مهندسة ديكور تطمح للعالمية

01 نوفمبر 2015
اختصاص مطلوب في السوق الفلسطينية (Getty)
+ الخط -
"فتاة متعلّمة، مثقفة، فنانة في ريشتها ومبدعة في تصاميمها، مميّزة في أدائها لتفاصيل عملها"، هكذا يصفها عدد من معارفها الذين التقتهم "العربي الجديد". اسمها لبنى الأسعد، وعمرها 23 عاماً فقط، تعمل في هندسة الديكور، وتخطط لحياتها كما تخط نماذج أعمالها، بطموح يظهر جلياً في عيونها حينما تتحدث عن مهنتها بشغف. 
لبنى من محافظة سلفيت، وسط الضفة الغربية، تستخدم اللونين الخمري و"العنبري" في تصاميمها وفي اختيارها لأثاث المنازل والمكاتب، في حين تعتبر أن اللون الأصفر هو من أجمل الألوان لطلاء المنازل، بما يتناسب مع الألوان التي تحبذها في المساكن.
تقول لبنى لـ"العربي الجديد"، "طموحي غير محدود، ولن يحده شيء رغم ما يعانيه الفلسطينيون من احتلال وقهر وحرمان، إلا أن الضربة التي لا تكسرنا تقوّينا. ما أراه اليوم من انتفاضة وصد للعدوان والهجمات الاحتلالية يقويني ويجعلني مصرّة على الوصول إلى ما أريده. وبرغم البطش الحاصل في الشوارع، أصر يومياً على الوصول إلى مكتبي داخل مدينة سلفيت الذي قمت بافتتاحه قبل نحو شهر، رغم وجود المستوطنين وجيش الاحتلال".

عمل ريادي

وتضيف: "أصل إلى مكتبي، وأباشر العمل، أقاوم بطريقتي، وأبحث عن الأمل باجتهادي في العمل، وأعلم أنني لن أخفق، وإنما سأكون مثل بلدي، صامدة وأخلق الثغرات لكي أختار حياةً أفضل".
لبنى، التي أصرت على افتتاح مكتب "ماجستيك" للتصميم الهندسي والداخلي بعد أيام من تخرجها، تدرك كما تقول أن الفن في هذا التخصص يكمن في الحرية بالعمل والانفراد به. لذلك رفضت العمل في مكاتب أخرى وأصرت هي وصديقة لها على تأسيس مكتب للتصميم الهندسي "سيكون شركة كبيرة بعد عدة سنوات"، كما تؤكد مراراً خلال حديثها عن المستقبل.
لبنى التي نشأت في أسرة محافظة مكونة من أب وأم وأربع أخوات وأخوين، لم يسعفها تقارب أعمارهم في الاستراحة بعد انتهاء دراستها الجامعية، الأمر الذي جعلها أكثر إصراراً على العمل ومساعدة أسرتها في مصاريف أخ وثلاث أخوات يدرسون في جامعة النجاح، حيث تكلف السنة الدراسية أكثر من 15 ألف دولار على الأقل "فهذا بحاجة إلى عمل ليل نهار كي أستطيع المساهمة في تأمين ولو جزء بسيط من تكاليف دراستهم، ومعاونة أهلي على ذلك".
تقول لبنى عن إنجازاتها في عملها حتى اليوم، "لديّ 15 تصميماً، أعتبرها منافسة في السوق الفلسطينية، مع التصاميم المتوافرة أمام المواطنين، أجملها كان تصميماً لشركة LG العالمية، قمت بتنفيذه أثناء دراستي في الجامعة. لكنني أفضّل العمل على تصاميم الحدائق، باعتبار الخيال فيها واسع ومفتوح ويمكن زيادة الكثير من الإضافات الممتعة".
من هوايات لبنى الرسم والنحت وكتابة الخواطر والشعر والتفنّن في الخط العربي إضافة للنقش بالحناء "حيث أرسم بالحناء بتقنية عالية منذ نحو 10 سنوات لصديقاتي وللعرائس أيضاً".
وتضيف: "الطموح لا حدود له، والشهرة مطلب كل فنان أو صاحب هواية، وهذا ما أطمح له، أي أن أكون مهندسة ديكور مشهورة على مستوى العالم، أبحر في تصميماتي إلى الدول وأنفذ تصميم منزل لأحد المشاهير العالميين".

عن شباب فلسطين، تقول لبنى: "أفتخر بأنني ابنة فلسطين التي تئن من الجراح التي تنزف بسبب الاحتلال، لكننا بالإصرار والصمود نصل إلى ما نريد ونخطط مستقبلنا وحياتنا التي نحلم بها".
عن المواقف التي أثّرت بحياتها الشخصية، "السنة الأولى في الجامعة حيث حددت فيها مستقبلي وقررت مهنتي وتخصصي، حيث كنت أحلم بأن أدرس الطب، لكن الظروف لم تساعدني بسبب معدلي في الثانوية العامة. إلا إنني اخترت تخصص هندسة الديكور الذي اكتشفت أنه الأنسب لي ولحياتي وهواياتي، فلم أتردد لحظة عندما قالت لي عمتي ادرسي هذا التخصص فله مستقبل رائع وسوق العمل الفلسطينية بحاجة له كثيراً في الحاضر والمستقبل أيضاً".
وتضيف: "كانت المرحلة الجامعية جميلة، وتركت بداخلي بصمات لن أنساها وتعرفت على محاضرين رائعين بأفكارهم وزميلات طالبات جامعيات أصبحن في ما بعد زميلات مهنة، وكل شخص فيهم ترك في شخصيتي شيئاً إيجابياً. لقد تعلّمت منهم الكثير".

اقرأ أيضاً:هبة حمد... هوايتها النقش بالحناء
المساهمون