الحمدالله على رأس حكومته بغزة: زيارة رمزية ليس أكثر

الحمدالله على رأس حكومته بغزة: زيارة رمزية ليس أكثر

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل
غزة

ضياء خليل

avata
ضياء خليل
رام الله

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
09 أكتوبر 2014
+ الخط -
اصطفّ عشرات المسؤولين من مختلف الفصائل وشخصيات وطنية أمام معبر بيت حانون، شمالي قطاع غزة، لاستقبال رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمدالله ووزراء حكومته، في زيارتهم الأولى للقطاع، والتي تستمر ليوم واحد.

وبعد تأخير لنحو ساعة في الجانب الإسرائيلي من المعبر، وصل الحمدالله، ووزراء حكومته إلى جانب رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية ماجد فرج. والتفّ حول الحمدالله عناصر أمنه الشخصي، وأمن الحكومة السابقة في غزة، الذين انتشروا في شوارع القطاع لتأمين الزيارة.

وشهد محيط المعبر وخط سير موكب الحمدالله، انتشاراً أمنياً مكثفاً، وحضوراً إعلامياً واسعاً، ومن المقرر أن تعقد الجلسة الأسبوعية للحكومة في منزل الرئيس محمود عباس، في مدينة غزة، والذي تمّ تحويله أمس إلى مقرّ رسمي لمجلس الوزراء في القطاع. وسيلتقي الحمدالله والوفد المرافق له بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، على مأدبة غداء، وسيزور كذلك منطقتي بيت حانون والشجاعية المدمرتين في العدوان الإسرائيلي الأخير.

وقال الحمدالله، في مستهل زيارته غزة، في مؤتمر صحافي مقتضب، إن "المشاعر تحتشد وأنا أقف على أرض قطاع غزة. وهي عنوان الصمود والكرامة وحامية الحق والتاريخ وحارسة المكان". ووجّه التحية إلى دماء شهداء غزة وجرحاها وإلى أصحاب البيوت المدمرة.

وأكدّ العزم على المضي قدماً في تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء مرحلة الانقسام الذي عاشه القطاع في السنوات الماضية. وأشار إلى أن "حكومة الوفاق الوطني ستباشر مهماتها في الاطلاع على متطلبات المواطنين في غزة ونجدتهم وإغاثة أهلها، والنهوض بكل القطاعات وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية القادرة على النهوض بكل القطاعات لتوفير حياة كريمة للسكان".

وذكر رئيس الوزراء الفلسطيني، أن "حكومته ستعمل على ضمان عودة غزة الى الحياة الطبيعية والربط مع الضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمة الدولة". وأكد أن "الخطط الحكومية ستنتقل من مرحلة الإغاثة إلى تحقيق تنمية شاملة في القطاع".

وأشار إلى أنه "سيحمل إلى مؤتمر إعمار غزة المقرر بعد يومين في مصر، رزم مشاريع تنموية من أجل غزة". وشدّد في الوقت نفسه على ضرورة إنهاء الحصار المضروب على القطاع، وإنهاء معاناته وكل أشكال الاعتداءات عليه.

وبالنسبة إلى الانقسام الفلسطيني، لفت الحمدالله إلى "أننا وضعنا سنوات الانقسام خلفنا، وشرعنا في تحقيق المصالحة الوطنية، لوضح المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في إعادة الإعمار ورفع الحصار وفتح كل معابر غزة، وتشغيل الممر الآمن بين غزة والضفة وتوفير المزيد من مقومات الحياة".

وأكدّ كذلك، أن "القيادة الفلسطينية تعمل على تدويل القضية والعمل من أجل انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة ومحاسبة الإسرائيليين".

وبالنسبة إلى عقد الجلسة الحكومية، التي وصفت بـ"التاريخية" من حيث مكان عقدها، يبدو أنها لن تحمل أي شيء جوهري.

وقال وزير الخارجية رياض المالكي، إن "اجتماع حكومة التوافق الوطني في قطاع غزة، اليوم الخميس، له طابع رمزي أكثر من أي شيء آخر".

وتابع المالكي، في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين"، أن "المهم هو أن هناك ترسيخاً لدور حكومة الوفاق الوطني في عملية إعادة الإعمار ومسؤولياتها تجاه قطاع غزة، هذه هي الرمزية الأساسية من عقد الاجتماع في القطاع".

تعويل فصائلي على زيارة الحمدالله

من جهتها، رحبت فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطينية بزيارة الحمدالله، وسط آمال بأن تساعد الزيارة على طيّ صفحة الانقسام والبدء في العمل الجاد لإعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأكد القيادي في حركة "حماس"، صلاح البردويل، أن الزيارة خطوة في الاتجاه الصحيح، على الرغم من أنها جاءت متأخرة شهوراً عدة، ما أدى إلى إحداث إرباك في الواقع الفلسطيني.

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة قامت بالواجب الذي عليها، ونأمل أن تقوم بالواجبات الملقاة على عاتقها، وفي مقدمتها إعادة إعمار غزة ودمج الموظفين في الضفة الغربية وغزة، علاوة على المساهمة في تحقيق المصالحة المجتمعية والتحضير لإجراء الانتخابات.

وأوضح البردويل، أن زيارة الحكومة تأخذ بعداً سياسياً وإعلامياً، وهي زيارة رمزية لها ما بعدها، و"نأمل أن تتعامل الحكومة كحكومة وفاق وطني فلسطيني وليست حكومة الفصيل الواحد، وأن تراعي مصالح الشعب من دون تمييز حزبي أو جغرافي".

أما القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خضر حبيب، فأكد على ترحيب حركته بزيارة الحكومة ووزرائها الى القطاع، متمنياً أن تمثل الزيارة الخطوة الأولى على طريق ترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة إعمار قطاع غزة، مطالباً إياها بتحمل مسؤولياتها الصعبة والهامة تجاه القضايا كلها.

وقال حبيب لـ"العربي الجديد"، إن "شعبنا الفلسطيني تواق لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، ونتمنى أن تكون الزيارة بداية لطي صفحة الانقسام الضارة، بناءً على طموحات الشعب الفلسطيني واحتياجاته وتطلعاته".

من جهته، طالب مسؤول فرع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في القطاع، جميل مزهر، الحكومة الفلسطينية باتخاذ مقر خاص لها في غزة، من أجل مباشرة عملها في مواجهة كل الإشكاليات، وعلى رأسها قضية الإعمار وإيواء النازحين.

وأضاف مزهر لـ"العربي الجديد"، أن "على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه كل قضايا ومشاكل المواطنين والموظفين ورواتبهم التي تعتبر جوهر مسؤولية الحكومة"، داعياً الحكومة إلى الالتزام بكل التداعيات الخاصة بقطاع غزة المحاصر منذ ثماني سنوات، والذي يعاني أهله من مشكلات كبيرة.

وتابع مزهر، أنه "نتمنى أن يبنى على هذه الخطوة خطوات أخرى على قاعدة تعميق المصالحة الوطنية ومداواة جراح المواطنين ومعالجة القضايا كلها"، مبيناً أنها خطوة هامة على طريق إنهاء الانقسام "ويجب تفعيل أنشطتها ليكون للزيارة ما بعدها"، حسب وصفه.

من جهته، أكدّ النائب في المجلس التشريعي عن حركة "فتح" أحمد أبو هولي، أن الزيارة مرحب بها وطال انتظارها، وقال: "إننا نستطيع القول للعالم في مؤتمر المانحين إن هذه حكومة للشعب الفلسطيني بأسره وتمثل كل الوطن، وإن الأمور تسير باتجاه إنجاز اتفاق القاهرة".

وشدد أبو هولي في حديث لـ"العربي الجديد"، على ضرورة وضع إعمار غزة وإيواء النازحين في مقدمة سلّم أولويات الحكومة، مضيفاً أن "الهدف من وراء هذه الزيارة السريعة هو إيصال رسالة مفادها أن الحكومة تقوم بدورها على أرض الواقع، وأن قطاع غزة لم يسقط من حساباتها". ​
زيارة الحمدالله هي الأولى له لغزة منذ تشكيل حكومة الوفاق في يونيو/حزيران الماضي، وكان قد أعلن في وقت سابق أن إسرائيل رفضت إعطاءه هو ووزراء حكومته تصاريح لدخول القطاع. وأدى وزراء غزة الأربعة اليمين القانونية أمام عباس عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، بعد أن منعتهم إسرائيل من المرور من غزة إلى الضفة الغربية.

واتفقت "حماس" و"فتح" في القاهرة قبيل عيد الأضحى، على خطوات لتمكين عمل حكومة الوفاق الوطني في غزة، وحلّ الأزمات الداخلية التي نشأت عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع، وحلّ أزمة رواتب موظفي القطاع جزئياً بتمويل قطري عبر آلية أممية.

ذات صلة

الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.
الصورة
هاريس رئيس وزراء أيرلندا الجديد (فرانس برس)

سياسة

حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء الأيرلندي من خطر الوقوف "على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وهاجمته خصوصاً لأنّه لم يذكر في خطابه الرهائن في غزّة.
الصورة
لا عيد وسط التهجير (داود أبو الكاس/ الأناضول)

مجتمع

يُحرم أهالي قطاع غزة من عيش أجواء العيد والفرحة ولمّة العائلة والملابس الجديدة وضحكات الأطفال، ويعيشون وجع الموت والدمار وخسارة الأحباء والتهجير والتشرد
الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.

المساهمون