المندوبية العامة لإدارة السجون قالت في بيان مقتضب، ظهر اليوم الجمعة، إنها وبناء على نتائج التحقيق الذي يتم إجراؤه بالسجن المحلي رأس الماء، قرب مدينة فاس، تقرر إعفاء مدير السجن وتوقيف ثلاثة موظفين وإحالتهم على المجلس التأديبي للنظر في المخالفات المنسوبة إليهم، "وذلك في انتظار استكمال البحث الإداري لترتيب الإجراءات القانونية اللازمة في حق كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الملف".
وأعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون، في بيان سابق، أن إدارة السجن قامت بإخبار النيابة العامة المختصة كتابياً بهذه الوقائع من أجل اتخاذ ما يلزم في الموضوع، "ولفرض النظام والانضباط داخل المؤسسة، ستقوم المندوبية العامة باتخاذ الإجراءات التأديبية الضرورية في حق هؤلاء السجناء".وسبب هذه الأحداث كان نشر تسجيل صوتي هو الأول من نوعه، لناصر الزفزافي، منذ اعتقاله قبل عامين ونصف، جدّد فيه تأكيد مواقفه الخاصة باعتبار منطقة الريف، شمال المغرب، ضحية لظلم تاريخي من جانب السلطات، وتبرأ فيه بالمقابل من حادث حرق العلم المغربي الذي شهدته مسيرة احتجاجية، نظمت السبت الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من السجناء.والتسجيل المطوّل مدته ساعة و26 دقيقة، وجرى تداوله على نطاق واسع صباح أمس، الخميس، حيث تم نشره أولاً عبر إحدى صفحات "فيسبوك"، قبل أن ينتشر على نطاق واسع بين رواد ونشطاء الشبكات الاجتماعية.
وقال بيان صادر عن المندوبية العامة لإدارة السجون، صباح اليوم الجمعة، إنها، وبمجرد علمها بالتسجيل المذكور، أوفدت يوم أمس، الخميس، 31 أكتوبر/تشرين الأول، لجنة إلى السجن.
ونسب بيان المندوبية إلى المعطيات الأولية لهذا التحقيق أن السجين المعني، أي ناصر الزفزافي، "استغل ادعاءه التواصل مع أقربائه، من أجل إجراء تسجيل يسعى من خلاله إلى تحقيق أهداف أخرى لا تمت بصلة إلى التواصل مع ذويه، في إطار الحفاظ على الروابط الأسرية معهم".
وأضافت المندوبية أنه، وارتباطاً بالموضوع نفسه، "قام السجين المعني والسجناء الآخرون من الفئة نفسها، المعتقلون بالمؤسسة نفسها، بالتنطع ورفض تنفيذ أوامر الموظفين بالدخول إلى زنازينهم، بل ذهبوا إلى حد تعنيف عدد منهم". وفسرت المندوبية رفض السجناء الامتثال للأوامر بـ"ذريعة" عدم السماح لأحدهم بإجراء مكالمة هاتفية، "في حين كان قد سبق لهذا السجين أن استفاد من حقه في التواصل مع ذويه في اليوم نفسه".وأوضح البيان أن من قال إنهم موظفون معنفون بسبب ذلك، خضعوا لفحوص طبية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، "كما تقدموا بشكاوى لدى النيابة العامة المختصة بهذا الخصوص".
لبنانيو الولايات المتحدة يقترعونبعد خروجه من مركز للاقتراع، في إحدى صالات فندق "أومني شورهام"، قرب السفارة اللبنانية في واشنطن، رفع المغترب اللبناني الطرابلسي رامي الحاج يده أمام كاميرا صديقه، مستعرضاً حبر التصويت على إبهامه، وكأنّه يسجل للتاريخ لحظة اقتراعه في الانتخابات النيابية اللبنانية، لأول مرة في حياته، هو الذي دخل في العقد الخامس من العمر.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، اعتبر الناشط جو خيرالله، أنّ "انتخابات اللبنانيين في بلاد الاغتراب، إنجاز تاريخي من إنجازات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل". وبدوره أشاد مندوب حزب "القوات" اللبنانية جوزيف جبيلي، بالعملية الانتخابية، وقال إنّ "الأمور سارت بشكل جيد دون مشاكل مهمة"، متوقعاً أن تكون مشاركة المغتربين في الانتخابات المقبلة "أكبر بكثير".
وغلب المشهد الاحتفالي على الحضور القوي للماكينات الانتخابية، لكل من "التيار الوطني الحر"، و"القوات" اللبنانية، اللذين استأجر كل منهما صالة خاصة في الفندق، للاحتفال بمشاركة المغتربين في الانتخابات.وبدا لافتاً حضور منظمة "الشباب التقدمي" (الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط) التي ارتدى أعضاؤها جميعاً قمصاناً حمراء، فيما سجل نشاط بدرجة أقل لماكينة تياري "المستقبل"، و"المردة".
وغاب مناصرو "حركة أمل"، عن مركز الاقتراع في واشنطن، لكنّهم حضروا في مركز الاقتراع في مدينة ديربورن حيث توجد جالية لبنانية كبيرة، وإن كانت نسبة مشاركة الناخبين المغتربين قد سجلت معدلات ضئيلة جداً، مقارنة بأعدد الجالية اللبنانية.
وتسجّل في أقلام الاقتراع في واشنطن، نحو 700 لبناني مغترب، من المقيمين في المناطق والولايات المحيطة بواشنطن، بينما بلغ عدد المسجلين في الولايات المتحدة ككل نحو عشرة آلاف لبناني، من أصل أكثر من مليون مهاجر من أصول لبنانية في أميركا.
وقام طارق، وهو مهاجر من شمال لبنان، برحلة على مدى أكثر من 6 ساعات بالقطار، من ولاية نورث كارولينا، إلى واشنطن ليدلي بصوته. طارق الذي قال لـ"العربي الجديد"، إنّه انتخب لائحة "القرار المستقل" بقيادة مصباح الأحدب، هو أيضاً يمارس حقه الانتخابي لأول مرة في حياته.
وأشار إلى أنّه مع عدد آخر من المغتربين، توقّع أن تكون عملية الاقتراع في مقر السفارة اللبنانية في واشنطن، وليس في أحد الفنادق المجاورة. ولفت إلى أنّه انتظر لساعات أمام باب السفارة المغلق الذي خلا من أي تنبيه أو إشارة إلى عنوان مركز الاقتراع، والذي استاجرته السفارة في فندق "أومني شورهام".