القبة الورقية والقلوب الحديدية

القبة الورقية والقلوب الحديدية

18 يوليو 2014
+ الخط -

لقد تحطمت أسطورة الدولة التي لا تقهر، وظهرت حقيقة إسرائيل، التي أرهبت الدول العربية بأسطورة قوتها وأسلحتها. القبة الحديدية، التي صنعتها أميركا، واستخدمتها إسرائيل لتصد صواريخ القسام عن رؤوس مستوطنيها، باءت بالفشل، وأصبحت كتلة من الحديد، لا قيمة لها.

في عام 2008، كانت الحرب غير متكافئة بين الاحتلال ورجال غزة، وكانت دول العالم،  كما لا تزال، تمد إسرائيل بكل العتاد والعدة، حتى تحمي نفسها من ضربات المقاومة، وتكون ذات سيادة، تؤوي مستوطنيها، الذين أتت بهم من دول شتى، من دون أن يزعجهم أحد.

صنعت إسرائيل لنفسها فخاً عسكرياً باعتدائها مجدداً على غزة، وقد بدا للجميع أن الحرب غير متكافئة بين رجال غزة البواسل والصهاينة المتغطرسين، لكن قوة الإيمان والعقيدة في غزة دعمت نفسها بقوة الساعد والسلاح، حتى تنتصر على أعدائها، على الرغم من كيد الأشقاء.

يشهد العالم، اليوم، مدى انهيار وهزيمة الدولة التي لا تقهر، فقد قهرت على يد صواريخ القسام. والدولة الأسطورة التي لا مثيل لها، عاجزة عن أن تخطو خطوة واحدة في أرض غزة الأبية. لكن العرب والمسلمين تركوا غزة تواجه مصيرها وحدها، الكل يشاهد، ولا يحرك ساكناً نحو رفع الظلم عن غزة وأهلها، فالجميع يمتلك قلباً حديدياً، يرى تفجير رؤوس البشر ومنازلهم ومعاقل مقاومتهم، وتخريب أراضيهم الزراعية، وإغلاق كل المعابر من حولهم، ولا أحد يحرك ساكناً.

لكن صواريخ القسام جعلت أنصار إسرائيل يفزعون يميناً ويساراً، لكي يساعدوها في إيقاف صواريخ القسام، ويطالبون بوقف تبادل النار بين الطرفين، وكأن حماس دولة ذات سيادة وجيش وحدود، واتخذت قرار الحرب طواعية!

لا يجب أن يغيب عن البال أن غزة ومن فيها، من فصائل وطنية، اضطرت إلى أن تدخل الحرب التي أشعلتها إسرائيل، حتى تسيطر على غزة، وتقضي على المقاومة فيها، لذلك، إن دخول المقاومة هذه الحرب هو من منطلق الدفاع عن النفس، وصون الكرامة.

avata
avata
خليل الجبالي (مصر)
خليل الجبالي (مصر)