مارادونا حاضر في قمة نابولي وبرشلونة.. قدِم نجماً ورحل أسطورة

مارادونا حاضر في قمة نابولي وبرشلونة.. قدِم نجماً ورحل أسطورة

24 فبراير 2022
مارادونا كان معبود الجماهير في نابولي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

ستكون مباراة الإياب بين نابولي الإيطالي، وضيفه برشلونة الإسباني، الخميس، ضمن منافسات ملحق الدوري الأوروبي، مختلفة عن لقاء الذهاب الذي حسمه التعادل (1ـ1)، بحكم أهمية النتيجة في هذا الموعد الذي يهمّ التأهل إلى الدور المقبل، مع رغبة كل فريق في التتويج باللقب، وأيضاً خصوصية المباراة التي ستُلعَب على ملعب مارادونا في نابولي.

ومن الطبيعي أن يكون أسطورة كرة القدم دييغو أرماندو مارادونا، القاسم المشترك الأهم بين الفريقين، ولكن علاقة مدينة نابولي وفريقها، بالنجم الراحل في سنة 2020، مختلفة بالكامل، بما أن مارادونا كان في برشلونة لاعباً موهوباً (من 1982 إلى 1984)، ولكن في نابولي، تحوّل إلى معبود الجماهير سنوات طويلة، وما زال يحظى بمكانة خاصة بين أحباء نابولي.

قدِم نجماً ورحل أسطورة

تُعَدّ صفقة انتقال مارادونا من برشلونة إلى نابولي في سنة 1984، واحدة من الصفقات التاريخية الكبرى التي لا تعادلها أية صفقة أخرى، لأن نابولي استقدم نجماً وغادره لاحقاً وهو أسطورة (1991/1984)، ورغم أن برشلونة هو من استقدم مارادونا إلى أوروبا، وساهم في بروزه بعد بدايته مع بوكا جونيورز، فإن الوضع اختلف في نابولي، بما أنّه أعاد كتابة التاريخ مع الفريق.

والأرقام لا يمكنها أن تقدم صورة حقيقية عن قيمة مارادونا في مدينة نابولي، فقد تحول إلى ملك وملهم، ومصدر للسعادة للجماهير بعد أن قاد فريقها إلى المجد في إيطاليا وأوروبا، وحوّل نابولي من مدينة يهجرها السياح إلى قبلة الجماهير من كل العواصم في العالم، رغبة في مشاهدة الساحر الذي كان يترك بصمته في كل مباراة مع تفاعل الجماهير.

ورغم أن كرة القدم في العالم شهدت حالات ارتباط كبير بين لاعبين وأنديتهم أو مدنهم، مثلما حصل مع فرانشيسكو توتي مع فريق روما وغيره من الأسماء، إلا أن وضع مارادونا مختلف، بما أنه أثر في سير الحياة اليومية في نابولي، بل يمكن القول إنّه أثر في الحياة الاقتصادية للمدينة التي لم تكن تُعرَف إلا بالإجرام والفقر قبل قدوم الأسطورة، لتصبح قوة رياضية في أوروبا.

وضع مختلف بين الفريقين

سنوات مارادونا في برشلونة كانت صعبة بلا شك، بما أنّه لم يكن نجم الفريق الوحيد، ولهذا فإن انتقاله إلى نابولي لم يؤثر في مسيرته الرياضية، بل إن حياته بشكل عام شهدت ثورة حقيقية، إذ إنه كان النجم الوحيد لمدينة كاملة، لا لفريق كرة القدم فقط، وهو ما جعل المدينة تكون الأكثر حزناً في العالم يوم رحيل مارادونا، وتعيش يوماً كئيباً برحيل ملهم الأجيال فيها.

ورغم كل ما عاشه من أزمات مع النادي الكتالوني، ما زالت جماهير برشلونة تذكر لاعبها السابق، وأحيت ذكرى وفاته، ولكنها لا تفهم كيف فرّط فريقها في لاعب مثله، رغم أن الخطأ تكرّر بعد سنوات مع البرازيلي رونالدو، الذي رحل بدوره إلى الكالتشيو، ولكن مع فريق إنتر ميلان.

أما مدينة نابولي، فقد أكرمت مارادونا حيّاً وميتاً، فقد كان مرحباً به في المدينة رغم النهاية الصعبة لمسيرته مع الفريق، بل إن المدينة انقسمت في نصف نهائي كأس العالم 1990 في إيطاليا، عندما دار نصف النهائي بين إيطاليا والأرجنتين في نابولي، وباتت ليلتها نابولي حزينة لخروج إيطاليا وفرحة بمرور مارادونا إلى النهائي.

 

المساهمون