السوري عدنان فرملي... إرادة تقهر الإعاقة

الشاب السوري عدنان فرملي.. إرادة تقهر الإعاقة

25 مايو 2017
+ الخط -

رصاصة أطلقها قناص في منطقة الحولة شمالي محافظة حمص وسط سورية، عام 2012، فاخترقت ظهر الطفل السوري عدنان فرملي وأقعدته عن الحركة، لكنها لم تشلّ إرادته، التي قادته إلى متابعة الدراسة والتفوق في الرياضة والاهتمام بالتصوير، على أمل أن يحكي يوما قصص اللجوء.

من على كرسيه المتحرك، تحدّث إلى "الأناضول" بعد أن صار شابا (19 عاما)، وبات لاجئا في بلدة "جديدة القيطع" في محافظة عكار شمالي لبنان، قائلا: "أصبتُ برصاصة في ظهري خرجت من الرقبة، بعد أن أصابت العمود الفقري، مخلفة نزيفاً داخلياً في الرئتين".

وبحزن، تابع فرملي: "كان ذلك عام 2012 بينما كنت أحضّر الخبز للعائلة.. كان القناصة في كل مكان.. نُقلت إلى مشفى ميداني في حمص، لكن النزيف والإصابة كانت حرجة، وشلت كل أعضائي، وبتّ لا أشعر بها، بداية من السرّة وصولا إلى أسفل قدميّ".

و"بعد عجز الأطباء في سورية عن فعل شيء"، وفق الشاب السوري، "انتقلت إلى المشفى الحكومي في مدينة طرابلس (شمالي لبنان)، فتحسنت حالتي قليلا، لكن الشلل أصبح واقعا بلا حل، وخضعت لمدة سنة تقريبا لعلاج فيزيائي".

ومضى قائلا: "بعدها بدأت بالتعلم في مدرسة جديدة القيطع، فدرست (الفصل) التاسع، ومنها انتقلت إلى معهد ببنين - عكار الرسمي، وتابعت في تخصص محاسبة معلوماتية حتى تغلّبت على إعاقتي".

شارك في عدة مسابقات وتغلب على إعاقته (الأناضول)


ولا يقتصر تحدي فرملي للإعاقة على متابعة الدراسة، فمن على كرسيّه المتحرك، يمارس الرياضة، بل وشارك في العديد من سباقات الماراثون ومباريات كرة السلة في لبنان.

وبفخر، قال الشاب السوري: "فزت بالمرتبة الثالثة في ماراثون بيروت بكرسيّ متحرك غير مخصص لممارسة الرياضة، كما شاركت في نصف ماراثون عكار. ووجهت إليّ دعوة للمشاركة في مارثون مدينة برشلونة الإسبانية، وفزت بالمركز الثاني".

وبجانب الرياضة، يهوى فرملي التصوير الفوتوغرافي، كما أوضح: "شاركت في العديد من الدورات للتصوير والمونتاج، وحصلت على كاميرا بسيطة كهدية، وما زلت أعمل على تطوير قدراتي الفنية والتصوير، وأطمح إلى أن تصبح لديّ معدات أكبر، وأن أقوم بتصوير وإنتاج أفلام وثائقية صغيرة تحكي قصص اللجوء ومعاناة أهلنا في سورية ولبنان".

يصور أفلاما تحكي قصص اللجوء (الأناضول)


ويعيش في محافظة عكار أكثر من 150 ألف لاجئ سوري، من بين أكثر من مليون لاجئ تدفقوا على لبنان، خلال سنوات الحرب الدائرة في الجارة سورية منذ عام 2011.

ويتلقى فرملي مساعدة من جمعيات محلية فاعلة في المنطقة، لكنها غير كافية لتحقيق طموحه، فبعدما عجز الطب في لبنان عن إعادة الحركة إلى أطرافه، يأمل أن يكون له علاج خارج لبنان.

وبعث الشاب السوري برسالة إلى المجتمع العربي والدولي بقوله: "كفى حربا وقتلا في سورية.. علينا أن نتحد، وأن نوقف الدم والحرب؛ لأنها طالت كثيراً".

وعن أمله في الحياة، قال فرملي من على كرسيه المتحرك: "أطمح في التعلم، والعودة إلى وطني، للمساهمة في بنائه، وتقديم كل ما يلزم له".


(الأناضول)

دلالات

ذات صلة

الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
مجزرة خان شيخون (عدنان الإمام)

مجتمع

مرّت سبعة أعوام على مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام السوري في مدينة خان شيخون بريف إدلب شمال سورية، في الرابع من أبريل/ نسيان 2017..
الصورة

سياسة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط مطار حلب الدولي، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً.

المساهمون