كيف غطت صحافية مسلمة الانتخابات الأميركية الأخيرة؟

كيف غطت صحافية مسلمة الانتخابات الأميركية الأخيرة؟

29 ديسمبر 2016
شعرت صديقي بالقلق على سلامتها الشخصية (فيسبوك)
+ الخط -

كتبت الصحافية الأميركية، سابرينا صديقي، مقالاً في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس الأربعاء، تطرقت فيه إلى تجربتها كمراسلة مسلمة أثناء تغطية الانتخابات الأميركية الأخيرة التي أسفرت عن فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وتخللتها تصريحات عدة مسيئة وعنصرية ضدّ المسلمين.

أفادت صديقي بأنها شعرت بالرعب عندما صرخ أحد الناخبين "علينا إبادتهم كلهم (المسلمين)"، في مدينة روك هيل في ولاية كارولينا الجنوبية. وقالت "تجمدت، وانتبهت فجأة إلى هويتي الإسلامية، وإلى شعري الطويل الذي بالكاد غطى عقداً علقته في رقبتي يحمل اسم الله بحروف عربية".

وأضافت "سألته هل تعني قتل المسلمين كلهم في الولايات المتحدة الأميركية، محاولة إخفاء شكوكي وريبتي كصحافية"، لكنه أكد "نعم، إذا لم يرحلوا، نبدأ بقتلهم".

وأشارت صديقي إلى أنها لم تقلق سابقاً بشأن سلامتها الشخصية على الطرقات، كما فعلت أثناء تغطية الانتخابات الأميركية الأخيرة.

وقالت "كنت واحدة ضمن صحافيين كثر قضوا حوالي العامين في التنقل بين الفنادق المختلفة لتغطية الانتخابات التي تحولت بسرعة إلى القصة الأضخم في العالم. لكن كمسلمة، كنت جزءاً من قلة".

ولفتت إلى أن شكلها لم يكن يوحي بأنها امرأة مسلمة، فهي لا ترتدي الحجاب، وتظهر غالباً بفساتين بدون أكمام وتصل إلى الركبة، ما يخالف نظرة الكثيرين النمطية عن المرأة المسلمة.

لذا، "لم ينتبهوا إلى كوني مسلمة، فعبّر لي الناخبون بصراحة عن مشاعرهم إزاء المسلمين، وشهدت على أحاديث كثيرة تقشعر لها الأبدان. تمنى الكثيرون استخدام العنف وبناء معسكرات اعتقال للمسلمين، بصوت عالٍ أمامي"، وفقاً لصديقي.

وقالت إنه بعد إعلان مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية، بن كارسون، عن أنه لا يمكن لمسلم رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، تابعت ردّات فعل المرشحين الجمهوريين الآخرين، حتى "انهمرت دموعها على لوحة المفاتيح وهي تكتب".

وأفادت بأنها حافظت على رباطة جأشها أثناء تقديمها فقرة التحليل السياسي على شبكة "أم أي أن بي سي"، خلال الأسبوع نفسه. لكنها "كادت تفقد أعصابها أثناء حفلة عائلية". إذ سألتها قريبتها (7 أعوام) "هل قال أحدهم حقاً إننا لا نستطيع أن نصبح رؤساء؟"، وقالت "شعرت حينها كأنني تلقيت لكمة في معدتي".

وتابعت أنها كانت مدعوة إلى عشاء، عندما دعا ترامب إلى فرض حظر شامل على المسلمين، ومنعهم من دخول الولايات المتحدة الأميركية، في 7 ديسمبر/تشرين الأول الماضي. وأشارت إلى أنها لم تستطع تجاهل الأمر هذه المرة والحفاظ على حياديتها، فكتبت تغريدة على موقع "تويتر" سألت فيها "هل سيُسمح لأهلي الأميركيين الذين قضوا عشرة أعوام في إيطاليا بالعودة مجدداً إلى أميركا بعد اقتراح ترامب اليوم؟".  

وأشارت إلى أن التنميط والعدائية ضدّ المسلمين عادا إلى واجهة النقاش حينها، فشعرت بأنها "تعيش صراعاً داخلياً بين هويتها كامرأة مسلمة وصحافية مطالبة بالمهنية والحيادية".

وأعلنت عن ندمها على ترددها في سؤال عضو مجلس الشيوخ، ماركو روبيو، عن سبب انتقاده زيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى أحد مساجد مدينة بالتيمور في فبراير/شباط الماضي، لكنها "شككت في حقها في السؤال، لأنها مسلمة".

وأشارت إلى أنها تعرضت لتهديدات عدة من مؤيدي ترامب، وشعرت أحياناً بأنها غير قادرة على مواصلة تغطية الانتخابات الأميركية، علماً أنها كانت تغطي لصالح "ذا غارديان".

لكنها أكدت أن التجربة "مميزة ولا تُنسى، وتعلمت الكثير خلال سفرها في أنحاء البلاد، وبنت صداقات عدة، وطورت خبرتها كمراسلة".

وأضافت "سابقاً، كنت أحاول القضاء على الصورة النمطية عن المسلمين من خلال تحسين نفسي، لكن تعلمت من الانتخابات الأخيرة أن العمل الحقيقي قد بدأ الآن".

(العربي الجديد)

المساهمون