"باريس للكتاب": المعرض ما بعد الجائحة
تُعاوِد الحياة الثّقافية في العاصمة الفرنسية باريس أنشطتها شيئاً فشيئاً، وبشكل مباشر هذه المرة، بعد أن أوقفت جائحة كورونا خلال العامين الماضيين الكثير من الفعاليات، واستبدلت بصيغ التواصل الإلكتروني كلّ ما هو حيّ أو ملموس، خاصة تلك التي يلعب عامِلَا الحضور والحشد دَوراً أساسياً وفاعلاً فيها.
لكنّ العودة مع ربيع هذا العام ستكون منتظرة بعد طول غياب، فجمهور الكِتاب والمهتمّون باقتناء آخر ما تصدرُه دُور النّشر، على موعد مع افتتاح "معرض باريس للكتاب"، الذي سينطلق غداً الجمعة، ويستمرّ إلى الرابع والعشرين منه.
"النّقابة الوطنية للإعلام" (SNE) التي تُنظّم الحدث سنوياً، قرّرت طرحه بحلّة جديدة أقرب للمهرجان التّفاعلي، كما اتّخذت من "القصر الكبير المؤقّت" Grand Palais Ephémère في قلب العاصمة مقرّاً للدورة الجديدة، بالإضافة إلى أماكن أخرى في الضّواحي. أمّا عن ضيف الشّرف، فقد وقع الاختيار على الهند، ليكون الاهتمام منصباً عليها من حيث تنوُّع القضايا التي يحملها هذا البلد، علاوة على ما تشهده صناعة وتسويق الكتب من رواج كبير في شبه القارّة، نظراً لحيويّة تراثها المعرفيّ.
ورغم أنّ المعرض لا يقتصر نشاطُه على عالم النشر، إذ تتخلّلُه الحفلات الموسيقيّة والعروض الأدائية وورشات الكتابة الموجّهة لأعمار مختلفة، إلا أنّ هناك عقبات في الوصول أمام بعض الدُّور الصغيرة، التي يصعب عليها تحقيق شرط المنافسة، الأمر الذي قد يُعزّز فُرصاً معيّنة ويُضفي بعض المحدوديّة.
