ملياردير أميركي يشتري جزيرة فيليبينية بملياري دولار

ملياردير أميركي يشتري جزيرة فيليبينية بملياري دولار

21 أكتوبر 2014
انتشار ظاهرة بيع الجزر في عدة مناطق بالعالم (Getty)
+ الخط -
فيما يقدم ملياردير روسي جزيرة أوناسيس اليونانية هدية لابنته، يشتري ملياردير أميركي جزيرة فلبينية بملياري دولار. وهكذا يبدأ السباق بين أثرياء العالم في تملك جزر، كانت حتى عهد قريب قطعا متناثرة في البحار لا تأبه لها الدول.
فجأة تحولت هذه القطع الصغيرة إلى ثروة ضخمة للعديد من البلدان في السنوات الأخيرة.
وبلغت أهميتها درجة كبيرة، حتى أن اليونان حينما شارفت على الإفلاس في أزمة الديون التي ضربت منطقة اليورو في العام 2011، كان بيع الجزر أحد الحلول التي طرحت لحل مشكلة الديون. وفعلاً باعت اليونان أكثر من سبع جزر في تلك الفترة، وحصلت على مئات ملايين الدولارات من هذه المبيعات.
الآن تتجه أستراليا لبيع عدد كبير من الجزر لمليارديرات آسيا في صفقات قد تجلب لها المليارات، كما تتجه كندا كذلك لبيع مجموعة من الجزر الجميلة الواقعة على الحدود الأميركية.
ويلاحظ أن أثرياء العالم، الذين ازدادوا ثراء في السنوات الأخيرة، بعد أن كانوا يتسابقون على تملك اليخوت والسيارات الفارهة، بدأوا يتسابقون ومنذ مدة على تملك الجزر أو مستعمراتهم الخاصة، حيث انتشر في السنوات الأخيرة تملك الجزر بين مليارديرات العالم.
وأصبح الثري يملك دولته الخاصة، التي يستطيع فيها رفع العلم الذي يريد، وفرض القوانين التي تروق له وممارسة هواياته بعيداً عن أعين الرقيب.
وفي بريطانيا بدأ الملياردير ريتشارد برانسون منذ أكثر من خمس سنوات موضة تملك الجزر، حيث اشترى جزيرة في الكاريبي أصبحت مقراً له ولعائلته.

ويعود تاريخ تملك الأثرياء للجزر إلى الملياردير اليوناني الراحل أرستوليس أوناسيس، تايكون البحر الذي كان يملك أكبر أساطيل الشحن في العالم، الذي اشترى جزيرة يونانية في العام 1963، لتصبح مثار الدهشة وقتها بين الطبقات الأرستقراطية في أوروبا وأميركا خلال عقد السبعينيات. وهي الجزيرة التي تزوج فيها جاكلين كيندي زوجة الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي في العام 1968.
ولكن منذ إطلالة القرن الجديد، أصبح الصراع على أشده بين مليارديرات العالم على شراء الجزر، وتحويلها إلى منتجعات ومساكن وفي بعض الأحيان إلى ضيع للصيد.
ومن بين صفقات الجزر المشهورة التي نفذت أخيراً صفقة شراء جزيرة سكوبيوس الخاصة التي كانت تملكها حفيدة الملياردير أوناسيس، ونفذ الصفقة الملياردير الروسي ديمتري رايبولوفيف كهدية لابنته إيكاترينا.
ورغم أن العائلة لم تعلن عن سعر الصفقة، إلا أن مصادر يونانية توقعت أن يكون ثمن الجزيرة في حدود 150 مليون دولار.
يذكر أن أوناسيس اشترى هذه الجزيرة بسعر 20 ألف دولار في عقد السبعينيات، وأثينا هي الحفيدة الوحيدة المتبقية من عائلة أوناسيس التي ورثت ثروته.
وفي بداية العام الجاري اشتري الملياردير الأميركي لاري إيلسون جزيرة لاناي في هاواي، في صفقة قدر ثمنها بنحو 500 مليون دولار. والملياردير إيلسون من الأثرياء الجدد الذين صنعتهم ثورة التقنية والبرمجة في أميركا.
وفي شهر سبتمبر/أيلول الجاري اشترى ملياردير أميركي، لم يكشف عن هويته جزيرة فوجا الواقعة ضمن جزر"برادايس آيلندس" في الفلبين مقابل ملياري دولار.
وفوجا جزيرة معزولة تقدر مساحتها بنحو عشرة آلاف هكتار، ويقطنها سكان يقدر عددهم بنحو 1788 مواطنا.
ومن غير المعروف حتى الآن، ما هي المشاريع التي ينوي تنفيذها هذا الملياردير الأميركي الذي يخفي هويته، في الجزيرة. وتعتقد مصادر أن الملياردير، ربما سيعمد إلى تحويلها إلى منتجع فخم للأثرياء في ظل فورة الثروة التي تجتاح الصين وباقي الدول الآسيوية.
وفي الصين بدأت موضة شراء الجزر تطل برأسها أيضاً، حيث اشترى الملياردير هوانج يامين جزيرة دامنشان بالقرب من الصين، وينوي تحويلها إلى محمية للحيوانات البرية ومنتجع للصيد، بالنسبة للأثرياء الذين يفضلون رحلات الصيد والاستمتاع بالطبيعة الساحرة.
وحسب تقارير صينية، فإن الملياردير يامين، ومنذ شراء الجزيرة أنفق قرابة خمسة ملايين
دولار على شراء الحيوانات البرية والمتوحشة وأحضرها للجزيرة. ومن بين هذه الحيوانات الغزلان والنعام وبعض الحيوانات المتوحشة الأخرى.
وفي مقاطعة اسكتلندا البريطانية، اشترى الملياردير السنغافوري فيليب نيج جزيرة بامبا القريبة من بحر الشمال بقيمة سبعة ملايين دولار.
وينوي فيليب وأخوه روبرت نيج، تحويل الجزيرة إلى مقر للعائلة التي تقدر ثروتها بأكثر من 10.6 مليار دولار، حسب قائمة فورتشن الأخيرة لأثرياء العالم.
وهنالك العديد من الصفقات التي نفذت خلال الأعوام الأخيرة على شراء جزر في العديد من بلدان العالم. وفي بعض الأحيان تثور نزاعات قانونية بين السكان المحليين والحكومات في صفقات شراء الجزر، حيث تعمد الحكومات إلى بيع هذه الجزر دون أن تضع في الحسبان مصالح هؤلاء السكان.
وعادة ما يكون سكان الجزر البعيدة عن اليابسة في بلدانهم غير متعلمين وبدائيين، وبالتالي يتعرضون للاستغلال بواسطة الأثرياء.

جزر للبيع

في كندا هنالك 1865 جزيرة متنوعة الأحجام والتضاريس، من بينها 865 جزيرة تشكل الحدود بين الولايات المتحدة وكندا يمكن شراؤها أو تأجيرها. وتنتشر هذه الجزر على مساحة 75 كيلومتراً مربعاً، وكأنها سفن تتهادى في منطقة سان لوران التي تتميز بالطبيعة الخلابة.
وتعرض وكالة سوذبي العالمية للعقارات الفاخرة مجموعة من الجزر للبيع. ومن بين الضيع الفخمة المعروضة جزيرة صغيرة في البهاما لا تبعد كثيراً عن العاصمة ناسو التي تعد الجزيرة الرئيسية في البهاما، من بين 50 جزيرة تشكل دولة البهاما. وعرضت الجزيرة بسعر 64.5 مليون يورو "نحو 90 مليون دولار".
كما تعرض الوكالات العالمية، كذلك جزيرة يسلا جوتان، وهي جزيرة صغيرة رائعة لا تتعدى مساحتها 0.74 فدان. وهذه الجزيرة تقع وسط أكبر بحيرة صناعية في العالم، بحيرة جوتان في بنما، وهي قريبة من مدينة بنما ولا تبعد عنها سوى دقائق فقط.
أما جزيرة "هاف كراون" في شمال كيبيك بكندا، فهي أيضاً من الجزر المعروضة للبيع، وهي جزيرة رائعة ذات طبيعة خلابة، وتبعد نحو ساعة ونصف فقط عن مدينة أوتوا في كندا. وتضم الجزيرة منزلا بثلاث غرف، ومرسى للقوارب. وكل هذه المؤهلات مشتملة في السعر.
وفي أميركا الوسطى، عرضت جزيرة صغيرة رائعة للبيع بسعر 40 ألف دولار فقط، وهي عبارة عن بقعة سحرية رائعة وتعرف بخليج الدلافين، وتمتاز بشواطئها الجميلة. والجزيرة تقفز من حولها الدلافين بالإضافة إلى النخيل الرائع، لكن من الصعب الوصول إليها.

المساهمون