هنية يطلق مبادرة سياسية للمصالحة ويشكر الدعم القطري

هنية يطلق مبادرة سياسية للمصالحة ويشكر الدعم القطري

غزة

ضياء خليل

avata
ضياء خليل
05 يوليو 2017
+ الخط -
أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، مساء اليوم الأربعاء، مبادرة سياسية للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن، داعياً فصائل العمل الوطني والإسلامي كافة إلى التوافق من أجل صياغة برنامج سياسي واضح وموحد، يستند للقواسم المشتركة ويرتكز على الحقوق والثوابت الفلسطينية.

وطالب هنية، في أول كلمة رسمية له بعد توليه رئاسة "حماس" في جمع من السياسيين والمثقفين ورجال الأعمال والدين في غزة، بتشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً، تفي بكل الالتزامات تجاه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ودعا أيضاً إلى التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، على قاعدة الانتخابات الحرة والنزيهة، وبمشاركة كل الأطراف وشرائح الشعب الفلسطيني بمشاركة ديمقراطية، وتكون تفاهمات بيروت مرجعاً لإعادة تشكيل المجلس الوطني، وإعادة تفعيل المؤسسات، خاصة مؤسسة المجلس التشريعي المنوط بها الرقابة والتشريع.

وجدد هنية الدعوة إلى وقف التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً بتهيئة الأجواء والمناخات الوطنية لتحقيق المبادرة وإزالة المعيقات من حولها، خاصاً بالذكر التراجع عن جميع الإجراءات العقابية بحق غزة وأهلها، وإلى قيام حكومة التوافق الفلسطينية بدورها في غزة، وأكد أن "تحرير الأسرى أقرب من أي وقت مضى".

وعن أولويات "حماس" في المرحلة المقبلة، قال هنية إنها تتمثل في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم للأرض والمقدسات، وإجراءاته المخالفة للأعراق وقواعد القانون الدولي، مشيراً إلى أنّ وحدة الموقف الفلسطيني هي السلاح الفاعل في هذه المواجهة.

ولفت إلى أنّ "محاولات الاحتلال الصهيوني فرض أمر واقع في المسجد الأقصى المبارك عبر مخططات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني والاقتحامات المتواصلة والسماح لأعضاء الكنيست بدخول الأقصى لن تفلح في أهدافها، وسيبقى المسجد الأقصى المبارك إسلامياً خالصاً، ولن يكون للاحتلال فيه موطئ قدم".

وبيّن هنية أنّ اللجوء الفلسطيني لن يتحوّل إلى قضية منسية أبداً، وأنّ حق العودة لا يسقط بالتقادم، فهو حق مقدس لا تمتلك أي جهة في العالم شطبه، مؤكداً أن الفلسطينيين سيحبطون كل محاولات التوطين وما يسمّى بحل الوطن البديل.

وشدد على ضرورة إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وليس تشديده، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الرئيسية عن هذا الحصار، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ القرارات التي اتخذتها مؤخراً السلطة "أساءت للنسيج الوطني الفلسطيني"، داعياً إلى تغيير سياساتها تجاه القطاع.

وعن مصر، قال هنية إنّه جرى كثير من المباحثات والتفاهمات، والتي أسفرت عن جملة من النتائج التي سيكون لها أثرها في تخفيف أعباء الحصار والممارسات غير الإنسانية ضد القطاع، "مثمناً دور مصر التاريخي، والذي يعبّر عن الأصالة والمروءة".

وتحدث هنية عن قطر، والتي دعمت غزة في أحلك الظروف، وأشاد بالدعم القطري لغزة، والذي أحدث نقلة نوعية في حياة الناس، "فقد كانت قطر نعم العون والسند في سنوات الحصار وساعات العسرة، موجهاً التحية لدولة قطر وأميرها".

وشكر إيران "التي ساندت ودعمت المقاومة والقسام بلا حدود، وأسهمت في تراكم وتطوير القوة التي نملكها، وكذلك المملكة العربية السعودية، والشكر إلى كل من وقف مع فلسطين وغزة من حكومات وهيئات وأفراد من الأمة وأحرار العالم".

وحذّر هنية من أنه منذ مجيء الرئيس الأميركي الجديد (دونالد) ترامب إلى سدة الحكم، وبضغط وتشجيع من العدو الصهيوني، بدأت بشكل متسارع التحركات والمحاولات لجني ثمار الأوضاع الراهنة وابتزاز القوى العربية والإسلامية المنهكة والمستنزفة لتصفية القضية الفلسطينية، وفرض ما يسمى المصالحة التاريخية والضغط بقوة لتوفير الغطاء الفلسطيني -العربي والإسلامي لها.

وشدد على سعي الحركة إلى تمتين علاقاتها بالدول العربية والإسلامية على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، واحترام خصوصية الأوضاع في كل دولة واحترام سيادة هذه الدول وتطلعات شعوبها.

وبيّن أن "سياستنا هي الانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية على أساس متين، وسوف نعزز في المرحلة المقبلة تبني استراتيجية الانفتاح والعمل مع الجميع دون استثناء، من أجل دعم قضيتنا الوطنية ومقاومتنا وجهادنا ضد العدو والحفاظ على قدسنا وأقصانا".

وفي رسالة مباشرة لمحاولي تجريم "حماس" في المنطقة العربية، قال هنية: "نقول لكل أشقائنا في الدول العربية اطمئنوا إلى حماس فلن يأتيكم منها إلّا الخير، وتتمنى لكم الأمن والاستقرار وحماية الأوطان، والحركة متمسكة باستراتيجية ثابتة لديها بحصر معركتها على أرض فلسطين المحتلة، وإن مواجهتها هي فقط مع العدو الصهيوني المحتل".

وعبّر عن رفض حماس التطرف والإرهاب من أي كان وفي أي مكان، مبيناً أن رؤية الحركة بأن المقاومة المشروعة ليست إرهاباً، بل هي تحارب الإرهاب الحقيقي المتمثل في الاحتلال الصهيوني. ​

 

ذات صلة

الصورة
مجمع الشفاء الطبي في شمال قطاع غزة بعد تدميره - 16 إبريل 2024 (حمزة قريقع/ الأناضول)

مجتمع

حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أنّ أكثر من 730 ألف فلسطيني في شمال القطاع يفتقرون إلى خدمات صحية حقيقية، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم 195.
الصورة
 (لا تكنولوجيا للأبارتهايد/إكس)

منوعات

اعتقل عدد من موظفي شركة غوغل مساء الثلاثاء، من مكتبيها في نيويورك وسانيفيل (كاليفورنيا)، بعد تنظيمهم اعتصامات للاحتجاج على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية.
الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.