فلسطين: فعاليات شعبية رافضة للتطبيع تزامنا مع اجتماع الجامعة العربية

فلسطين: فعاليات شعبية رافضة للتطبيع تزامناً مع اجتماع الجامعة العربية

09 سبتمبر 2020
وقفة سابقة ضد التطبيع الإماراتي في نابلس (Getty)
+ الخط -
انطلقت اليوم الأربعاء، فعاليات شعبية في الضفة الغربية، رفضاً للتطبيع، ورفضاً لمحاولات الاعتراف بدولة الاحتلال، وعزم بعض الدول على نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة. وجاءت هذه الفعاليات بالتزامن مع بدء أعمال الدورة الـ 154 لمجلس جامعة الدول العربية التي عقدت اليوم الأربعاء، على مستوى وزراء الخارجية، عن بعد، برئاسة دولة فلسطين، وسط دعوات فلسطينية إلى رفض الاتفاق الأميركي الإسرائيلي الإماراتي وإدانته.
تظاهرة في نابلس لإدانة اتفاق التطبيع الإماراتي

وشارك العشرات من الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، في وقفة احتجاجية رفضاً لاتفاق التطبيع بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

ورفع المشاركون، في الوقفة التي نظّمتها لجنة التنسيق الفصائلي، لافتات منددة بذلك الاتفاق، ورددوا شعارات تحث الجامعة العربية على دعم القضية الفلسطينية وإسنادها، وعدم الهرولة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وهتف المشاركون بهتافات مثل: "يا جامعتنا العربية.. كوني مع القضية"، "يا أمتنا العربية.. كوني مع القضية"، "فلسطين عربية"، "يا مجلس الجامعة كونوا إلنا رافعة".

وقال القيادي في حزب الشعب خالد منصور لـ"العربي الجديد" على هامش التظاهرة، "إن حكام الإمارات طعنوا الفلسطينيين في ظهرهم، وخانوا الأمانة التي أودعها لهم الشيخ زايد، كانوا يخدعوننا طوال عقدين من الزمان، يظهروا أنهم معنا، لكنهم كانوا يطبخون الاتفاق المخزي مع العدو في السر".

وأشار منصور إلى أنه "خلال الأيام القليلة القادمة، وتحديداً في 13 سبتمبر/ أيلول القادم، تأتي الذكرى السابعة والعشرون لتوقيع منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي في ساحة البيت الأبيض لاتفاق أوسلو، وقد أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه سيذهب خلال الأيام القادمة إلى الولايات المتحدة لتوقيع الاتفاق مع الإمارات، وهنا أقول لحكام الإمارات إن عليهم أن ينظروا إلى ما حلّ بنا نتيجة ذلك الاتفاق، فنحن لم نحصل على دولة ولا على دويلة، لأن الاحتلال ينكث دوماً بوعوده، ولا يعطي شيئاً، بل يأخذ ويتوسع على حساب الأمة العربية، وقضاياها المركزية".

أما منسق لجنة التنسيق الفصائلي نصر أبو جيش، فقال لـ"العربي الجديد": "إن هذه الوقفة جاءت في الوقت الذي يجتمع فيه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الـ154، ونحن نرسل لهم رسالة أن يقفوا مع القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب وكل الأحرار في العالم، فلا تكونوا خنجراً في ظهر الشعب الفلسطيني، أوقفوا الهرولة نحو التطبيع مع المحتل، هذا الكيان مجرم ولا يتوانى عن تقديم مصلحته على كل المصالح الأخرى".

وشدد أبو جيش على أن الشعب الفلسطيني لم يفوض إلى أحد الحديث نيابة عنه.

وفي وقت سابق، دعت القوى والفعاليات الوطنية والشعبية في محافظة رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، إلى المشاركة بالفعالية الرافضة لمشاريع التطبيع مع دولة الاحتلال، وذلك في تمام الساعة الخامسة من مساء اليوم، في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله.
وأكدت القوى أن "الدعوة تأتي استنكاراً لمشاريع التطبيع بكل أشكالها، ورفضاً لمحاولات الاعتراف بدولة الاحتلال، وعزم بعض الدول على نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، وتأكيداً لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في العودة، وتقرير المصير، والدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، وإسناداً لحركة الشعوب العربية في رفض التطبيع، ومن أجل الضغط على أنظمتها للتراجع عن هذه المشاريع المشبوهة".
وأعلنت الإمارات وإسرائيل، في 13 أغسطس/ آب الماضي، اتفاقهما على تطبيع العلاقات بينهما، وهو ما اعتبرته الفصائل، والقيادة الفلسطينية، ممثلة بالرئيس محمود عباس، "خيانة" و"طعنة" في ظهر الشعب الفلسطيني.

 

وشهدت العلاقة بين الإمارات وفلسطين توتراً وفعاليات شعبية ضد الاتفاق التطبيعي، وكذلك سحب فلسطين سفيرها لدى الإمارات، وسط دعوات إلى أن تتراجع دولة الإمارات عن هذا الاتفاق التطبيعي، لانعكاساته سلباً على القضية الفلسطينية.
وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد طالب القيادات الفلسطينية المسؤولة، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، بالاعتذار عن التجاوزات والتصريحات التي وصفتها بـ"الاستفزازية والمغلوطة"، التي صدرت عن بعض الفصائل الفلسطينية ضد دول المجلس.
وفي تصريح للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أمس الثلاثاء، أكد الأخير رفض الرئيس محمود عباس المساس بأيٍّ من الرموز السيادية لأيٍّ من الدول العربية الشقيقة، بما فيها الإمارات العربية المتحدة.
وشدد أبو ردينة على "حرص الرئيس عباس ودولة فلسطين على العلاقات الأخوية مع جميع الدول العربية على قاعدة الاحترام المتبادل، مع وجوب تمسك الأشقاء العرب بالمبادرة العربية للسلام، كما جاءت في عام 2002".
من جانب آخر، قال مهند العكلوك، السفير المناوب لمندوبية دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، في كلمة له أمام اجتماع المندوبين الدائمين التحضيري للدورة الـ154 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري: "جاء دور جامعة الدول العربية لتظهر موقفها من هذا الإعلان الذي تخطى مجموعة من الحدود والثوابت العربية، وخروجاً عن الخط الذي رسمته قرارات القمم العربية، على مدار العقدين الماضيين، المتمثل بمبادرة السلام العربية، وذلك من خلال إعلانها التطبيع الكامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وفي كل المجالات، دون أن تقدم إسرائيل أي ثمن لذلك، ما يعني التخلي عن التزام المبادرة العربية للسلام".
وأشار العكلوك إلى أن دولة فلسطين قدمت مشروع قرار يهدف إلى الحفاظ على الثوابت العربية تجاه القضية الفلسطينية، ويهدف إلى الحفاظ على إرث جامعة الدول العربية".