شباب مصريّون يجرّون عربات الطعام

شباب مصريّون يجرّون عربات الطعام

14 يوليو 2016
(في القاهرة، تصوير: محمد الشاهد)
+ الخط -

رفضوا الاستسلام لعدم وجود فرص للعمل، والخضوع لقيود الوظائف أو الجلوس في منازلهم في انتظار العمل؛ لذا، لجأ بعض الشباب في محاولة منهم لتحقيق مكسبهم الخاص بالعمل على مشاريع صغيرة برأس مال محدود، كانت تلك المشاريع عبارة عن عربات للطعام.

على عربة فول في منطقة مصر الجديدة قرّرت صافي ونهلة بدْء مشروعهما الخاص، على الرغم من كونهما تخرجتا من كليتي الإعلام والهندسة. صافي محمود توضح لـ"جيل العربي الجديد"، أن الفكرة بدأت معها منذ ما يقرب من شهر، كان حلول شهر رمضان محفزاً للإسراع في تنفيذها، ومع تحقيق النجاح قررتا الاستمرار فيها.

خمس ساعات مساءً كانت مدة عملهما يومياً، وعلى الرغم من العمل ليلاً لم يتسبب ذلك في مضايقاتهما، خاصة مع تفاعل المارة مع مشروعهما: "الاستغراب كان المسيطر على تفكير الجميع وليس محاولة مضايقتنا، الجميع كان يتساءل حول ما دفعنا للعمل على عربة فول".

تؤكد صافي، أنه لا وجود لفرص العمل الآن، ولم يعد من المجدي الانتظار للحصول على فرصة، موضحة أنه في حالة فشل المحاولة للحصول على عمل له علاقة بدراسة الطالب فالأفضل له ألّا يستمر في الانتظار.

على الرغم من وجود مشروع ناجح لكلّ من نهلة وصافي، قرّرتا الاستمرار في مجالهما، فنهلة لم تترك مجال الهندسة، مؤكدة أنه سيكون لها عمل آخر إلى جانب عربة الفول، وكذلك صافي.

لم تخش الفتاتان نظرة المجتمع لعملهما على عربات الفول؛ إذ تحوّل الأمر إلى تحدٍّ في البداية لكسر تلك النظرة القائلة، إن هناك عملاً للسيدات وآخر للرجال، وأكدتا أن العمل للجميع. ترى صافي أن الفكرة مربحة، ويمكن لشاب الاعتماد عليها لتأسيس أسرة، وبالنسبة لها كان المشروع مربحاً أكثر من الوظيفة الثابتة سواء كانت حكومية أم في القطاع الخاص.

حسن خالد، ما زال طالباً في السنة الثالثة لكلية الإعلام، إلا أن جلوسه بدون عمل في أوقات الإجازة دفعه للبحث عن مصدر للرزق، كان ذلك من خلال "عربة عصير".

يوضح حسن لـ"جيل العربي الجديد"، أن العربة كانت محاولة منه لإيجاد مصدر دخل بدلاً من الجلوس في المقاهي، وبمساعدة فكري صديقه، الطالب بكلية الحقوق، بدآ مشروعهما الخاص.

يؤكد حسن أنه لن يتخلى عن دراسته وعمله في مجال الإعلام، خصوصاً وأنه يعمل على عدد من الأفلام القصيرة وأنه مستمر في دراسته، لكن المشروع مصدر دخل جيد يحلم بتحويله لمحل تجاري كبير في ما بعد.

يحاول حسن الموازنة بين عمله ودراسته حالياً، يتأثر أحدهم بالآخر في بعض الأحيان، لكنه في النهاية يستطيع الاستمرار في الأمرين: "أي حاجة هتبقي أحسن من القعدة، فكرة المحاولة فقط حتى لو فشلت كانت ستمثل نجاحاً بالنسبة لي، إن لم يكن المكسب مادياً بالتأكيد سيكون معنوياً".

في البداية، لم يحقق حسن مكسباً مادياً جيداً، خصوصاً بوجوده وسط عدد من المحال التجارية في المكان نفسه، لكن مع تنقله في أماكن أخرى تزايد مكسبه. لم يخش حسن، أيضاً، نظرة المجتمع، خصوصاً مع موافقة والديه على الفكرة وتشجيعه عليها وترحيبهما بها.

دفعت فكرة حسن شاباً آخر لتأسيس عربة لبيع الحلويات بعد تخرجه من كلية الهندسة وعدم عثوره على عمل لما يقرب من عام. دفع ذلك محمد طلعت، للبحث عن وسيلة للحصول بها على أموال، بدلاً من الحصول على "مصروفه" من أسرته: "لم أجد عملاً لمدة عام تقريباً، بدلاً من الجلوس على المقاهي أو في المنزل، كانت عربة الحلويات الملجأ بالنسبة لي".

استوحى محمد الفكرة من عربة البطاطا، والفكرة كانت جديدة بالنسبة له، شجعه عليها وجود عدد من الشباب قرروا الخوض في تلك التجربة.

دلالات

المساهمون