بتروني يروي لـ"العربي الجديد"..الرئيس"بومدين"حذرنا من عزف النشيد الفرنسي

بتروني يروي لـ"العربي الجديد"..الرئيس"بومدين"حذرنا من عزف النشيد الفرنسي

الجزائر

يونس رزيق

avata
يونس رزيق
04 يونيو 2014
+ الخط -

وصلنا إلى المرحلة الثالثة من سلسلة تاريخ الكرة الجزائرية التي يستعرضها "العربي الجديد"، والتي سنتحدث من خلالها عن فترة الجيل الذهبي، أو فترة ما بعد منتخب جبهة التحرير الوطني في السبعينيات والتي عرفت ظهور العديد من اللاعبين الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب على غرار اللاعب المتألق عمر بتروني الذي يلقب برجل اللحظات الأخيرة بفضل هدفه التاريخي الذي سجله في مرمى المنتخب الفرنسي في نهائي دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975 التي أقيمت بملعب 5 يونيو بالجزائر.

" أعددنا منتخبا في وقت قياسي بتشكيلة عسكرية"

تطرق اللاعب السابق للمنتخب الوطني عمر بتروني للحديث عن دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي نظمت بالجزائر العاصمة تزامنا مع تدشين ملعب 5 يونيو 1962 ، ليقرر القائمون على الرياضة آنذاك تكوين منتخب وطني في وقت قياسي بعد فشل المنتخب الأول في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا مع المدرب "ماكري" الذي تمت إقالته وإعادة النظر في التشكيلة الوطنية ، مع الاعتماد على المنتخب العسكري الذي كان يدربه الثنائي " سوكار ورشيد مخلوفي " وتوجيه الدعوة لبعض اللاعبين من الأندية الوطنية على غرار محدثنا عمر بتروني الذي شغل منصب الجناح الأيمن في تلك الدورة.

" تدربنا على الطريقة العسكرية لاستعادة اللياقة البدنية"

وتحدث اللاعب السابق لمولودية الجزائر عمر بتروني عن النظام العسكري الذي اعتمده المنتخب الوطني قبل دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط من خلال ثلاث حصص تدريبية يوميا تنطلق عند الساعة السادسة صباحا بغية استعادة اللياقة البدنية لبعض اللاعبين، بتعليمات رئاسية نظرا للاهتمام الكبير الذي أولاه الرئيس الراحل هواري بومدين لهذه البطولة التي تعد أول حدث رياضي عالمي ينظم على الأراضي الجزائرية ".

"سطرنا المرتبة الثالثة كأبعد الأهداف ولم نتوقع أن نفوز بالدورة "

وضع القائمون على الرياضة في الجزائر هدف الوصول للمرتبة الثالثة في الدورة كأقصى حد ممكن، نظرا لعدم جاهزية المنتخب أنداك لمقارعة عمالقة الكرة الأوروبية، لكن أطماع اللاعبين والجماهير ازدادت بعد الفوز على كل من فرنسا بهدفين مقابل صفر في المباراة الافتتاحية، والمنتخبين الليبي والمصري ومواجهة المنتخب التونسي الذي تأهل لنهائيات كأس العالم آنذاك، ليلعب الخضر مجددا المباراة النهائية أمام منتخب الفرنسي في مباراة انتقامية أمام فريق استعماري بعد 13 سنة من الاستقلال.

" رئيس الجمهورية حذرنا من الهزيمة ورفع الراية الفرنسية في الجزائر مجددا "

واصل رجل الدقائق الأخيرة سرد قصته مع المباراة البطولية التي لعبها أمام المنتخب الفرنسي في نهائيات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975، وكشف سر التعليمات التي تلقتها التشكيلة الوطنية بين شوطي المباراة وكان المنتخب متأخرا في النتيجة هدفين لهدف، حيث نزل الرئيس الراحل هواري بومدين لتحذير اللاعبين من عواقب تلقي الهزيمة أمام منتخب فرنسا، وفضيحة عزف النشيد الفرنسي مجددا على الأراضي الجزائرية بعد 13 سنة من الاستقلال.

" هدفي في الثواني الأخيرة أعاد الرئيس بومدين إلى الملعب بعدما غادره"

مع وصول المباراة النهائية لأنفاسها الأخيرة، ومع استعداد الحكم لإعلانه عن صافرة النهاية بفوز المنتخب الفرنسي على الأراضي الجزائرية، تلقى نجم المباراة عمر بتروني كرة مرتدة من دفاع منتخب الديكة ليحولها لمرمى الحارس" أونلانديني "بعدما اصطدمت برجل أحد المدافعين، ليعيد الرئيس الراحل هواري بومدين إلى المنصة الشرفية بعدما غادرها في الدقائق الأخيرة حتى لا يقدم التحية للعلم الفرنسي.

"كنا نلعب فقط من أجل الراية الوطنية "

وتحدث هداف المنتخب الجزائري سابقا بـ 15هدفا، عن الجيل الحالي ومقارنته بجيل السبعينيات الذي كان يلعب من أجل القميص وحب الراية الوطنية فقط، عكس اللاعبين الحاليين – حسب رأيه – الذين يفضلون ضخ الأموال في حساباتهم البنكية مقابل اللعب للجزائر.

"أمضيت بـ 1200 دج فقط شهريا في اتحاد العاصمة لتعبئة بنزين السيارة "

عاد بتروني للحديث على جانب الاحتراف الذي تعيشه البطولة الجزائرية في الوقت الحالي والأموال الخيالية التي تصرفها الأندية من أجل التعاقد مع لاعبين مغمورين بالمليارات، ليؤكد أنه أمضى في فريق اتحاد العاصمة سنة 1981 مقابل 1200 دج فقط، وهو ثمن البنزين الذي تستهلكه سيارته شهريا، مشيرا إلى أن حب اللعبة كان يتفوق على حب المال آنذاك عكس الظروف التي تعيشها الكرة الجزائرية في هذا الزمن.

" بالنسبة لي لا نملك منتخباً جزائرياً "

انتقد اللاعب السابق للمنتخب الجزائري عمر بتروني سياسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم التي تعتمد على جلب لاعبين مكونين في الخارج من أجل تشريف الراية الوطنية في المحافل الدولية، ليؤكد رجل الدقائق الأخيرة أنه لا يعترف بالمنتخب الحالي داعيا إلى ضرورة إنشاء مدارس تكوينية لبناء جيل جديد يعتبر نواة المنتخب في السنوات القادمة.

المساهمون