عودة التوازن إلى يوفنتوس... نجاح لأليغري رجل المرحلة

عودة التوازن إلى يوفنتوس... نجاح لأليغري رجل المرحلة

01 أكتوبر 2021
يوفنتوس في الطريق الصحيح (Getty)
+ الخط -

استعاد فريق يوفنتوس الإيطالي توازنه في الفترة الأخيرة بعد البداية المتعثرة في موسم 2021-2022، ولم يقتصر الأمر على تحقيق فوزين فقط (واحد محلي وواحد أوروبي)، إنما أيضاً تحسن المستوى على أرض الملعب وخصوصاً في خط الهجوم، ومع قليل من التركيز في الجانب الدفاعي، من الممكن أن يُغيّر المدرب أليغري الكثير من الأمور في المباريات القادمة.

الدفاع وسيلة للنجاح

يعتمد المدرب ماسيميليانو أليغري على الدفاع في الفترة الأخيرة لكي يكون نقطة قوة للفريق من أجل تسجيل نتائج مُميزة وتحقيق الانتصارات على الصعيدين المحلي والأوروبي، وسيُحاول اللعب بطريقة المنتخب الإيطالي القديمة من أجل محاولة الوصول إلى أفضل النتائج هذا الموسم.

ومع استعادة كل من جيورجيو كيليني وليوناردو وبونوتشي، أمسى دفاع فريق يوفنتوس أكثر قوة وتماسكا، وهو ما ظهر بوضوح أمام فريق تشلسي الإنكليزي في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا، والتي برهن فيها فريق "البيانكونيري" أن دفاعه يمكن أن يُساعده على تحقيق النجاح وحصد الانتصارات وإعادة الهيبة المفقودة.

كما أن منظومة المدرب أليغري الدفاعية يعرفها الجميع سابقاً وهي اليوم تُشبه كثيراً ما حصل خلال السنوات الذهبية التي وصل فيها يوفنتوس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين خلال فترة المدرب، وهي ربما نقطة تفاؤل لجمهور "البيانكونيري"، لأن الدفاع ربما يكون حالياً وسيلة للنجاح.

 في المقابل، أمسى قلب الدفاع النجم الهولندي، ماتياس دي ليخت، أكثر اندماجاً مع المجموعة ويصنع الفارق في الخط الخلفي وبات مؤثراً في منظومة لعب المدرب، ماسيميليانو أليغري، ما يعني أن استمرار الفريق في تقديم صورة جيدة في الدفاع سيُسهل قدرة أليغري على المنافسة على لقب الدوري على أقل تقدير.

 

كييزا الجوهرة الجديدة

تطور هجوم فريق يوفنتوس كثيراً في موسم 2021-2022، إن كان باستعادة الأرجنتيني، باولو ديبالا، لمستواه على أرض الملعب وتسجيل الأهداف، أو ظهور الجوهرة الإيطالية الجديدة، فيديريكو كييزا، الذي قدم عروضاً رائعة مع المنتخب الإيطالي وأمسى واحداً من نجوم فريق "البيانكونيري".

وأثبت الجناح الهجومي، فيديريكو كييزا، أنه يملك مستقبلا كبيرا في الملاعب الإيطالية، كما أنه سيصنع الفارق مع فريق يوفنتوس هذا الموسم، ويكفي أنه سجل هدف الفوز ضد فريق تشلسي الإنكليزي بطريقة رائعة ومُميزة، من خلال تسديدة أكثر من رائعة.

ويملك المدرب أليغري بالتالي جناحا هجوميا سريعا ومهاريا وهدافا مثل كييزا، والذي سيُطور هجوم يوفنتوس أكثر فأكثر في محاولة لاستعادة التوازن بعد الفوضى التي وُلدت مباشرةً إثر مغادرة البرتغالي، كريستيان رونالدو، وعليه وصل الفريق إلى أفضل حالة ذهنية في الثلث الأخير، لأنه عاش بعض الصعوبات متأثراً بمغادرة الأسطورة "الهداف".

وقدم كييزا نفسه بقوة في بطولة "يورو 2020"، ونال حُب الجماهير الإيطالية، كون كرة "الأزوري" افتقدت في السنوات الماضية للمواهب الهجومية التي تصنع الفارق على أرض الملعب، وسيكون كييزا واحدا من النجوم الذين يحتاجهم فريق يوفنتوس في الوقت الحالي.

وطبعاً، سيعتمد المدرب أليغري على كييزا كلاعب أساسي في المباريات القادمة وربما يُصبح اللاعب أحد هدافي فريق "البيانكونيري" في موسم 2021-2022، خصوصاً في حال استمر كييزا في تقديم المستوى الهجومي القوي مع امتلاكه قدرة على صناعة وتسجيل الأهداف.

أفكار أليغري المُميزة

يُعتبر المدرب، ماسيميليانو أليغري، من أبرز المدربين الذين نجحوا مع فريق يوفنتوس الإيطالي في السنوات الأخيرة، ويكفي أنه هو من قاد "البيانكونيري" إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عامي 2015 و2017، وعليه ما زال هذا المدرب يحظى بدعم الإدارة من أجل محاولة استعادة مستوى يوفنتوس الذي كان يُقدمه حتى ما قبل رونالدو.

ويملك المدرب أليغري سيرة ذاتية مُميزة في عالم التدريب وبشكل خاص مع الفريق الإيطالي، وبالتالي هو الوحيد القادر حالياً على منح يوفنتوس القوة المطلوبة لتقديم أفضل أداء، خصوصاً أنه يعرف ما يحتاجه الفريق على الصعيد التكتيكي إن كان بخطة (4-3-3) أو (4-4-2)، وهو يعرف كل الخبايا الموجودة في النادي الإيطالي لتغيير الأمور وقلب الطاولة على الجميع إن كان محلياً أو أوروبياً.

ولطالما أقنع أليغري الجماهير بأفكاره التكتيكية المُميزة التي صنعت الفارق على أرض الملعب في المنافسات المحلية والأوروبية وجعلت فريق يوفنتوس من بين الأفضل، ولهذا السبب هو رجل المرحلة في الوقت الحالي والوحيد ربما القادر على صناعة مجموعة قادرة على المنافسة.

والجميع تابع ما حصل في مواجهة فريق تشلسي القوي، عندما نجح أليغري بأفكاره التكتيكية في الحد من خطورة "البلوز" وإيقاف مهاجمه الهداف، البلجيكي، لوكاكو، الذي غاب عن معظم فترات المواجهة ولم يُقدم المستوى القوي المطلوب منه، وتابعت الجماهير كيف تفوق أليغري بطريقته الدفاعية ثم الانقضاض على المنافس بالتحولات السريعة، التي كان بطلها كييزا في النهاية بهدف ذكي.

واستعاد أليغري اليوم مستوى الفريق بعد خيبة الأمل التي تعرض لها مع بداية الموسم الكروي، أتم الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل سعياً لاستعادة هيبة الفريق الإيطالي التي فُقدت في السنوات الماضية، ومن الآن فصاعداً على أليغري أن يُطور مستوى الفريق فنياً وذهنياً من أجل محاولة الصعود إلى منصات التتويج من جديد إن كان محلياً أو ربما أوروبياً، من يدري.

المساهمون