة الشرائية يجبر السوريين على الخضروات البائتة

تهاوي القدرة الشرائية يجبر السوريين على الخضروات البائتة

20 ابريل 2022
ارتفاع الأسعار يحرم مواطنين من الحصول على خضروات طازجة (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

تعيش أسواق رمضان في دمشق زحمة تسوق رغم ارتفاع الأسعار وخروجها عن قدرة السوريين الشرائية.

وهناك القليل من المتسوقين الذين يشترون السلع بغض النظر عن السعر، فيما معظم المتسوقين يشترون بالحبة أو يلاحظون الأسعار لا غير. لكن هناك من يتسوَّق خضروات غير طازجة، وسط تقديرات أممية بتخطي نسبة الفقر الـ90% في عموم الجغرافيا السورية.
وفي حين يلجأ قسم من السوريين للاعتماد على حوالاتهم الواردة من أقاربهم خارج سورية في تدبَّر حياتهم المعيشية هناك آخرون لا يأكلون إلا في حال اشتغلوا عمال مياومة أو موظفي حكومة النظام الذين يلجأون للعمل بعد الوظيفة.

يقول شادي راجح، وهو موظف حكومي، لـ "العربي الجديد": "أعمل في الصباح في دائرة حكومية، وفي المساء أعمل في مطعم بدمشق القديمة من الساعة السادسة مساءً وحتى الرابعة فجراً". مضيفاً أنّ لديه مصروفاً لا يمكن لوظيفته تغطيته، خصوصاً في شهر رمضان. ويؤكد راجح أنّه رغم اضطراه للعمل في وظيفتين، بالكاد يكفيه دخله حتى آخر الشهر، إذ لا يملك أي دخل آخر غير عمله.

على غرار راجح يعاني سكان في دمشق من انعدام قدرتهم الشرائية، وسط انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار الأميركي وانفلات الأسواق والأسعار وعجز حكومة النظام عن ضبطها.

وفي مطلع إبريل/ نيسان الحالي، أشار تقرير لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة إلى أنّ ثلاثة من كلّ خمسة سوريين يعانون من "انعدام الأمن الغذائي" بعد الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية، وتدهور مستوى المعيشة جراء التضخم الحاصل. وتقول سامية غانم (45 عاماً)، وهي أرملة لديها أربعة أولاد وتقطن في حي المزة بدمشق لـ "العربي الجديد": "كل دخلي لا يكفي نصف إيجار المنزل ولا أستطيع أن أقوم بعمل آخر"، إذ تعمل غانم مستخدمة (عاملة بسيطة) في إحدى مدارس دمشق ويساعدها ابنها الأكبر (21 عاماً) في باقي المصاريف، التي لا تكفيهم لشراء غير الخبز وبعض الحاجيات الأخرى كالبيض والنودلز على مدار شهر كامل.

تبدي غانم حزنها وهي تتحدث عن سوء وضعها المعيشي وعدم قدرتها على تلبية احتياجات أبنائها في شهر رمضان وتضيف: "بعد حوالي ساعة من البحث في سوق المزة للخضار لم أستطع شراء مكونات طبخة واحدة فقط من الخضار"، وتنهي حديثها: "هل هناك أحد يعيش اليوم براتب 100 ألف ليرة (حوالي 25 دولاراً)؟".
وفي تصريح سابق، قال الاقتصادي محمد حاج بكري لـ"العربي الجديد" إنَّ "الرواتب في مناطق سيطرة النظام لم تزد خلال عام سوى مرة واحدة بنسبة 30 في المائة، ليصبح متوسط الأجور لمن يعمل ولديه أجر ثابت نحو 100 ألف ليرة".

يعاني سكان في دمشق من انعدام قدرتهم الشرائية، وسط انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار الأميركي وانفلات الأسواق والأسعار وعجز حكومة النظام عن ضبطها

بدوره، يقول أبو العبد الذي اكتفى بالتعريف عن نفسه بهذا الاسم، لـ "العربي الجديد": "أشتري بعض الخضروات بالبيعة الواحدة"، والبيعة عبارة عن خضروات بائتة من أيام سابقة يجمعها الخضري ثم يبيعها للفقراء.

أبو العبد أب لعائلة مكونة من ستة أفراد يعمل في ورش الباطون (الإسمنت) بأجر يومي، يقول: "في رمضان يتراجع العمل كثيراً وإذا لم أعمل لن آكل"، ما يضطره للعمل هذه الأيام في سوق الهال بدمشق في تفريغ سيارات الخضروات في المحال التجارية.
اتسم النصف الأول من شهر رمضان بضعف القدرة الشرائية وشراء معظم السوريين احتياجاتهم بالحبة. وقال عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه في سوق الهال محمد العقاد، في تصريحات صحافية، إنّ "أكبر تاجر تجزئة أصبح يشتري 5 أو 6 صناديق خضر في أكثر تقدير من سوق الهال، بعدما كان يُحمّل سيارة كاملة بالخضروات والفواكه، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى السكان".