طفل فلسطيني يحصد جائزة دولية في الرياضيات

الطفل الفلسطيني قصي أبو لبدة يحصد جائزة دولية في الرياضيات

19 ديسمبر 2017
الطفل الفلسطيني قصي أبو لبدة يحمل جائزته (فيسبوك)
+ الخط -
لا يخفي فادي أبو لبدة، والد الطفل الفلسطيني قصيّ، من مدينة القدس، وهو في الصف السادس الابتدائي، افتخاره بنجله الصغير الذي حقق للقدس عاصمة دولته فلسطين، نصراً جديداً في ساحات العلم والإبداع في هذه السن الصغيرة.

قبل أسبوعين تقريبا، حطت طائرة "قصيّ" برفقة والديه في العاصمة الماليزية، ليشارك هناك في مسابقة الرياضيات العالمية "يوسي ماس"، إلى جانب خمسة آلاف طالب وفدوا من 65 دولة، وكان للطفل المقدسي القادم من عقبة السرايا في البلدة القديمة، ظهور لافت بين أقرانه من المتسابقين، فأبهر لجنة التحكيم حين حقق فوزاً باهراً في المسابقة بحصوله على الترتيب الثاني بين المتسابقين على مستوى العالم ممثلا وطنه فلسطين.

والد فادي، يرجع الفضل في ذلك إلى طفله النابغة، وإلى سهر ورعاية والدته، ومتابعة معلمته في مدرسة "دار الحكمة" في بيت حنينا شمالي القدس.

لم يكن ذلك، الفوز الأول لـقصيّ في هذه المسابقة، فقد سبق قبل أكثر من عام أن حصل على الترتيب الأول في وطنه فلسطين، وجرى تكريمه والاحتفاء به من قبل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، واحتفل به اليوم الإثنين، وبزملائه الآخرين في مدينة رام الله بحضور وزير التربية والتعليم الفلسطيني صبري صيدم.

ما إن أعلن فوز قصي، حتى انطلق الوفد الفلسطيني محتفلاً برفع علم الوطن، بينما كان قصيّ، أكثر سعادة وهو يرفع كأس الفوز ويعود به إلى مدينته المقدسة.

يعمل والد قصيّ مقاولاً في البلدة القديمة، ومن عائلته المنحدرة أساساً من قرية "يبنة" المهجّرة على الساحل الفلسطيني ما بين يافا واللد، نبغ كثير من الأطباء والمهندسين، وقدمت أيضا شهداء في النضال الوطني، كان من أبرزهم الشهيد هاني عبد سلامة أبو لبدة، والذي ارتقى في أواخر سبعينيات القرن الماضي بينما كان يعد عبوة ناسفة.

كان جد "قصيّ" من جرحى مجزرة الأقصى الأولى في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1990، حيث أصيب بعدة رصاصات خلال اقتحام جنود الاحتلال للمسجد الأقصى.

أما والدته، فهي خريجة جامعية، لكنها تفرغت لتعليم وتدريس أبنائها في البيت بعد عودتهم من المدرسة، حيث كانت عونا لهم في تحقيق أفضل النتائج المدرسية.

تقول الأم لـ"العربي الجديد": "هذه مهمة كبيرة وعظيمة، وقد بدأت أحصد نتائجها بهذا النبوغ الكبير لولدي قصيّ، وقد شرّفنا بما يحققه من نتائج في مسابقات محلية ودولية، وأدعو له ولإخوته بالتوفيق والنجاح".

والد "قصيّ" يعتبر فوز نجله انتصارا للقدس وفلسطين، وهذا الانتصار في توقيته اليوم هام جدا، و"هو يعطي رسالة للعالم بأن الطفل الفلسطيني لا يقل نبوغا عن أطفال العالم الآخرين رغم معاناته ورغم ما يتعرض له من ممارسات الاحتلال. لهذا كان الفوز الأخير هدية منها للقدس عاصمتنا الأبدية".


المساهمون