ملعب الريان المونديالي.. بين أصالة التراث واستدامة المنشآت

ملعب الريان المونديالي.. بين أصالة التراث واستدامة المنشآت

09 ديسمبر 2020
ملعب الريان تحفة جديدة في قطر (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)
+ الخط -

سيشهد العالم، يوم الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، الإعلان عن جاهزية ملعب الريان المونديالي، أحدث صروح بطولة كأس العالم قطر 2022، بالتزامن مع نهائي أغلى الكؤوس بين ناديي السد والعربي.

وستكون الجماهير على موعد مع الإبهار بين جنبات الملعب المونديالي الجديد، الرابع في ترتيب الإعلان عن الجاهزية بعد استاد خليفة الدولي، واستاد الجنوب، واستاد المدينة التعليمية، الذي يسع 40 ألف متفرج، وسيتحول بعد إسدال الستار على مونديال قطر 2022 إلى المقر الجديد لنادي الريان.

وبالغوص في تفاصيله الإنشائية والمعمارية الفريدة، يتصدر الاستاد بتصميمه المميز صدارة المشهد لمميزاته العديدة، وخاصة على صعيد الاستدامة البيئية، فقد أنشئ الملعب ليحلّ محلّ استاد أحمد بن علي، حيث استخدمت 90% من مواد المخلفات والهدم في تشييد تلك التحفة المونديالية الجديدة.

وقد جاءت تلك الخطوات المحسوبة ضمن خطط اللجنة العليا للمشاريع والإرث، لضمان أعلى معايير الاستدامة البيئية خلال عمليات التشييد الضخمة للمشروع الجديد، التي حرصت منذ بداية عمليات إزالة ما تبقى من الاستاد القديم أن تخضع لأعلى المعايير البيئية، مع الحرص الشديد في كل خطوة.

وتعليقاً على ذلك، قال المهندس عبد الله الفيحاني، مدير مشروع ملعب الريان، إنه ومنذ انطلاق الأعمال في عام 2014، كانت التوجيهات صريحة بتجنب الهدم الكامل للاستاد القديم، ولكن تفكيكه إلى أجزاء يمكن الاستفادة منها.

وأضاف الفيحاني: "شملت تلك العناصر أجزاء خرسانية وأسلاكا وأعمدة فولاذية وحديدية، وأجزاء من هيكل الاستاد القديم ذاته، وعناصر متنوعة، كالأبواب والمقاعد والإضاءة، أزيلت جميعها حتى آخر قطعة منها".

ولتوضيح حجم المواد المرفوعة من الاستاد القديم، فقد بلغ حجم الردم المعاد استخدامه في أعمال تشييد الصرح الجديد 250 ألف متر مربع، كما استغل جانب من المواد في تشييد البنى التحتية المؤقتة، كأماكن إقامة العمال والأعمال الفنية عامة، حتى أصغر التفاصيل المتمثلة في بطاقات أرقام الكراسي القديمة، التي وزعت على عشاق نادي الريان كهدايا تذكارية من استادهم القديم.

وكشفت المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن إنشاء ملاعب تدريب مؤقتة لنادي الريان الرياضي في وقت لاحق من بداية العمل في المشروع، مشيرة إلى استخدام العديد من أعمدة الإضاءة من الاستاد القديم بعد تفكيكها بعناية فائقة، وإعادة استخدامها في ملاعب التدريب القريبة من ملعب الريان.

وأضافت: "إن الدروس المستفادة من مشروع تشييد ملعب الريان كانت مثيرة للانتباه، وأنه شجع القائمين على المشروع والسوق المحلي للتفكير بطريقة جديدة"، وأفادت بأنه "نعد الآن وثيقة استرشاديه لأفضل الممارسات حول هذا الشأن، وسنشاركها مع قطاع الإنشاءات المحلي بالكامل".

وفي الوقت الذي عكست فيه تفاصيل المواد القديمة حداثة مواد الملعب الجديد، تظلّ الأشجار والنباتات المرفوعة من محيط الاستاد القديم شاهدة على مدى حرص القائمين على المشروع على الحفاظ على البيئة، بعدما قاموا بزراعتها مجدداً، حيث أشار الفيحاني إلى أن طواقم العمل قامت بنقل قرابة 200 شجرة إلى مشتل بالقرب من الملعب، وأعيد الكثير منها إلى الموقع الجديد، كما تسلمت وزارة البلدية والبيئة عدداً من تلك الأشجار.

وفيما يشهد ملعب الريان عهداً جديداً من الحداثة، تظل عملية تحويل الموقع القديم إلى هذا الشكل النهائي دافعاً أصيلاً للفخر بالصورة النهائية التي صار المشروع عليها ضمن التزام اللجنة العليا بتنظيم أول نسخة محايدة الكربون من المونديال في العام 2022.

المساهمون