إعادة البناء النفسي للأمة

إعادة البناء النفسي للأمة

05 مايو 2015
+ الخط -
البناء النفسي للشعوب يعيد الثقة في قواها العقلية، ومن ثم يتيح لها التفكير والإبداع اللذين يؤديان إلى التخطيط والبناء، للاستفادة الجيدة من المقدرات والإمكانات للأفراد والأوطان. نحن العرب والمسلمون نحتاج أن نعي الدرس جيداً نحو بناء قوانا النفسية التي لا استغناء عنها إن حاولنا أن نحافظ على بقائنا في هذه الحياة، حتى تُتاح لنا لقمة العيش الكريمة، فإن حماية النفس والمحافظة عليها هي مستقبل الأمم، ولن يتم إلا باستشراف المستقبل، والاعتماد على الأجيال المقبلة، بدلاً من قراءة خططنا الاستراتيجية وأوراقنا المستقبلية بالمقلوب، فالبناء النفسي هو الضرورة الملحة، والتي يجب أن تترسخ داخل كل إنسان، لتبين مدى قناعته، ومدى عطائه، ولن يكون ذلك إلا بمقومات عدة منها:  

- بناء الجانب الإيماني والروحي في نفوس الشعوب، والتأكيد على معيَّة الله وقدرته وعطائه ومنعه.

- تهيئة أماكن العبادة والمحافظة على حرمتها، بما يتناسب مع التزام الشعوب وانضباطها في الجوانب التعبدية لله سبحانه وتعالى، والتي لا مناص منها في تنفيذ أوامره سبحانه، وتهيئة النفوس لطاعة الأوامر واجتناب النواهي، مع رفع أيدي الحكومات عن التدخل في تلك الأماكن، بما يحقق الأمن والأمان لعباد الله.

- تفجير الطاقات واكتشاف المواهب لدى الشعوب العربية والإسلامية، وتبني الابتكارات والاختراعات، وإخراجها حيز التنفيذ، وتحفيز الآخرين على استغلال العقل في التفكير والتدبر بدلاً من التدمير والتشرد.

- تهيئة الجو المناسب والأماكن الفسيحة للانطلاق، وترويح وانتعاش الأجسام نحو إعادة نشاطها مرة أخرى.

- تفعيل التأمين الصحي والعناية الجيدة والحقيقية بصحة الشعوب، وحمايتها من الأمراض والأوبئة، مع الاستفادة من العقول العلمية المهاجرة، وخصوصاً الهاربة من الكبت والبطش العلمي والمادي من حكومات بلادها، وأن يستفاد منها على مستوى البلاد العربية والإسلامية، إن لم ترغب العودة إلى بلادها مرة أخرى.

- توجيه أموال الأمة في إعادة بناء كيانها العلمي والاستراتيجي، والبعد عن الإسفاف والتبذير والتفريط، ما يولد نوعاً من الثقة لدى الشعوب نحو حكوماتهم.

- إيجاد كوادر جديدة تحمل عبء المسؤولية في جميع النواحي، وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك، وتأهيل ورفع كفاءة الكوادر المسؤولة حالياً، والتركيز على التطوير الفني في الأداء، بدلاً من الانتشار الأفقي، وكثرة أعداد المسؤولين من دون جدوى تُذكر.

- إعادة وتنقيح وصياغة القوانين واللوائح والدستور، بما يتناسب مع الشورى الحقيقية، والديمقراطية الواقعية، وحرية الشعوب في ظل ضوابط الشرع والدين، ما يهيئ الجو النفسي الصحي والطبيعي نحو التفكير في الإبداع والثقة في إعادة بناء قُوَى الأمة من جديد.

- استخدام ميزان الشرع في السلوكيات والأخلاقيات نحو أفراد الشعب فيما بينهم، وفيما بين الحكومات.

- ترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطرية لدى الشعوب وتدوال السلطة، مع شعورهم بالمصداقية في المحافظة على اختياراتهم السياسية.

- ترسيخ مبادئ الحق والعدل والمساواة بين أفراد الشعب، والمحافظة على الحقوق، مهما كانت درجة قرابة الأفراد من السلطة.

- إيجاد مناخ إيجابي بين الحكام وشعوبهم، ليتسم بالمصداقية والثقة والنصح والإرشاد.

- التخلص من تبعية الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية السياسية والأخلاقية والسلوكية، مع الاستفادة فقط من تقدمهم العملي والتكنولوجي بما يعود على الشعوب بالنفع والتقدم.

ليست هذه النقاط نهاية المطاف، لكننا نرى أنه إذا كانت إعادة البناء النفسي ستؤخذ موضع التنفيذ، أن تُشكل هيئة أو لجنة لصياغة وتحديد النقاط التي ستنطلق منها الأمة، نحو البناء النفسي لشعوبها.

المحافظة على القوى النفسية لدى الشعوب لن تقل قيمة عن مقدراتنا الجغرافية، وثرواتنا المالية، أيّاً كان نوعها حتى نستطيع الوصول إلى مكانة من الإعداد الجيد، نحمي بها أنفسنا، أو نرهب بها عدونا، لنتمكن من تحقيق غايتنا التي خلقنا من أجلها.

avata
avata
خليل الجبالي (مصر)
خليل الجبالي (مصر)