مخاطر تهدد كأس أمم أفريقيا: الجماعات المسلحة وكورونا

مخاطر تهدد كأس أمم أفريقيا: الجماعات المسلحة وكورونا

08 يناير 2022
الكاميرون انتظرت تنظيم البطولة طويلاً (دانيل بيلومو/ Getty)
+ الخط -

ستكون كأس أمم أفريقيا التي ستنطلق في الكاميرون يوم الأحد أول حدث رياضي من الحجم الكبير في سنة 2022، وستكون هذه النسخة مهمة لكرة القدم العربية بمشاركة 7 منتخبات للمرة الأولى، إضافة إلى حضور نجوم مميزين عالمياً بقيادة رياض محرز ومحمد صلاح وأشرف حكيمي.

وأصرّ الاتحاد الكاميروني لكرة القدم على تنظيم البطولة في هذا الموعد رغم الانتقادات الكبيرة التي رافقت قراره ومعارضة عديد الجهات تنظيم المسابقة في ظرف صحي يشهد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا في العالم، ورغم ذلك فإن البطولة ستقام في موعدها بمشاركة 24 منتخباً يجمعها الخوف من الاعتداءات التي قد تطاولها، وتحاصرها الإصابات بفيروس كورونا.

تحضيرات مرتبكة

اضطر عديد من المنتخبات لتغيير برنامج التحضيرات للمسابقة القارية، ذلك أن مباريات ودية كانت مبرمجة قبل الانتقال إلى الكاميرون تم التخلي عنها بسبب الخوف من الإصابات بفيروس كورونا، وسيسافر عديد من المنتخبات من دون إجراء أي لقاء ودّي، مثل المنتخب التونسي الذي اضطرّ لإلغاء معسكره الخارجي ثم مباراته الودية ضد سيراليون، كما اضطرّ المنتخب الجزائري إلى خوض مباراة ودية وحيدة ضد غانا، بعد أن ضربت كورونا 16 لاعباً من صفوف منتخب غامبيا الذي كان سيلعب ضده ودياً في قطر، وغيّر المنتخب المصري برنامج تحضيراته، وهذا الارتباك سينعكس سلباً بلا شك على مستوى المنتخبات في البطولة.

خسارة عديد من النجوم

ستحرم البطولة من بعض النجوم بسبب فيروس كورونا، بما أن المنتخبات تخلت عن العناصر التي أصيبت قبل وضع القائمة النهائية مثلما حصل مع نجم تونس الفرجاني ساسي، كما أن وجود بعض اللاعبين في العزل في الأسبوع الماضي سيؤثر في مردودهم خلال البطولة. وتقريباً فإن كل المنتخبات شهدت إصابات في صفوفها طوال فترة التحضيرات وغابت عن جانب من التحضيرات أسماء بارزة في بعض الحصص التدريبية، مثل الجزائري يوسف بلايلي أو الغابوني أوبامايونغ أو المغربي بدر بنون، ولا تكاد تمر ساعة إلا ويتمّ الإعلان عن إصابة بعض اللاعبين، وهو أمر يُربك حسابات بعض المدربين.

نسبة ضعيفة من المطعمين

بزيارة موقع "ourworldindata" المعتمد من أجل مراقبة نسب الخضوع للتطعيم المضاد بفيروس كورونا، نقف على حقيقة صادمة، وهي أن نسبة 3.1% فقط من الشعب الكاميروني خضعت للتطعيم، وهي نسبة ضعيفة للغاية لا تضمن نجاح البطولة، فرغم البروتوكول الصحي الصارم الذي وضع الاتفاق عليه وفرضه على كل المشاركين والوافدين على الكاميرون في الفترة القادمة، إلا أن النسبة الضعيفة ستساعد على ارتفاع معدلات الإصابة وتطرح مشاكل كبيرة وتهدد سلامة الجماهير.

تهديدات حقيقية

تؤكد السلطات في الكاميرون أن الوضع الأمني تحت السيطرة، ولا توجد مخاوف حقيقية من حدوث هجمات إرهابية تقودها بعض التنظيمات المعارضة أو الإرهابية التي ستستغل الاهتمام بالحدث القاري من أجل الاعتداء على ضيوف الكاميرون. وهذه التطمينات لا تمنع من تسرب المخاوف، خاصة أن عديداً من الأخبار تشير إلى أن المنتخبات مطالبة بالحذر الشديد وسط ارتفاع منسوب العنف في الأشهر الأخيرة. وأشار تقرير لموقع "أفريك نيوز" إلى أن جماعات انفصالية إرهابية وجهت تهديدات لمنتخبات المجموعة السادسة التي تضمّ منتخب تونس، واستندت إلى تصريح بليز شامامنغو المسؤول في منظمة "يومن رايتس"، الذي أكد أن التهديدات حقيقية، مفنداً الروايات الرسمية.

وأشار تقرير آخر لموقع "كواسي" المختص في الملفات الأفريقية إلى أن الجيش الكاميروني يقوم خلال الأسابيع الماضية بعمليات متواصلة تحسباً لوقوع هجمات إرهابية خلال البطولة، وقد رفع درجة التأهل والاستعداد لتأمين الوفود الرسمية والجماهير وتأمين إقامة البطولة في أفضل الظروف.

تجربة سابقة

ولئن بدت المباريات التي ستقام في العاصمة ياوندي في مأمن من التهديدات الإرهابية، بحكم أن السلطات أحكمت قضبتها على العاصمة التي تعرف عادة درجة تأهب عالية، فإن بقية المناطق الأخرى وخاصة التي توجد على الحدود ستكون معنية بالمخاطر أكثر من غيرها، خاصة أن ذكرى حادثة كابندا في أنغولا، عندما اعتدت جماعة إرهابية على حافلة منتخب توغو قبل انطلاق مشاركته في كأس أفريقيا 2010 وتسببت في مقتل بعض الأشخاص، لا تزال عالقة في الأذهان.

المساهمون