إصرار فلسطيني وتخبط إسرائيلي بشأن البوابات الإلكترونية في الأقصى

إصرار فلسطيني وتخبط إسرائيلي بشأن البوابات الإلكترونية في الأقصى

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
20 يوليو 2017
+ الخط -


يتزايد الإصرار الفلسطيني على رفض الدخول عبر البوابات الإلكترونية، التي نصبها الاحتلال على ثلاث بوابات من أصل 14 بوابة للمسجد الأقصى، يواصل الاحتلال إغلاق 11 منها. 

وقد رابط الفلسطينيون في القدس، منذ ساعات صباح اليوم، أيضاً، بعد أداء صلاة الفجر، خارج أبواب المسجد الأقصى، عند باب الأسباط وباب المجلس وباب السلسلة.

وانتشر العشرات من قوات الاحتلال، صباح اليوم، عند باب المجلس، فيما كثف الاحتلال، مجددا، من تواجد عناصره في أزقة وحواري البلدة القديمة المفضية إلى المسجد الأقصى، وخاصة عند بابي المجلس وباب السلسلة، كما انتشرت عناصره في باب الواد وعند درب الآلام.

وفيما أبدى الفلسطينيون إصرارا على موقفهم برفض البوابات الإلكترونية، إذ قال مدير الأوقاف، الدكتور عزام الخطيب، لـ"العربي الجديد"، صباح اليوم، إن "خطوات الاحتلال مرفوضة، والفلسطينيون ملتزمون بقرار المرجعيات الدينية في المدينة بعدم الصلاة في الأقصى ما لم تتم إزالة هذه البوابات، ويتراجع الاحتلال عن محاولات تغيير الوضع القائم"، تحدثت الصحف الإسرائيلية، اليوم أيضا، عن "حالة التخبط والخلافات بين المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل"، مع إشارتها، في الوقت ذاته، إلى "محاولات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عبر اتصالات مع أوساط وأطراف عربية، الضغط على الفلسطينيين للقبول بتسوية تتعلق بتفتيش انتقائي عند بوابات الأقصى، دون إزالة البوابات الإلكترونية".

وأكدت الصحف أن "عناصر الجيش والمخابرات لا ترى مبررا أمنيا لوجود هذه البوابات"، كما أنها تخشى، بحسب ما قالت اليوم صحيفة "هآرتس"، أن يؤدي العناد في نصب هذه البوابات إلى تداعيات خطيرة، تصل حد اندلاع موجة جديدة من الغضب الفلسطيني في القدس المحتلة، وفي الضفة الغربية، دون أن تستثني ارتدادات ذلك الدول العربية المجاورة، ولا سيما الأردن، التي يفترض أنها تتمتع بمكانة خاصة في الحرم القدسي الشريف وفق اتفاقية السلام بينها وبين إسرائيل.


وأكد ناشطون فلسطينيون، في المقابل، أن "المدينة تستعد لاستقبال جموع المصلين غدا، استجابة لنداء النفير الذي وجهه مفتي القدس، الشيخ محمد حسين"، دون أن تستبعد قيام سلطات الاحتلال وعناصره بـ"محاولة فرض طوق على المدينة، وعلى بوابات البلدة القديمة".
 

وفي هذا السياق، أكد الدكتور عزام الخطيب قناعته بأن "المقدسيين سيحاولون غدا الوصول إلى البلدة القديمة وبوابات المسجد الأقصى بكل السبل المتاحة، وفي حال إغلاق المدينة أو تحويلها إلى ثكنة عسكرية، فستتم إقامة صلاة الجمعة عند أقرب نقطة من المسجد الأقصى".

ومع دخول اليوم الخامس لقيام الفلسطينيين في القدس بالصلاة في الطرقات وعلى أبواب المسجد الأقصى، قال محللون في الصحف الإسرائيلية إن "القرار الإسرائيلي بنصب البوابات الإلكترونية، والحديث عن السيادة الإسرائيلية في القدس، وفي المسجد الأقصى، تكسّر على صخرة التصميم الفلسطيني للمقدسيين، برفض كل الخطوات الإسرائيلية".

وأوضح نير حسون، المختص بتغطية القدس المحتلة في صحيفة "هآرتس"، أن "المقدسيين أثبتوا أنهم هم أصحاب السيادة الفعلية في الحرم القدسي الشريف".

في غضون ذلك، يشتد مأزق رئيس الحكومة الإسرائيلية في ظل مطالبة الجهات الأمنية، وخاصة الجيش والمخابرات العامة، بإزالة البوابات الإلكترونية، إذ يخشى نتنياهو من تبعات تراجعه في هذا الشأن على صعيد شن هجوم عليه من داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، وخاصة وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، ووزير التربية والتعليم، زعيم البيت اليهودي، نفتالي بينت.

الصلاة أمام باب الأسباط

أدى مئات الفلسطينيين، لليوم الخامس على التوالي، صلاة الظهر عند باب الأسباط وسط إصرار على رفض البوابات الإلكترونية. 

وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، إن إدارة الأوقاف الإسلامية على اتصال مع الحكومة الأردنية، وهي ستقوم بإطلاع المرجعيات الدينية والوطنية على الاتصالات الجارية، مؤكدا رفض أي تفتيش أو إهانة للمصلين عند الدخول للأقصى. 

وأضاف الكسواني، في حديث مع الصحافيين عند باب الأسباط، أن على الاحتلال إزالة هذه البوابات، محذرا من تبعات إبقائها، وخاصة في حال انفجار الأوضاع، مؤكدا أنه يأمل بأن ترفع البوابات اليوم قبل صلاة الجمعة. 

وتخشى قوات الاحتلال من وصول عشرات آلاف المصلين غدا للمسجد الأقصى، وأن يؤدي ذلك إلى انفجار مواجهات مع قوات الاحتلال في القدس والضفة الغربية المحتلتين، وخاصة عند نقاط التماس على الحواجز العسكرية في الضفة الغربية.

إغلاق جميع مساجد يافا

وفي سياق متصل، دعت الهيئة الإسلامية في يافا، اليوم، إلى إغلاق جميع مساجد يافا غدا الجمعة، والصلاة في المسجد الأقصى، مضيفة أن "ما يحدث للمسجد الأقصى من اقتحام وتدنيس، ومؤامرات ومنع المسلمين من دخوله، بهتانا وعدوانا، يقيم علينا كمسلمين في فلسطين فرض الصلاة والتواجد والتواصل مع المسجد الأقصى المبارك". 

وذكر بيان الهيئة أن "مدينة يافا وأهلها لم يقصروا يوما بحق المسجد الأقصى، ونحن اليوم نهيب بأهلنا ومسلمي مدينة يافا التفاعل للوقوف والتعاضد أمام آخر الاعتداءات التي تحيط بالمسجد، فقد أصبح المسجد الأقصى يصرخ ويستنجد بكل صاحب دين وكرامة وغيرة".  

وشدد: "رأينا من واجبنا أن نحرك الساكن، وأن نناشد أهلنا في مدينة يافا أن يؤدوا صلاة الجمعة يوم غد في المسجد الأقصى وباحاته، حيث ستقوم الهيئة الإسلامية بتسيير حافلات تنقل المصلين من مدينة يافا إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه. الانطلاق للصلاة يوم غد الجمعة، من حديقة الغزازوة (العجمي) الساعة العاشرة صباحا".  

وأعلنت الهيئة الإسلامية عن "واجب إغلاق جميع مساجد يافا في صلاة الجمعة غدا، لنؤكد للقاصي والداني أن الأقصى للمسلمين ولن نتخلى عنه".  





ذات صلة

الصورة
فلسطينيون وسط دمار خانيونس - 7 إبريل 2024 (إسماعيل أبو ديه/ أسوشييتد برس)

مجتمع

توجّه فلسطينيون كثر إلى مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة لانتشال ما يمكن انتشاله من بين الأنقاض، وسط الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
زكريا السرسك طفل فلسطيني متطوع في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، في 27 مارس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يتنقّل الطفل الفلسطيني زكريا السرسك، البالغ من العمر 12 عاماً، في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، ليس بهدف تلقّي العلاج إنّما كمتطوّع في ظلّ الحرب.
الصورة
مشهد لموقع مجمع الشفاء الطبي في غزة في 1 إبريل 2024 (محمد الحجار)

مجتمع

كشف فلسطينيون كانوا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في شمال قطاع غزة عن فظائع ارتكبتها القوات الإسرائيلية في خلال اقتحامها المستشفى قبل انسحابها منه كلياً.
الصورة
طفل مصاب بالسرطان ووالدته من غزة في مستشفى المطلع في القدس في 17 أكتوبر 2023 (أحمد غرابلي/ فرانس برس)

مجتمع

قرّرت المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي إعادة 20 مريضاً فلسطينياً مصاباً بالسرطان، من بينهم أطفال، إلى قطاع غزة المحاصر رغم تهديد حياتهم بالخطر.