منتخب بلجيكا في "يورو 2020"... "الشياطين الحُمر" من أجل اللقب

يُعتبر المنتخب البلجيكي من بين أفضل المنتخبات الأوروبية المشاركة حالياً وأحد المرشحين للمنافسة على لقب "يورو 2020"، خصوصاً أنه يحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم وهو يملك نجوماً وأسماء كبيرة قادرة على تسجيل حضورها في البطولة الأوروبية، لأنها من المنتخبات القادرة على تحقيق اللقب.
لمحة وتاريخ  في "اليورو"

شارك المنتخب البلجيكي في 6 نسخات من منافسات بطولات "اليورو" سابقاً وسيُشارك للمرة السابعة في نسخة عام 2020، وسبق له أن حقق إنجازات مُميزة في البطولة الأوروبية خصوصاً في سنوات 1972 و1980 و2016، لكنه فشل في تحقيق اللقب تاريخياً.

وفي أول مشاركة رسمية للمنتخب البلجيكي في نسخة عام 1972، حقق المركز الثالث عن جدارة واستحقاق، وفي نسخة عام 1980، حل وصيفاً بعدما تأهل من دور المجموعات كمتصدر برصيد 4 نقاط متقدماً على منتخب إيطاليا، وفي المباراة النهائية خسر من منتخب ألمانيا الغربية (2 – 1).

وفي المشاركة الثالثة عام 1984، خرج المنتخب البلجيكي من دور المجموعات بعدما حقق فوزاً وحيداً مقابل خسارته مباراتين، ليعود ويُشارك في نسخة عام 2000، على أرضه وبين جماهيره، لكنه ودع من الدور الأول أيضاً بتحقيقه فوزاً يتيماً مقابل خسارتين.

وفي نسخة فرنسا عام 2016، استعاد المنتخب البلجيكي الكثير من أدائه المُميز بفضل الأسماء الرائعة التي امتلكها آنذاك، ووصل إلى الدور ربع النهائي وكان قريباً من المنافسة على اللقب لولا سوء حظه في البطولة، واصطدامه بمنتخب فرنسا، وصيف تلك النسخة.

والآن سيُشارك في نسخة عام 2020، المؤجلة من الصيف الماضي، وعينه على الذهاب بعيداً في البطولة وتكرار إنجاز عام 2016، ولمَ لا؟ التتويج بلقب البطولة الأوروبية لأول مرة في تاريخه، بقيادة المدرب الإسباني روبيرتو مارتينيز.

التصفيات ونقاط القوة والضعف

تأهل المنتخب البلجيكي من المركز الأول في مجموعته ضمن منافسات التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى "يورو 2020"، وذلك بعدما حقق 10 انتصارات من 10، في حين سجل 40 هدفاً (رقم قياسي تهديفي كبير في تاريخ بلجيكا)، مع تلقي 3 أهداف فقط في الشباك.

وتتميز بلجيكا بعدد كبير من نقاط القوة بسبب امتلاكها لجيل واعد من النجوم أفضل من تلك التي عرفها خلال حقبة 1980 الذهبية. هناك نجم في كل مركز بدايةً من حراسة المرمى بقيادة تيبو كورتوا، والخط الدفاعي الذي يلعب مع أفضل الأندية الأوروبية، وخط الوسط المهاري بوجود واحد من أفضل صانعي اللعب كيفن دي بروين، هذا بالإضافة إلى خط الهجوم المُرعب الذي يوجد فيه كل من لوكاكو وإدين هازارد وغيرهما.
في المقابل، هناك بعض نقاط الضعف التي قد تُعيق تألق المنتخب البلجيكي، إذ إن المشاركة في بطولة يورو 2016 لم تنتهِ بشكل جيد بسبب الخروج في الدور ربع النهائي، وربما ما ينقصُ المنتخب البلجيكي هو عقلية الفوز التي لم يتحلَّ بها اللاعبون خلال البطولة الأوروبية وكذلك في مونديال 2018، عندما ودع منتخب "الشياطين الحُمر" من الدور نصف النهائي.

وعلى المدرب الإسباني روبيرتو مارتينيز تحسين الجانب الذهني لمنتخبه قبل انطلاق البطولة الأوروبية، وذلك إذا أراد أن يذهب بعيداً في نسخة عام 2021، خصوصاً أن التتويج بلقب "اليورو" يحتاج إلى عمل تكتيكي وفني كبير على أرض الملعب، ويحتاج إلى تركيز كبير من كل المجموعة.
المجموعة والتشكيلة

يُنافس المنتخب البلجيكي في المجموعة الثانية من بطولة "يورو 2020"، وسيبدأ المنافسات ضد منتخب روسيا ثم يخوض مواجهة صعبة ضد منتخب الدنمارك، وأخيراً يلعب ضد منتخب فنلندا في نهاية دور المجموعات. ويملك "الشياطين الحُمر" حظوظاً كبيرة للتأهل إلى دور الـ16.

وبالنسبة لتشكيلة المنتخب البلجيكي التي ستُشارك في بطولة "يورو 2020"، سيضمُ مركز حراسة المرمى (تيبوا كورتوا، سيمون مينيوليه وماتس سيلز)، أما في خط الدفاع فهناك (يان فيرتونغن، توماس ألديرفايلد، توما س مونييه، جيسون دينايير، ديريك بويوتا، لينادر ديندونكير، تيموثي كاستانيي).

أما في خط الوسط، فهناك (كيفن دي بروين، أليكس ويتسل، ناصر شادلي، يانيك كاراسكو، يوري تيليمانس، ثورغان هازارد، دينيس برايت وهانس فاناكان)، أما في خط الهجوم، فهناك (روميلو لوكاكو، إدين هازارد، درايز ميرتينز، كريستيان بينتيكي، ميتشي باتشواي وجيريمي دوكو).

فهل ينجح المدرب الإسباني روبيرتو مارتينيز بهذه الأسماء في صناعة التاريخ وتحقيق لقب كأس أمم أوروبا لأول مرة في التاريخ، ويُثبت للجميع أن التطور الكبير الذي شهدته الكرة البلجيكية أخيراً يستحق أن يُتوج بلقب قاري؟

كرة عالمية

التحديثات الحية

منتخب إيطاليا في "يورو 2020"... "أزوري" مُتجدد وقوي من أجل اللقب

نجوم المنتخب

يملك المنتخب البلجيكي الكثير من النجوم المُميزة القادرة على حسم التأهل وربما اللقب للمنتخب البلجيكي في بطولة "يورو 2020"، لكن لعل أبرز نجم يملكه منتخب "الشياطين الحُمر" حالياً، هو المهاجم روميلو لوكاكو بدون منازع، خصوصاً بعد العرض القوي الذي قدمه في موسم 2020-2021، مع إنتر ميلان الإيطالي ومساهمته الكبيرة بالتتويج بلقب الدوري عن جدارة واستحقاق. وهو المهاجم الهداف الذي سيلعب دوراً كبيراً في مساعدة بلجيكا على التتويج بلقب البطولة الأوروبية بعد حوالي شهرين من الآن.

المدرب

هو مدرب إسباني جيد يملك أفكاراً تكتيكية مُميزة طبقها عندما كان مدرباً لفريق إيفرتون، وصنع نقلة نوعية في الفريق الإنكليزي خلال السنوات الأخيرة. ورغم أنه لا يملك خبرة كبيرة في عالم التدريب، إلا أنه لاعب سابق كبير يعرف عن كرة القدم جيداً. درب مارتينيز فريق سوانزي سيتي من عام 2007 حتى 2009، ثم درب فريق ويغان أتلتيك بين 2009 و2013، بعد ذلك قاد فريق إيفرتون من 2013 حتى 2016، وهو مدرب المنتخب البلجيكي منذ عام 2016، وقاده للوصول إلى ربع نهائي بطولة "يورو 2016"، وكذلك حل ثالثاً في مونديال روسيا عام 2018.