"النهضة" التونسية تحافظ على الصدارة بالانتخابات التشريعية والشاهد للرئاسة

"النهضة" التونسية تحافظ على صدارة خيارات الناخبين بالانتخابات التشريعية والشاهد في الرئاسية

19 مارس 2019
"النهضة" تحافظ على قوتها الانتخابية (Getty)
+ الخط -

حافظت حركة "النهضة" التونسية على نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية متقدمة على حزب "نداء تونس"، أما في الانتخابات الرئاسية فقد حلّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد في المرتبة الأولى، يليه أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد، ليسجل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تراجعا في الترتيب محتلا، ولأول مرة، المرتبة الخامسة.

وأظهرت نتائج استطلاع الرأي للشأن السياسي أجرته مؤسسة "سيغما كونساي"، بالتعاون مع جريدة "المغرب"، تصدر حركة "النهضة" نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية بـ24.7 بالمائة، تلهيا حركة "نداء تونس" التي احتلت المرتبة الثانية بـ20 بالمائة، ثم حركة "تحيا تونس" بـ11.9 بالمائة، و"الجبهة الشعبية" بـ9.9، و"الحزب الدستوري" بـ9.2 المائة، فيما تراجع "التيار الديمقراطي" إلى المرتبة السادسة بـ5.9 بالمائة.

أما في ما يتعلق بنوايا التصويت للانتخابات الرئاسية، فقد حافظ رئيس الحكومة يوسف الشاهد على المرتبة الأولى في نوايا التصويت بـ19.3 بالمائة، يليه أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد بـ12.1 بالمائة، فالرئيس السابق المنصف المرزوقي ثالثا بـ11.7 بالمائة، واحتلت عبير موسى المرتبة الرابعة بـ7.1 بالمائة.

وسجل الرئيس السبسي تراجعا في الترتيب ليحتل المرتبة الخامسة بـ6.7 بالمائة، برفقة الناطق الرسمي باسم "الجبهة الشعبية" حمّة الهمامي. 

وقال المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ تصدر رئيس الحكومة المرتبة الأولى يعود إلى عدة اعتبارات، منها حضوره الإعلامي بحكم أنه رئيس الحكومة، فضلا عن أن موقعه في السلطة يجذب النخبة والعامة، وهو ما يلعب دورا مهما في الاستقطاب، مضيفا أن "الشاهد هو ابن (نداء تونس)، وشكل الحزب الجديد كبديل للنداء، وبالتالي المتعاطفون معه من النداء منحوا أصواتهم له".

وأوضح الحناشي أنّ خطابات وتصريحات الشاهد ساعدته في تصدر نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية، وخاصة أن الحزب الجديد "تحيا تونس" يشبه إلى حد كبير "نداء تونس".

وأكد المحلل السياسي أن قيس سعيد شخصية أكاديمية وله حضور إعلامي، كما أنه "يحمل أفكار وقيم الثورة التي يعبر عنها عادة في خطابه الذي يحمل نوعا من الشعبوية التي تدغدغ فئة من التونسيين، كما أنه حافظ على صورة الشخصية النزيهة والمتزنة". 

وقال الحناشي إنّ الرئيس السابق المنصف المرزوقي سجل تقدما في الترتيب بحكم أنه "شخصية وطنية معروفة على الساحة، ولا يزال متشبثا بأفكاره التي تجذب فئات كبيرة من الشعب التونسي، بالإضافة إلى رفضه للصيغ الموجودة، ونقده للمستجدات الحاصلة في الساحة، وهو ما مكنه من جلب العديد من الأصوات".

 

وأوضح أنّ نوايا التصويت للأحزاب تختلف عن الانتخابات الرئاسية، إذ "نجد بروز حزب تحيا تونس الذي يعتبر نسخة في المضمون عن نداء تونس، والمنضمين إلى حزب الشاهد يعتقدون أنه قادر على خلق توازن في الساحة السياسية أمام حركة النهضة"، مضيفا أنه "في ظل الانقسام الحاصل في نداء تونس هناك اتجاه لحركة تحيا تونس، وهو ما جعلها تبرز في سباق التصويت للتشريعية".

ولفت إلى أن "حلول حركة النهضة في الصدارة يعود إلى محافظتها على النواة الصلبة التي تخلق لها دائما قوة، عكس بقية الأحزاب التي تارة تتقدم وأخرى تتراجع"، مبينا أن "المصوتين للنهضة هم أنصار الحزب المؤمنين به".

وأفاد بأنّ حلول "نداء تونس" في المرتبة الثانية "لا يمكن أن يكون دقيقا وفق ما ذهب إليه سبر الآراء، في ظل ما يعانيه هذا الحزب من انقسامات واستقالات أفقدته جزءا كبيرا من مصداقيته، وبالتالي فالصورة لدى التونسيين مهزوزة، وأدت إلى تراجع إشعاعه"، مشيرا إلى أن "بروز الحزب الدستوري يتضمن أيضا تضخيما لشخصية عبير موسى، ولتقدم الحزب في المشهد السياسي، إذ إن العديد من الدستوريين انضموا إلى (تحيا تونس) وإلى ائتلافات حزبية أخرى".