فريدي أدو.. حكاية حزينة لخليفة الأسطورة بيليه

فريدي أدو.. حكاية حزينة لخليفة الأسطورة بيليه

29 أكتوبر 2021
فشل فريدي أدو بالسير على خطى الأسطورة بيليه (Getty)
+ الخط -

يعيش النجم الأميركي، فريدي أدو، صاحب الـ(32 عاما)، ظروفاً صعبة للغاية، بعدما وجد نفسه في الفترة الحالية دون نادٍ يخوض معه المنافسات، رغم أنه كان يُعتبر خليفة أسطورة الكرة البرازيلية السابق، بيليه، ونال اهتمام وسائل الإعلام.

بداية القصة الحزينة لفريدي أدو، بدأت عندما كان عمره 14 عاماً فقط، وخطف الأضواء حينها، الأمر الذي دفع إدارة نادي دي سي يونايتد، إلى المسارعة للحصول على خدماته في عام 2004، وأصبح أحد هدّافي كرة القدم الأميركية، بحسب صحيفة "ذان صن" البريطانية.

تألقه الكبير مع دي سي يونايتد، دفع شركة "نايكي" الأميركية، إلى رعايته، بصفقة قدرته بمليون دولار، فيما أصبح أدو حديث وسائل الإعلام، واعتبر بأنه أحد النجوم، الذين يسيرون على خطى الأسطورة بيليه، الذي أكد حينها، لشبكة "إي إس بي إن"، بأنه يرى "نفسه بالمهاجم".

لكن سرعان ما أصبحت مسيرة أدو عبارة عن خيبة أمل كبيرة، نتيجة ضغوط وسائل الإعلام الأميركية عليه، بعد تجربة فاشلة وسيئة مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، وعدم قدرته على إظهار نفسه في بنفيكا البرتغالي أو موناكو الفرنسي، ليعود مرة أخرى إلى بلاده.

البداية السيئة

تُمثل حكاية أدو مثالاً يجب على جميع مواهب كرة القدم، تعلم الدرس منها، لأنه لم يستطع التعامل مع أضواء الشهرة، وهو في سن صغيرة، بعدما أصبح حديث وسائل الإعلام الأميركية في عام 2004، عقب انتقاله بصفقة تاريخية إلى نادي دي سي يونايتد.

صحيح أن أدو تألق في بداية مسيرته مع دي يونايتد، وبات الجماهير الأميريكية تُعلق آمالها، على الموهبة القادمة إلى الولايات المتحدة من غانا عام 1997، وأصبح يظهر في الإعلانات التجارية، مع الأسطورة البرازيلية بيليه.

وتغزل بيليه كثيراً بأدو، حتى قال عنه: "بدأ موتسارت عندما كان في الخامسة من عمره، إذا كنت جيداً فأنت طيب. لقد أعطى الله فريدي هدية لعب كرة القدم". تصريحات الأسطورة البرازيلية، جعلت السير أليكس فيرغسون المدرب السابق لنادي مانشستر يونايتد، يستدعي أدو، حتى يخوض تجربته في الدوري الإنكليزي الممتاز، في نهاية عام 2004.

وأثناء إشراف فيرغسون على تدريبات مانشستر يونايتد، لاحظ طريقة لعب أدو، وتوقع له مستقبلاً مشرقاً في عالم كرة القدم، لأنه يمتلك موهبة فريدة من نوعها، لكن الواقع كان مختلفاً بشكل تام، بعدما واجه الأميركي مشكلة في الحصول على تصريح العمل، ما أعاق صفقة انتقاله إلى "الشياطين الحُمر".

وتحدث فيرغسون بعد فشل الصفقة، بقوله "لقد قام فريدي بكل شيء معنا. إنه ولد موهوب، وسيعود إلى الولايات المتحدة الأميركية، وسأكلف شخصاً في مانشستر يونايتد، من أجل مراقبته، وعندما يبلغ 18 عاماً، سنقوم بتقييم كل شيء".

الخطأ الكبير

بعد عودة فريدي إلى الولايات المتحدة، بدأت إدارة نادي دي سي يونايتد بفقدان ثقتها بالمهاجم الشاب، في عام 2006، لأنه لم يستطع تسجيل الأهداف، وفشل بإعطاء تمريرات حاسمة لزملائه، بالإضافة إلى أن أرقامه كانت سيئة للغاية.

مشكلة أدو الأساسية أو الخطأ الكبير، هو عدم تركيزه على كرة القدم، بسبب المشاكل العائلية، التي حدثت في منزله، وأثرت بشكل كبير، على عدم نجاحه، حتى أنه قال في عام 2012 "لقد كانت عائلتي تعاني من الفقر المدقع".

وتابع "لقد كانت والدتي تعمل في وظيفتين أو ثلاث وظائف لرعاية أخي وأنا. لذلك إذا أتت شركة نايكي إليك وقالت إنها تريد أن تمنحك عقدًا بمليون دولار، والقائمون على الدوري الأميركي، يريدون جعلي اللاعب الأكثر أجراً، وأنا في سن الـ14 من عمري. لا يمكن أن أقول لهم لا".

وأضاف "لقد وافقت على كل شيء، وانتهى بي الأمر بالقيام بأعمال الترويج، وتصوير الإعلانات، والقيام بالمقابلات، وكل هذا جعلني أستغني عن كرة القدم. لقد كان الناس يرونني كأداة تسويقية فقط. هذا هو الخطأ الكبير بالنسبة لي".

ونتيجة للخطأ الكبير، قررت إدارة دي سي يونايتد الاستغناء، عند خدمات فريدي أدو، ورحل إلى فريق "ريال سولت ليك" في عام 2007، لتبدأ معها رحلة الإنهيار، والحكاية الحزينة، لموهبة كان قد توقع لها، أن تكون خليفة الأسطورة بيليه.

لعب مع 15 نادياً في مسيرته

توقع الجميع في صيف عام 2007، أن فريدي أدو عاد إلى المسار الصحيح، بعدما حصلت إدارة بنفيكا البرتغالي على عقد المهاجم، لكن معاناته استمرت، وخاض معه 17 مباراة فقط، خلال 4 سنوات في جميع البطولات المحلية والقارية، وسجل هدفين فقط.

وقررت إدارة بنفيكا التخلص منه، بعدما أعارته إلى موناكو الفرنسي، وبيلينينسيس البرتغالي، وأريس ثيسالونيكي اليوناني، و تشايكور ريزا سبور، لكن فريدي أدو فشل مرة أخرى، في إثبات نفسه مع جميع الفرق، التي لعب معها.

وطلب أدو من إدارة بنفيكا، السماح له بالعودة إلى الدوري الأميركي لكرة القدم، من بوابة فريق فيلادلفيا يونيون، ليكون الفشل من نصيبه مرة أخرى، ويرحل عقبها إلى فريق باهيا البرازيلي، ثم ياجودينا الصربي، وكيوبس الفنلندي.

واستمرت التجارب الفاشلة لأدو، حتى وصل الدوري السويدي، الذي خاض منافساته مع فريق أوسترلين، لكن رغم كل شيء، كان المهاجم الأميركي يحصل على الأموال، عبر الشركات الراعية الكبيرة، الأمر الذي جعله يقول في مقابلة لشبكة "إي إس بي إن" عام 2019 "ما زلت شاباً، ولن أتخلى عن الأمر نهائياً. أحب كرة القدم بشكل كبير".

النهاية

قامت إدارة أوسترلين في العام الماضي، بالجلوس مع فريدي أدو، ووجهت له اتهامات مباشرة، بأنه يفتقر إلى اللياقة والقوة العقلية، حتى يعود إلى تألقه الكبير، لأنه مشغول بالجوانب التجارية فقط، والحصول على الرعاة.

وأبلغت إدارة أوسترلين قرارها، إلى فريدي أدو، بأنه بات غير مرغوب به في الفريق، وقاموا بإلغاء عقده، لتنتهي الحكاية الحزينة، لأحد المواهب، الذي كان الجميع ينتظره خليفة للأسطورة بيليه.

المساهمون