وخزة بسيطة

وخزة بسيطة

01 سبتمبر 2015
نذير إسماعيل / سورية
+ الخط -

أعرف الآن أنها لم تكن غير وخزةٍ بسيطة
لكي أدرك أن القطار المليء بالضحكات
قد أفصح عن خطّة الانحراف
كل الأنهج مفتوحة الأذرع
مُهربّة نحو هواء إسفلتي
تُلهم خطاي التي تنتعل الأرض حافية من الطريق
أن أهجر الصراط/ ولا صراط لي
غير التقاط الحروف أوان أوبتها نحو سرّة السماء
أن أنازل أفكار الحب والغياب والحرب
وأزمنة مواضع الداء المحرم/ ولا سلاح لي
غير فضّة الحلم الذي يغيب كما اللحظات على باب نزع الموت
بلا صوت...
بلا شيء..
حيطان منكسرة
ومخالب تنمو فوق أنامل النباتات
نظرات مثْقوبة لتماثيل الوهْم
وشلالات ماء ترفض النزول
أحْذية تمزّق كرامة شوارع الانتظار
بلا شيء..
أتوسّد بقايا الزوايا
وأنشغل بعدّ عيوبي
أستغفر أعضائي الخالية من التعبير
أشرح لي شقائق النعمان
والسؤال بالسؤال
وآلة الرغبات تكتحل بها أنثى
بلا حلم...
فقطْ هناك المزيد من الرغبة في اكتشاف أثر الكيمياء
على أرصفة جسد ينتظرني في هروبي منه
ومعرفة المزيد من ديون الحزن
التي يتركها حب فوق منضدة الروح
هكذا نسيت ما تبقى من الأمنيات
وما قالته لي الشجرة في الحديقة
هكذا غلّفت فاكهة الحلم بقطيفة المستحيل
ودخّنت آخر لفافات عمري
على قارعة صدفة أتت لتكريمي،
أو ربما لإنقاذي من وسوسات عرَق الفراغ
فقط لتجنّب السقوط في عبْء الحاضر..


* شاعرة من تونس

دلالات

المساهمون