ما بعد الثانوية: طبيب أم مهندس؟

16 يونيو 2016
(تصوير: خالد دسوقي)
+ الخط -

"طبيب أو مهندس" إجابة متكررة يسوقها أطفال مصر دون السادسة، إذا ما بادرتهم بسؤال "ما المهنة التي تحبون ممارستها في المستقبل؟"، نتيجة غرس مجتمعي يعظم من دور الأطباء والمهندسين.

في ضوء السؤال والإجابة السابقين، فإن الأعداد الرسمية التي أقرها المجلس الأعلى للجامعات لقبول الطلاب، بالأول من أغسطس/ آب 2015، بلغت 8600 طالب للقطاع الطبي، و2500 لطب الأسنان، و9000 للصيدلة، و900 للعلاج الطبيعي، و4600 للطب البيطري، و4925 للتمريض.

فيما تقرر قبول 77 ألفاً و500 طالب في كليات التجارة، من بينهم 55 ألفاً "انتظام" و27500 انتساب، و46125 طالباً لكليات التربية، فيما خصص المجلس 28 ألف طالب لكليات الحقوق "انتظام"، و14 ألفاً بنظام الانتساب، وكلية التربية النوعية 14000 طالب، وخصص 45 ألف طالب انتظام لكليات الآداب "انتظام"، و22500 "انتساب".

وتقرر قبول 17400 طالب بالقطاع الهندسي، وكلية التخطيط العمراني 225 طالباً، بينما تم تخصيص 4050 طالباً لكليات الحاسبات والمعلومات.

الأعداد السابقة هي الحلم الذي تحقق، أو لم يفعل، وإن لم يفعل فصاحبه ينتظر أن يصنفه مجتمعه طبقًا لما حصل عليه من درجات، في إطار منظومة تعليمية مصنفة هي الأخرى برقم 139 من أصل 140 دولة مصنفة، وتواجه اليوم ظاهرة بتسريب امتحاناتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

منة كساب، تدرس عامها الأول بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات الأوكرانية، تقول في حديثٍ إلى "جيل العربي الجديد"، إن الدراسة في مصر لم تعد تلبي طموح أحد، وامتحانات الثانوية العامة تشكل ضغطًا من المجتمع ككل لا من الأسرة فحسب، وكأنها أبواب لنهاية العالم.

تتابع كساب، يدخل الطالب الثانوية العامة بمنتهى الطموح، تنهار الطموحات بانتصاف العام الدراسي، ثم تنهار مع ظهور نتيجة التنسيق؛ بينما يدور كل هذا، يُفاجأ المجتهدون بتسريب امتحانات!

هكذا، اختارت كساب دراستها بعيداً عن الأهل والأصدقاء كي تكمل حلماً خاصاً بأن تصبح طبيبة أسنان، لكنها لا تندم.

أما إبراهيم أبو جازية، طالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، فيقول إنه ضد الغش لأنه يضيع مجهود من اجتهد ويصب في صالح من لم يعرف الاجتهاد.

أما تسريب الامتحانات، فالأمر مختلف، يتابع أبو جازية، فوجود صفحة كـ"شاومنيج" تدل على وجود وعي ممن هم دون العشرين، والذين قرروا تحدي نظام فاشل يدير منظومة احتكرها منذ محمد علي.

يضيف أبو جازية، أنه كي يلقي بنفسه خارج دائرة هذه المنظومة الفاشلة، فاختار لنفسه مجالا يحبه رغم معارضة الأهل، فالمجموع ليس آخر العالم، لكن المهارات الشخصية هي المهمة وفقط.

(أ.ز)، طالب في مرحلة الثانوية العامة، تحفظ على ذكر اسمه كاملاً، يقول إنه متابع جيد لتسريبات امتحانات الثانوية العامة، ويتابع الإجابات أيضاً. رغم كونه قد حصل على تقدير جيد طوال العام، إلا أن متابعة الامتحانات التي يعرف أنه سيواجهها بعد قليل هي ما يضمن له مجموعاً يؤهله لكلية الطب، وهو حلمه وحلم والديه. فكلية الطب هي الأنسب، وتضمن مستقبلًا اجتماعيًا يليق به رغم ضعف عائدها المادي.

المساهمون