زكريا السرسك.. طفل فلسطيني تطوّع في مستشفى وسط الحرب على غزة

زكريا السرسك.. طفل فلسطيني تطوّع في مستشفى شهداء الأقصى وسط الحرب على غزة

05 ابريل 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- زكريا السرسك، طفل فلسطيني يبلغ من العمر 12 عامًا، يتطوع في مستشفى شهداء الأقصى بغزة، مساعدًا في تعبئة المحاقن وجر النقالات، في ظل الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
- العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أدى إلى نزوح زكريا وعائلته، يُظهر حربًا على الأطفال، بحسب تقارير يونيسف، مما يسلب الأطفال طفولتهم ويجبرهم على تحمل مسؤوليات جسام.
- مستشفى شهداء الأقصى، أحد المستشفيات القليلة العاملة في غزة، يواجه نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي، مما يعكس انهيار المنظومة الصحية ويُعد استهدافًا للمرافق الصحية جريمة حرب.

بخطى ثابتة، يتنقّل الطفل الفلسطيني زكريا السرسك، البالغ من العمر 12 عاماً، في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة المحاصر والمستهدف. هو ليس في المستشفى من أجل تلقّي العلاج، إنّما هو متطوّع فيه إلى جانب الطاقم الطبي الصحي، ويعمد إلى تعبئة المحاقن وجرّ النقّالات ومهام أخرى. ولعلّ زكريا دليل قاطع على أنّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثّل حرباً على الأطفال، بحسب ما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مراراً وتكراراً.

وقد قرّر الطفل الفلسطيني التطوّع في هذا المستشفى الذي يُعَدّ الأكبر في وسط غزة من أجل مساعدة الجرحى الذين يسقطون في القصف الإسرائيلي، وذلك وسط الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. يُذكر أنّ العدوان الذي تنفّذه قوات الاحتلال أدّى إلى نزوحه مع عائلته من منزلهم، كما هي حال مئات آلاف الفلسطينيين المحاصرين في غزة، وهو يقضي معظم وقته في المستشفى في الوقت الراهن.

الصورة
زكريا السرسك طفل فلسطيني متطوع في مستشفى شهداء الأقصى في غزة في 27 مارس 2024  (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
عندما يخسر صغار غزة طفولتهم... في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، في 27 مارس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

ويحكي زكريا عن المهام التي يضطلع بها شارحاً: "نحضر المصابين إلى مستشفى (شهداء) الأقصى، ونحضر الشهداء إلى الثلاجات"، مبيّناً أنّه يرافق فرق الإسعاف لإحضار "الحالات". ويشير إلى أنّه "عندما نحضر المصابين إلى مستشفى الأقصى، أشعر بالحزن على الأطفال". فيبدو زكريا كأنّه ليس واحداً من أطفال غزة المهدّدين بالعدوان الإسرائيلي القائم. فقد سلبته الحرب طفولته، كما حال صغار كثيرين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الاضطلاع بمهام لم تكن في يوم على مقاسهم.

ويتقدّم ابن الأعوام الاثنَي عشر في ممرّات المستشفى مرتدياً زياً أزرق مع قفازات واقية، في خلال نقله مرضى أو مساعدته الأطقم الصحية في قياس ضغط دم هؤلاء الذي وُضعوا في تلك الممرّات لعدم توفّر أماكن لهم.

ويُعَدّ مستشفى شهداء الأقصى واحداً من بين المستشفيات القليلة في قطاع غزة التي ما زالت تقدّم الرعاية الصحية للمرضى وللجرحى الذين نجوا من القصف الإسرائيلي منذ نحو ستّة أشهر. وهذا المستشفى، كما سواه من المنشآت الطبية في مختلف أنحاء قطاع غزة، عانى كثيراً وما زال وسط الحرب المتواصلة. على سبيل المثال، نفد أكثر من مرّة مخزونه من الأدوية والمستلزمات الطبية على خلفيّة الإغلاق المحكم الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.

يأتي ذلك وسط انهيار واضح في المنظومة الصحية في القطاع الفلسطيني المنكوب، وهو أمر لفتت إليه الأمم المتحدة ووكالاتها، إلى جانب منظمات دولية عدّة إنسانية وإغاثية وحقوقية وأطراف أخرى رأت في استهداف إسرائيل المرافق الصحية والعاملين في هذا المجال جرائم حرب.

(رويترز، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
رفع العلم الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح 7/5/2024 (إكس)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح جنوبي قطاع غزة، على الحدود مع مصر
الصورة
 احتفالات يوم السفارات بالعاصمة الأميركية واشنطن

منوعات

في احتفالات يوم السفارات بالعاصمة الأميركية واشنطن أمس السبت، احتفل ناشطون بما أطلقوا عليه يوم السفارة الفلسطينية رغم عدم وجود واحدة في هذه البلاد.
الصورة
خدج غزة3

تحقيقات

تخشى 60 ألف سيدة حامل في غزة الولادة أثناء الحرب، إذ يعانين جوعا يفتك بأجساد أجنتهن، حتى أن بعضهن أجهضن أو وضعن مبكرا أطفالا أوزانهم قليلة وأجسادهم هزيلة
الصورة
عيد الفصح في كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة 1 - الأحد 5 مايو 2024 (رمزي أبو القمصان)

مجتمع

يُحيي المسيحيون من الطوائف التي تتّبع التقويم الشرقي عيد الفصح في غزة اليوم، في حين أنّ درب جلجلتهم مستمرّ وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ212.