أنور السادات

النظام الإقليمي العربي ألغى نفسه، واستهتر بمصالح شعوبه في جولة المواجهة الحالية مع إسرائيل، حين اكتفى بدور المتفرّج أو بدور الوسيط على أحسن الفروض.

من الخُبال القول إن إسرائيل، وفي ظهرها أميركا وأوروبا كذلك، لم تحقّق كثيراً من أهدافها القريبة والبعيدة في الحرب على غزة؛ إذ غيّرت ملامح الشرق العربي كلّه.

لم تصادر الحرب اللعينة حقوق أطفال وفتية فقط، في سرديات ما قبل النوم الكلاسيكية، بل فتّحت أعينهم على ممارسات القتل، وروائح الموت، ومشاهد الجثث المنسية.

كان جمال عبد الناصر يرى أن الاستقلال الوطني هو "القيمة"، وما عداه استعماري بالضرورة. ومن ثمّ، كلّ معارض لمشروعه أو ناقد له من خارج النظام من أعوان الاستعمار.

معطيات الوضع الراهن تقول إن ما يجري تطبيق لتفاهم شفوي غير مدوّن في "كامب ديفيد"، اتخذ عند قيادات الاحتلال صفةَ القداسة، فباتت دولة فلسطينية غير مقبولة.

مهما بالغ بعض العرب في إظهار حسن النيّة، فإن التطبيع مع إسرائيل لا يشكّل بوليصة تأمين تحمي أحد من استدارات الاستراتيجيات الاستعمارية لتلّ أبيب وواشنطن.

يدور الزمان دورة دائرة، والشعر أيضاً يدور دورته، فقط تزداد السجون عدداً، ويزداد الشعراء نحولاً وصمتاً بعدما ماتت البيانات تماماً في المهجر أو في غير المهجر.