الجزائر: أسعار السيارات المستعملة لا تعرف الهبوط

الجزائر: أسعار السيارات المستعملة لا تعرف الهبوط

21 مارس 2022
الحكومة تعهدت بفتح باب استيراد السيارات الجديدة قبل نهاية فصل الصيف المُقبل (فرانس برس)
+ الخط -

في منتصف "سوق تيجلابين" أكبر سوق للسيارات المستعملة في الجزائر، في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، تجمع عدد من الرجال حول سيارة من ماركة "رينو" الفرنسية تعود سنة صنعها إلى عام 2012، ليدخل البائع والراغبين في الشراء في جدل كبير حول السعر الذي حدده صاحب السيارة بمليون و500 ألف دينار (11 ألف دولار).

جولة الجدل التي دارت بين صاحب السيارة محمد بركات، والزبون الأخير سيد أحمد، الذي بقي بعد انصراف الآخرين انتهت هي الأخرى بالفشل نتيجة عدم الاتفاق على الثمن.

ورغم اكتظاظ السوق أسبوعياً، بعشرات السيارات مختلفة الأحجام والأشكال والألوان والماركات، إلا أن الركود يسيطر على الأجواء، جراء القفزات غير المسبوقة للأسعار، ما دفع الكثيرين سواء من البائعين او المشترين إلى التريث، انتظاراً لفتح الحكومة باب استيراد السيارات الجديدة والمستعملة على السواء، بعد إغلاق امتد لثلاث سنوات في إطار إجراءات لكبح استنزاف احتياطي النقد الأجنبي.

رغم اكتظاظ السوق أسبوعياً، بعشرات السيارات مختلفة الأحجام والأشكال والألوان والماركات، إلا أن الركود يسيطر على الأجواء، جراء القفزات غير المسبوقة للأسعار

إلى الشرق من سوق "تيجلابين"، تجولنا مع عمار بولمداس الذي جاء ليشتري سيارة لا يتعدى سعرها 1.5 مليون دينار، وهو أقصى ما خصصه الموظف في القطاع الخاص لشراء سيارة مستعملة، وبعد قرابة ساعة من البحث والسؤال، وصل عمار إلى قناعة واحدة وهي استحالة شراء مركبة مناسبة بهذا المبلغ.

استيراد السيارات الجديدة

يقول بولمداس لـ"العربي الجديد": "هذا المبلغ في دول أخرى يسمح بشراء سيارة جديدة أما عندنا فلا يمكنه حتى شراء سيارة استُعملت لخمس سنوات". ويضيف أنه "لم يبق لي إلا حل واحد وهو انتظار فتح استيراد السيارات الجديدة، الحكومة تعهدت أنه سيكون قبل نهاية فصل الصيف المُقبل، ربما ستنخفض الأسعار".

ويرى أنه مثل غيره من الكثير من الجزائريين، هو "ضحية" لما وصفه بـ "الغموض" الذي يسيطر على سوق السيارات المستعملة، الذي ترفض الحكومات المتعاقبة تنظيمه، ما جعل المضاربين يسيطرون عليه ويحددون وجهة الأسعار بعيدا عن قاعدة العرض والطلب.

لكن سعيد هايشة، بائع سيارات مستعملة أو "روفندور" كما يسمونه في الجزائر، وهي كلمة فرنسية تعني "بائع للمرة الثانية"، فيقول في حديث مع "العربي الجديد" إنه "ليس صحيحا أن السوق في قبضة السماسرة والمضاربين والوسطاء، فتحديد الثمن يجري بالاتفاق بين البائع والمشتري، فمن اقتنع بالسعر اشترى، ومن لم يقتنع بحث عن بدائل أخرى".

لم تشهد الجزائر دخول سيارات جديدة منذ مطلع 2020، عقب تجميد عمليات استيرادها بأمر من الرئيس عبد المجيد تبون، بالموازاة مع غلق مصانع التجميع المعتمدة

ولم تشهد الجزائر دخول سيارات جديدة منذ مطلع 2020، عقب تجميد عمليات استيرادها بأمر من الرئيس عبد المجيد تبون، بالموازاة مع غلق مصانع التجميع المعتمدة، والتي سجن ملاكها بتهم تتعلق بالفساد وتبييض الأموال، ما أدخل سوق السيارات في حالة ركود غير مسبوقة.

وحسب أكرم خلف الله، الخبير في سوق السيارات فإن "ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بدأ مطلع 2016، مع بداية تطبيق ما يعرف بنظام رخص الاستيراد، الذي وضع سقف ما يتم استيراده سنويا بـ 82 ألف سيارة، لكن منذ تجميد استيراد السيارات الجديدة مطلع 2020، شهد أسعار السيارات المستعملة قفزات غير منطقية وجنونية".

المساهمون