قصائد تركيّة

قصائد تركيّة

03 مارس 2015
عمل فني لـ يوسف عبدلكي
+ الخط -

أسفل الجدار

أنت متّ الآن
مدن الأرض كلها
تموت لديّ الآن

ثلّة رجال عند أسفل الجدار
يتحدثون مطوّلاً عن الخيول
وعن كثرة الحجارة
وعن كيفية سيلان الماء على الأرض

البيت، سيفرغون البيت
لا أحد يتكلم عن الخوخ
كأن الخوخ غير موجود

ثمة امرأة تمشّط شعرها بيديها
وبجانبها كتب الرسل المقدسة
والخد الذي تتبادل المرأة معه القبل غابة

فجأة نبدأ مع بعضنا البعض
بأسطوانة مشروخة، وساعة خربة
الحقيقة أن كل شيء في سبيل التأخر عن الشمس
أحياناً تنضج الخوخات
تموت الخوخات

نحن ننتظر الرجال الواقفين عند أسفل الجدار
ننتظرهم عند فم الأرض شاردين
لا يصدر نبس عن الأرض

لا يصدر
نبس

زر ناقص


على مائدتي عرق الخوخ و(بيلاكي)(*)
أثوابك الداخلية، وبحارك الداخلية
في دفتر الرسم اسقمري ومحار
تعالي اجلسي بجانبي يا هوليا
ولنمش نحو الفصول المتعرقة

لو لمست البرتقال القريب منا
نمر من الأنهار، ونسقط أشجاراً
وحطت الطيور قليلاً على أغصاننا
لا نستطيع المواجهة بهذا الجزء من الحياة
لنتعلم العد حتى الاثنين

الحبر على السماء أحمر
تمطر على الأوراق أحرفَ معتقة
ولكن لا تبقى صورنا غير مكتملة
تعالي واجلسي بجانبي يا رؤيا
ولنر أزرارنا الناقصة

أنت تقف على جبهتي حرفاً حرفاً


أنت تقف على جبهتي حرفاً حرفاً، فابق كما أنت
وسط صيف الشعر والحرير
تشرح خطاً، فارسم أحرف الهجاء
نحن زقاق التقاطعات كلها المسدود.
الطيور في الخارج شيء، والحب شيء

في قبعتنا شمسية بقيت من الشتاء
وثمة رطوبة في نظراتنا، وهناك شغب
الشاطئ يمتد بعيداً، وعيوننا بعيدة، ولدينا أشرعتنا
من أجل ممارسات الحب كلها، وغير هذا؟
في الخارج مطر، في الخارج شجرة، في الخارج...



نقطة حمراء على الخريطة


قبّلت هماً من طرفه
صدر نبس، ودب تململ
امتدت يدك إلى الشاي، إلى الملعقة

بعد حب يوم بطوله
الهوّة بثقل زهرة
في الفراغ الذي فتح الليل فيه فمه

كنا كخيول بيضاء وسوداء على الخريطة
قلق وجهك
بعيد عن السهول، قريب من الجبال

كان لا بد من البدء بوردة حزينة
بأحمر يسقط من شفتيكِ
بأحمر يحط على رموشك

الســـور

في ألوان طيف الحزن الباهتة
كان (السور) شقرة خاصة بالمياه
مشينا إلى موت دقيق كل ليلة
كل ما نسحبه من الحقيبة يغدو انتحاراً

كنا أسرى في خريطة الحزن
نحن عبيد التشرد المتعلقين بالحرية
نضع زعفران الخريف على ياقاتنا
فلا تظهرْ قدامنا يا خبز ويا خردل

كنا في الحياة نغني أغاني المتمردين
وكالسياج المتعب الواقف مائلاً
ننتظر الظلام ليهبط على البحر
ولتسمو الأرواح من أجسادنا

في ألوان طيف الحزن الباهتة
ثمة لوحة ناقصة اصفرت الآن.



هيلان


تُقرأ نية الليل
ممّا لم يستطع قوله لسان
النوم ظلام، يتبدّد
مع صوتك المسحور

إذا لم يكونوا أحداً
فهم هيلان متراكم في داخلنا
وسكارى وعاهرات وكلاب شاردة
إذا لم يكونوا أحداً.

أخرجي وجهك من الغرف القفرة
ارفعي ثوبك
احملي ذنباً
ولتتساقط بشرتك.

سيقع شيء للعشق



من مرسى بعيد/ الذاهب يذهب لامبالياً
الذاهب يذهب بلا شاطئ/ الذاهبة هي سفينة الظلام

تأتي أمي من السوق/ وأنا أذهب إلى العصافير

امرأة ورجل/ يداه بينهما
لا يُشرح كيف/ بل يُعاش آه، وآه

ينتظر فراق/ لاسم امرأة جميل

برد كثيراً/ دفن رأسه في الماء
مثل لحظة أسيرة/ مثل لحظة تعيسة

المرأة تمشط شعرها/ والرجل ضوء القمر

مرثية حزيران


ضربوا القفل على السماء
وانطلق الموت في الطرقات
أغرقوا الكلام بالدم
وأخرسوا الإنسان

الليل المجرد في وجهنا
ومدى الظلام
مدينة الأيتام
تتقفى أثر كلمة

أمسكني من يدي، وخذني
خذني بعيداً
يأتي يوم وتبيض
الأشجار نحو الغيوم

ضربوا القفل على السماء
وانطلق الموت في الطرقات
أغرقوا الكلام بالدم
وأخرسوا الإنسان.

ترجمة عن التركية عبد القادر عبد اللي 

المساهمون