موسم القطاف في فلسطين... خير ينتظر التصريف

موسم القطاف في فلسطين... خير ينتظر التصريف

14 ديسمبر 2015
بدء موسم القطاف في فلسطين(دايفيد سليفمان/Getty)
+ الخط -
تستيقظ أم أحمد في الصباح الباكر، تخرج إلى أعالي الجبال لقطف الأعشاب والنباتات التي تنمو في فصل الشتاء. رحلتها لا تخلو من الفائدة والصحة، فهي تقطف الأعشاب الصحية، التي تشتهر بها جبال فلسطين، وتقوم بتسويقها وبيعها في الأسواق، وهكذا تجد ما يسد حاجات عائلتها اليومية.
مع بدء موسم هطول الأمطار في فلسطين، تزدهر أنواع مختلفة من النباتات التي تجود بها جبال فلسطين ووديانها، ويبدأ الفلاحون في قطف هذه النباتات لصناعة أطباق منزلية صحية، أو حتى للاتجار بها وبيعها في السوق المحلية.
"الزعمطوط"، "اللوف"، "الفقع"، "الفطر"، "الهليون"، "الشومر"، وغيرها من الأعشاب، التي ينتظرها الفلسطينيون من موسم إلى آخر.

تكثر في "وادي قانا"، شمال غرب محافظة سلفيت، وسط الضفة، الأشجار الحرجية والصخور حيث ينبت فيها كل من الفطر والهليون ونباتات اللوف. في ساعات الصباح الأولى، تبدأ الحاجة أم أحمد من بلدة دير استيا، شمال سلفيت، رحلتَها اليومية إلى الجبالِ المحيطة بالبلدة، لجمعِ ما تيسّر من النباتاتِ التي يطلق عليها الفلسطينيون "النباتات الشتوية" لبيعِها في مدينةِ نابلس.
تقول أم أحمد لـ "العربي الجديد": "أذهب في الصباح الباكر إلى الجبل. أجمع ما تيسر لي من الفطر، وأوراق (اللوف) لبيعها في أسواق نابلس".

اقرأ أيضاً:الاحتلال يقنص الاقتصاد الفلسطيني

يستمر موسم "الفطر" حتى منتصف يناير/كانون الثاني، فيما يبقى "الهليون" حتى أواخر شهر مارس/آذار، وخلال هذه الفترة يقوم السكان بقطف هذه الأعشاب، وبيعها في الأسواق، بحسب أم أحمد.

فوائد صحية

"يحتوي الفطر على فوائد صحيّة كثيرة، فهو يعتبر البديل الأوّل عن اللحوم، كما أنّ احتواءه على نسبة عالية من البروتينات يجعل منه عنصراً غذائيّاً مهمّاً، خاصّة للأطفال في مرحلة نموّهم. كما أنّ الفطر بشكل عام غنيّ بحمض الفوليك والذي يحمي الجسم من الإصابة بالأنيميا، وغيرها من الأمراض، لذا من المهم جداً تناوله"، وفق ما تؤكده أم أحمد.
أما نباتات "اللوف" فتحتوي على عناصر هامة من الفيتامينات، وتعتبر مفيدة جداً لمعالجة بعض أنواع السرطانات والالتهابات الرئوية والسعال الديكي وتسكين آلام المعدة ومداوة الأمراض الجرثومية في المعدة والأمعاء، وتهدئة الأعصاب، وتستخدم نباتات "اللوف" كنوع من أنواع السلطات أو كمقبّلات، كما يمكن أن يتم شربها بعد الغليان، فتتحول إلى مشروب ساخن مفيد لجميع هذه الأمراض، كما تشير أم أحمد، وتضيف:" يمكن استخدام (اللوف) كوجبة عن طريق إضافة بعض المكونات الأخرى، كالزيت والبصل وبعض المنكهات".
وتتابع أم أحمد: " يلجأ الفلسطينيون إلى شراء أوراق اللوف بكميات كبيرة، ويقومون بإرسالها إلى أقاربهم في الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة، حيث تغيب هذه الأعشاب عن معظم دول العالم".
يقول الدكتور، أسامة صلاح، أخصائي التغذية: "إن نباتات (اللوف) تصنّف من النباتات القابضة التي تقبض اللسان والفم بسرعة فائقة، ويجب غليها وتنظيفها من اللون الأخضر، الذي يخرج من أوراقها، عدا عن الأملاح الموجودة فيها".
ويضيف: "رغم تسميتها (اللوف) إلا أنها مفيدة لعلاج مرض السرطان، إذ تعتبر من الوقائيات فهي تقي وتشفي من السرطان إذا كان في بدايته، وتعالج أمراض الاسهال، كما تستخدم في تحضير الأدوية".

وتعتبر نباتات "اللوف" من فصيلة الزنبقيات. حيث يباع الكيلوغرام من ورق اللوف في السوق الفلسطينية بين 5 إلى 9 دولارات، بينما يباع الفطر بين 8 إلى 10 دولارات تقريباً.
يقول شادي، الذي يعمل مهندس اتصالات في إحدى الشركات الفلسطينية، لـ "العربي الجديد": "أستغل يومي الجمعة والسبت، وأذهب إلى الجبل بحثاً عن الفطر والهليون واللوف، فأجمعها فتكون من المقبلات التي أتناولها وعائلتي خلال الأسبوع."
تمتاز تلك المأكولات بأنها الألذ على الإطلاق إذا تم طبخها على الحطب، كما يقول شادي. يخرج مع عائلته في بعض الأحيان إلى إحدى كروم الزيتون قرب بلدتهم، "عابود"، شمال غرب رام الله، ويقوم بجمع نباتات اللوف، ثم يقوم بطهو هذه الأعشاب على نار الحطب، حيث النكهة الفلكلورية الفلسطينية التي تميّز المأكولات وتجلب لها الطعم اللذيذ المميز.

اقرأ أيضاً:جمال مبسلط: الزراعة الفلسطينية تتمتع بآفاق نمو عالية 

المساهمون