موزامبيق درس قاسٍ للفراعنة

موزامبيق درس قاسٍ للفراعنة

15 يناير 2024
منتخب مصر يسعى لحصد اللقب وتعزيز رقمه القياسي (فرانك فيفه/فرانس برس)
+ الخط -

سقط منتخب مصر بفخ التعادل الإيجابي 2-2 أمام منتخب موزامبيق بأول لقاءاته بكأس أمم أفريقيا 2023 بساحل العاج ضمن مباريات المجموعة الثانية، ليتصدر منتخب الرأس الأخضر المجموعة بعد فوزه 2-1 على منتخب غانا.

كانت صدمة لـ"الفراعنة"، فقد دفع المنتخب المصري ثمن الدلع والثقة الزائدة والاستهتار بالمنافس ولعنة التقدم بهدف مبكر بالدقيقة الثانية لمصطفى محمد، فتقدم موزامبيق بالشوط الثاني 2-1 وسط أخطاء كارثية وأداء مترهل، ولم يتعادل منتخب مصر إلّا بصعوبة بركلة جزاء في الدقيقة 97 لمحمد صلاح.

شهدنا أخطاء فادحة للبرتغالي روي فيتوريا بتشكيلة غير متجانسة، وبأسلوب اللعب 4-2-3-1، تأخر المدرب في التبديلات واكتفى بـ4 تبديلات بدلاً من الـ5 المسموح بها وهو في أمسّ الحاجة إليها نظراً للرطوبة العالية، وبالتالي تأثر الأداء البدني للاعبين.

أثّر في النتيجة عدم احترام المنافس وتعديل مركز محمد صلاح بخاصة بالانضمام للعمق كرقم 9، وخسارة أهم مصادر قوة نجم ليفربول بالجبهة اليمنى وليس اللعب بالعمق، ما سهل رقابة النجم الأول للفراعنة وخسارة مصدر القوة الرئيسي بمنتخب الفراعنة.

كما أثّر بشدة الدفع بمحمد الشناوي رغم إصابته وغيابه لفترة قبل البطولة، فالدفاع لم يوفر الحماية للمرمى بأخطاء في التمركز والرقابة والضغط والتغطية، والأهم الروح القتالية للظهيرين، بعد أداء دفاعي وهجومي ضعيف.

لم يكن وسط الملعب واضح المعالم، تحديداً في الوظائف من رقم 6 إلى رقم 8. لم نشاهد ضغطاً أو استخلاصاً ولا تمريرات، لم يصنع هذا الخط شيئاً.
أما خط الهجوم فقد امتاز ببطء بالقرارات والتحركات وبُعد المسافات، وكان غير إيجابي في إنهاء الهجمات بالشباك، باستثناء مصطفى محمد صاحب الهدف والمتسبب بركلة الجزاء التي سجلها محمد صلاح بالوقت الضائع.

الأداء الجماعي للمنتخب المصري بكل وضوح "صفر"، لا ضغط  ولا رقابة ولا حتى تحضير، ولا توظيف، والأهم من ذلك غياب الروح والأداء الرجولي. هذه مسؤولية على اللاعبين رغم خبراتهم، فقلة التركيز وافتقاد الروح والحماسة وسوء حالة أغلب النجوم والركائز الأساسية كانت صادمة.

التعالي الإعلامي علي المنافس وتأثيره وصل إلى اللاعبين بأنّ موزامبيق تميمة الحظ للتتويج باللقب عندما تلتقي بالمنتخب المصري، بعد الفوز 2-0 والظفر بالكأس عامي 1986 و1998، وكان تأثير ذلك واضحاً، مثل حالة الدلع والثقة الزائدة في 2010.

منتخب موزامبيق لقن المنتخب المصري درساً قاسياً، لعلّه يكون نقطة تحول للقادم وقبل لقاء غانا المصيري للمنتخبين.

 منتخب مصر قادر على تجاوز السلبيات بعد التعادل المخزي والعودة للطريق الصحيح والدخول بجاهزية إلى البطولة التي تتناسب مع تاريخ وامكانيات صاحب الرقم القياسي بالتتويجات بـ7 ألقاب، بشرط عودة المدير الفني البرتغالي روي فيتوريا للصواب بالتشكيل وأسلوب اللعب الصحيح، وجدية نجوم المنتخب والتركيز والروح والإصرار للتتويج بالنجمة الثامنة وإرضاء طموح وأحلام الملايين.

المساهمون