النفط لم يعد بمأمن... قلق الاحتلال يتصاعد من صواريخ غزة

النفط لم يعد بمأمن... قلق الاحتلال يتصاعد من صواريخ غزة

22 مايو 2021
صاروخ يصيب مصفاة عسقلان (جاك غويز/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن عملاق الطاقة الأميركي "شيفرون" أن وزارة الطاقة الإسرائيلية أصدرت تعليمات تدعوه لإعادة تشغيل منصة حقل "تمار" بعد 9 أيام من إغلاقها حين أصبح هدفاً لصواريخ غزة. وأضافت الشركة، الجمعة، أنها تعطي الأولوية لسلامة العاملين والبيئة والمنشآت، وأوضحت أن إنتاج منصة تمار، الواقعة على بعد نحو 25 كيلومتراً قبالة مدينة أسدود في ساحل جنوب فلسطين المحتلة على المتوسط، من المتوقع أن يبلغ طاقته الكاملة في غضون 36 ساعة من بدء التشغيل.

وتُشغّل "شيفرون" حقل تمار للغاز وتملك 25 في المائة فيه، وقد أُغلق في 12 مايو/ أيار بتعليمات حكومية، علماً أنه أنتج 8.2 مليارات متر مكعب من الغاز في 2020، منها 7.7 مليارات للكيان و0.3 مليار اتجهت إلى مصر و0.2 مليار إلى الأردن، وفقاً لبيانات من شركة الطاقة "ديليك" التي تملك حصة فيه. وتمار ليس المرفق الطاقوي الوحيد الذي أصبح هدفاً لصواريخ غزة، وإنما لائحة الأهداف أصبحت تهدد عملياً العديد من المواقع الأخرى.

ويقول موقع "كلكاليست" الإسرائيلي، إن "منشآت البنية التحتية في إسرائيل مبعثرة". إذ ينضم "تمار" إلى المشاهد المقلقة التي سيطرت على الاحتلال هذا الأسبوع بعد اندلاع حريق هائل في إحدى خزانات الوقود في مستعمرة عسقلان نتيجة سقوط صاروخ. ووفقًا لحديث المهندس داني كروننبرغ، المتخصص في المواد الخطرة، للموقع الإسرائيلي، فإن إشعال خزانات وقود كبيرة يمكن أن يتسبب في انبعاثات دخان تشمل مواد خطرة، وإشعال الخزانات المجاورة (تأثير الدومينو)، وتشقق الخزان المحترق، ما يمكن أن ينتهي بانفجار كرة نارية خطيرة".

المنطقة الواقعة بين عسقلان وأشدود، والتي تقع في مرمى الصواريخ من غزة، مشبعة بمرافق البنية التحتية الاستراتيجية للاحتلال: ثلاث محطات للطاقة، ومحطة لتحلية المياه، وخزانات وقود، ووكالة حماية البيئة. ويلفت الموقع الإسرائيلي إلى أن الضرر الذي يلحق بمرافق الطاقة الاستراتيجية والبنية التحتية "يزيد المخاطر على اقتصاد الطاقة في إسرائيل، والإضرار بقدرة التصدير الإسرائيلية".

ويطرح الموقع فرضية أن ما يمكن أن يحصل في حال وصول الصواريخ إلى المرافق النفطية في حيفا مثلاً، يشبه ما حدث في بيروت الصيف الماضي عندما انفجرت نترات الأمونيوم هناك، "وفي إسرائيل يوجد أهمية خاصة لخليج حيفا، حيث يتركز أكثر من 60 مصنعًا صناعيًا و1500 مرفق يمكن أن يرفع نسبة الخطر". لكن الموقع يشير إلى أن "إسرائيل لديها خزانات طوارئ، بعضها موجود في أعماق الأرض، بما في ذلك احتياطيات البنزين والديزل ووقود الطائرات التي يمكن أن تحافظ على نشاط الاقتصاد الإسرائيلي وتمنحه مساحة للتنفس لفترة".

لكنّ "هناك خطرا يتمثل في إلحاق الضرر بالبنية التحتية لنقل الغاز من إسرائيل إلى مصر، والتي تمر فوق الأرض وليست محمية"، وفق الموقع الإسرائيلي. وقدم فريق الوقاية من الكوارث الإسرائيلي في خليج حيفا، وهو هيئة تطوعية، ورقة موقف إلى لجنة الرؤساء التنفيذيين هذا الأسبوع، لدراسة سيناريو محتمل للحرب وإطلاق مئات الصواريخ نحو الخليج. بالإضافة إلى ذلك، لفت الفريق الانتباه إلى حقيقة أن "لجنة الرؤساء التنفيذيين توصي بترك معظم احتياطيات الوقود الإسرائيلية في منطقة الخليج، وهو ما يتعارض مع المخاطر العالية لهذا القرار".

المساهمون