"فلاديمير" تضرب المنطقة

"فلاديمير" تضرب المنطقة

بيروت
عبسي سميسم (العربي الجديد)
عبسي سميسم
عبسي سميسم. صحافي سوري عمل في صحف سورية وعربية، وحالياً رئيس تحرير صحيفة صدى الشام الأسبوعية.
بيروت

بالعربي الجديد

avata
بالعربي الجديد
01 يناير 2016
+ الخط -

استقبل السوريون عام 2016 بعاصفة ثلجية بدأت مع ساعات الصباح الأولى لليوم الأول من العام الجديد، تسببت بهدم عدد كبير من خيم النازحين في بعض مناطق ريف إدلب، وبقطع طرقات بين مناطق كثيرة في أرياف دمشق وحمص وحماة وإدلب.

وعلى الرغم من مساهمة العاصفة الثلجية بتوقف إجباري للقصف الجوي من طيران قوات النظام وطيران القوات الروسية، وعلى الرغم من الخير الذي يحمله هطول الثلوج في مثل هذه الأيام، إلا أن هذا الخير الذي جادت به السماء حمل للسوريين مزيداً من المعاناة بسبب عدم قدرتهم على تأمين ما يقيهم وأسرهم من شدة البرودة بسبب موجة الصقيع التي ترافقت مع العاصفة الثلجية.

صحيح أن الثلوج تساقطت على المناطق الشمالية، إلا أن الصقيع لم يستثن المخيمات التي تأوي آلاف النازحين على الحدود السورية التركية، وسط ظروف معيشية سيئة للغاية وعدم القدرة على تأمين محروقات أو حطب للتدفئة. ويؤكد ناشطون في مخيمات قاح وأطمة أن درجات الحرارة في المنطقة وصلت إلى ما دون الصفر، مبيّنين أن أكثر العائلات في المخيم لا تمتلك ما تدفّئ به أسرها. كذلك فإن بعض العائلات التي تملك حطباً قليلاً، لم تتمكن من استخدامه بسبب تعرّضه للمطر وبعض زخات الثلج. ولفت الناشطون إلى أن الصقيع أدى إلى حالات إسهال بين الأطفال، الذين يتدفأون حصراً بالبطانيات.

إلى ذلك، كانت العاصفة أكثر حدّة في المناطق الداخلية والجنوبية، إذ تساقطت الثلوج بغزارة وأدت إلى قطع الطرقات وحرمت الناس من الاستفادة حتى من حطب التدفئة. في منطقة مضايا التي يعاني سكانها من حصار خانق من قبل قوات النظام، تهدّد الثلوج المرضى والأطفال والشيوخ وسط انعدام وسائل التدفئة.

ولا يختلف الوضع في غوطة دمشق الشرقية عن مناطق ريف دمشق المحاصرة الأخرى، إذ انقلبت نعمة الثلج إلى حصار جديد على الأهالي، الأمر الذي يزيد من معاناتهم. ويؤكد الناشط سمير الدوماني، من الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، أن سكان الغوطة وعلى الرغم من الوضع المأساوي الذي تسبّب به البرد الشديد، إلا أنهم استبشروا خيراً بالثلج مع بداية العام الجديد، إذ الغوطة الشرقية تعتمد على الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية التي تنتجها. يضيف: "الثلج يساعد في تأمين قوت يومنا، وعلينا احتمال البرد الشديد، لأنه من ناحية أخرى حمل معه الخير لأراضينا الزراعية التي يبقينا خيرها على قيد الحياة".

في لبنان

إلى ذلك، حوصر آلاف المواطنين اللبنانيين في المناطق الجبلية نتيجة العاصفة التي ضربت لبنان منذ ليل الخميس 31 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم. وقد عُزلت قرى عديدة بحلول صباح الجمعة الأول من يناير/ كانون الثاني الجاري، في حين قُطعت طرقات جبلبة عديدة، منها الطريق السريع الرابط بين بيروت ودمشق. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني في بيروت، استمرار العاصمة في اليومين المقبلين مع تدنٍّ إضافي في درجات الحرارة، لتلامس الستّ درجات مئوية على السواحل.

واستدعت العاصفة التي أطلق عليها اسم "فلاديمير"، تدخّل عناصر القوى الأمنية والدفاع المدني وفرق وزارة الأشغال لفتح الطرقات بهدف إنقاذ الأشخاص المحتجزين داخل سياراتهم. وقد ناشدت القوى الأمنيّة المعنيّة السكان تجنب الطرق الجبلية، بسبب إغلاقها وانعدام الرؤية فيها.

إلى ذلك، أدت الثلوج إلى تضرّر عدد من مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع (شرق)، فتدخلت فرق من الصليب الأحمر لمساعدة اللاجئين وتأمين بعض الحاجات الأولية لهم. وقد خرج عدد كبير من اللاجئين المقيمين في خيم وأكواخ، لفترات وجيزة فقط من ملاجئهم، أمس، لإزالة الثلوج، كي لا تنهار الخيم والأكواخ فوق رؤوسهم. وفي بلدة المرج البقاعية، المتاخمة للحدود السورية، عبّر لاجئون لوكالة أسوشييتد برس عن أن أكبر مخاوفهم هو تسرّب مياه الأمطار أو الثلوج إلى خيامهم. فقالت أم عبدو: "لا نعلم متى تنهار الخيام فوق رؤوسنا. عندما يكون الطقس عاصفاً، لا نتمكن من النوم، لأننا نخشى أن تطير الخيمة من فوق رؤوسنا". وأكّد جبير أن "الحياة صعبة في الخيم عندما تسقط الأمطار أو يشتد البرد".

في فلسطين والأردن

من جهة أخرى، أشارت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينيّة إلى أن البلاد تبقى تحت تأثير المخفض الجوي والكتلة الهوائية القطبية المرافقة له. لذا يستمرّ الجو غائماً وشديد البرودة، مع أمطار غزيرة وثلوج في المرتفعات. وحذّرت دائرة الأرصاد الجوية المواطنين من خطر تشكّل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة، ومن اشتداد سرعة الرياح، وخطر الانزلاق على الطرقات نتيجة تساقط البرد والثلوج وسوء الرؤية الأفقية.

أما في الأردن، فقد دعت إدارة السير المركزية المواطنين إلى الحدّ من حركة تنقلاتهم واقتصارها على الضرورة القصوى فقط. فالحالة الجوية السائدة، من ضباب وتساقط البرد وتراكمه أحياناً، تجعل من الصعوبة السير بالمركبات، إذ ثمّة إمكانية لحدوث انزلاقات، خصوصاً لدى المركبات غير المجهّزة للسير في ظروف كهذه.

اقرأ أيضاً: سيول الإسكندريّة تغرق المدينة وتقتل أهلها

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بـ"عملية هجومية" في جنوبيّ لبنان بأكمله.
الصورة
تشييع رائد الفضاء السوري محمد فارس في أعزاز، 22 إبريل 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شيّع آلاف السوريين، اليوم الاثنين، جثمان رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس إلى مثواه الأخير في مدينة أعزاز، الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية.
الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.
الصورة
حال صالات السينما في مدينة القامشلي

منوعات

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي.