التغيير

كشفت الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزّة اليوم أنّ المثقف يمرّ بأزمة ما، وهي أزمة أخلاقية، وأزمة تصوّر، وأزمة أدوات، فهو إما متخوِّف من التحدّث حول قضايا الشأن العام أو أنّه يفتقد الأدوات اللازمة لفهم ما يحدث. هنا وجهة نظر حول دور/معنى المثقف وأسباب صمته.

بعد الانقلابات التي شهدتها القارة الأفريقية على مستوى القيادة، ثمّة أسئلة كثيرة مطروحة عن مآلات هذه التغييرات، وعن شروط نجاحها، وعن دور الداخل والخارج في ذلك، وعمّا إذا كان ذلك سيقود القارة إلى التحرّر من الظلّ الاستعماري والتنمية أو إلى تبعية جديدة؟

إيّاك والظلم، فإنَّ العدلَ أساسُ الكون كلّه، لا المُلك فقط. فالكون تنتظم أموره بالعدل، من الذرة حتى المجرّة، فإنْ صرتَ ظالماً، عن علم، لا سمح الله، فاعلم أنّك قد أصبحتَ خارجاً عن ناموس الكون.

النجاح قدرك، والفوز رفيقك، والتميّز من صفاتك، فاكتشف جوهر ذاتك وانفض عنها غبار السنين وركام الآراء وافتح لها الحجب، ولتر نفسك من خلال ذاتك العُظمى، لأنّ الإنسان الذي يرى نفسه بغير عينه، ينكسر.

إنّ هاجس الحفاظ على أفكارك وحمايتها من جلّ أشكال النقد والدحض يغذّي، على الدوام، عملية ثباتها وديمومتها. واعلم أنك بهذا تفضّل فردوس الأفكار الراسخة ذات الطابع المستقر على أن تجابه جحيم خسوفها وانهيارها أمام وابل من البدائل العقلانية.

يركّب السائق "دوزييم" ويمسح بيده الأخرى أطراف فمه مسترسلاً في الحديث، ثم يضيف "قال لهم المحقق: هلق "الله أكبر" منيحة، ما قلنا شي، بس شو بتأثر؟ لا شيء لكن، إذا كان معها رشّة بارود، هه.. أكيد سيتغيّر الوضع".